الإدريسي: على الآباء تجنب إعطاء الشاشات الرقمية لأبنائهم وتعويضها بأنشطة رياضية وترفيهية تشترك فيها كل الأسرة
أكدت الدكتورة حنان الإدريسي أن ما يعرض في وسائل الاعلام بكل أنوعها لا يرقى للمواضيع الملحة التي من المفروض ان تتطرق إليها والتي تهم المجتمع، مشيرة إلى أن حالات الإدمان التي تعرض على مراكز الإدمان تتعلق فقط بالتدخين والمخدرات ولا تأتي حالات تتعلق بإدمان الانترنيت والوسائط الرقمية بل يتعامل معها الآباء بكل سطحية.
وأضافت نائب رئيس الحركة خلال كلمتها في الندوة الأسرية الجهوية في موضوع: “الأسرة ومسؤولية الانفتاح على الفضاءات الرقمية” والتي نظمتها جهة الشمال الغربي يوم السبت 29 ماي 2021، أن الشاشات، وتقصد بها التلفزيون واللوحات الإلكترونية والهواتف الذكية والحواسيب، أصبحت جزء مهما من حياتنا، وعلى الآباء أن يتعرفوا عليها وعلى ما يفعله أبنائهم من بها، وما يرونه وما يمتعهم، وعليهم أن يطرحوا أسئلة حول دورهم ودور الاسرة في ضبط هذا الأمر، للوقاية من مخاطره على الأبناء، مؤكدة على ضرورة أن يكون لديهم وعي بطريقة استعمالها وتكوين حولها لفتح دينامية تواصل مع الشباب.
وأوضحت الدكتورة المتخصصة في طب الإدمان، أن الشاشات أصبحت فردية بعد ان كانت الأسرة تلتئم حول شاشة واحدة، مما يجعلها تكرس الفردانية، معتبرة أن المجال الرقمي بحر عميق جدا فيه المساحة الآمنة وفيه أيضا المساحة الخطرة كما البحر، حيث من الممكن تعرضهم لابتلاع من قرش من قروشه، كالقمار أو المواقع الإباحية أو المواقع المظلمة..، مع ضرورة الانتباه في نفس الوقت إلى عدم حرمانهم من الانترنيت لأهميته ولما يوجد فيها من منافع.
ونبهت المحاضرة إلى أن على الآباء أن يكون لديهم نوع من الانضباط الذاتي تجاه ذواتهم باعتبارهم قدوة، وأن يقوموا بعملية نقد ذاتي لكي يوجهوا أبنائهم في هذا المجال، فلا بد من أن ينتبه الآباء لتعاملهم مع هاته الوسائل ليكونوا قدوة لأبنائهم، فإذا كان الآباء يستعملون الشاشات بطريقة متوازنة سيكون من اليسير إدارة تعامل أبنائهم معها، بحيث يستعملوها بدرجة أقل في حضور أطفالهم.
وذكرت بثلاث لاءات تخص أوقات استعمال الشاشات من طرف الآباء وهي :
- لا لاستعمال الشاشة عند الاستيقاظ
- لا لاستعمال الشاشة عند النوم
- لا لاستعمال الشاشة عند الاكل
مشيرة إلى أنه كلما ارتفع ارتباط الآباء بالشاشات كلما أدى ذلك إلى خطر إصابة الأبناء بسلوكيات صعبة لحاجة الأبناء للاهتمام والحديث مع آبائهم وللنظر إليهم واللعب معهم مما يعطيهم تقديرا للذات ويطور مهاراتهم الاجتماعية ويساعهم على إدارة مشاعرهم.
وأضافت أن هناك جهلا كبيرا عند الآباء بالفضاء الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي حيث يشاركون صور أبناءهم بدون وعي، مما يهدد حياتهم الخاصة، فهم لم يصلوا لسن الرشد بعد ليعطوا رأيهم، ولم يحترموا خصوصيتهم وخصوصية الأسرة والحياة الخاصة، فلا بد من تخصيص وقت للتواصل والتفاهم والحوار معهم لأهمية العلاقات الإنسانية مع الأسرة بعيدا عن تلك الشاشات، بأن يضعوا أوقاتا بدون شاشات لهم ولأسرهم، واللعب مع أطفالهم والنظر إليهم وجها لوجه، والحد من التنبيهات التي تزيد الارتباط معها، مع تنقية الهواتف.
وأكدت على ضرورة أن يتجنب الآباء إعطاء تلك الشاشات لأبنائهم بسبب انشغالهم، وتعويض ذلك بمشاركتهم في أنشطة رياضية ومعرفية وأدبية واجتماعية وترفيهية تشترك فيها كل الأسرة.
وفيما يخص الأبناء، نبهت الدكتور إلى عدم وضع التلفاز في الغرف الخاصة والشاشات أيضا ووضعها في أماكن مشتركة، وتقليص تعرض الأبناء للإشهار لخطورته كاختراق ثقافي لأذواقهم، مع احترام التعليمات المتعلقة بالسن في الألعاب، وعليهم بضبط تعامل أطفالهم مع هاته الشاشات ومصاحبتهم اثناء استعمالها، معتبرة أن استعمال الانترنيت مسؤولية أبوية تحتاج إلى الحزم وإلى الوعي وإلى وضع ضوابط لتكون واضحة، بالإضافة لإعطاء القدوة حينها يمكن أن نتكلم عن والدية إيجابية وآباء يتصفون بالحكمة والوعي المطلوب.
س. ز / الإصلاح