الأوضاع الإنسانية تتفاقم بقطاع غزة بعد 410 يوم على العدوان “الإسرائيلي”
دخلت عملية “طوفان الأقصى” يومها الـ410، وأسفر العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة عن ارتقاء 43923 شهيدا، فيما وصل عدد المصابين إلى 103898، 72% منهم من النساء والأطفال، وفق آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويواصل جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، لليوم الـ46 على التوالي عدوانه على شمال قطاع غزة، حيث لم يتوقف القصف المدفعي والجوي على بيت لاهيا ومخيم جباليا، ناهيك عن عمليات النسف للمباني السكنية.
وشنت طائرات الاحتلال صباح يومه الثلاثاء 19 نونبر 2024، عدة غارات بالتزامن مع قصف مدفعي على شمالي القطاع، كما شنت غارة في محيط منطقة التوبة في مخيم جباليا، ونسفت عددا من المباني في منطقة مشروع بيت لاهيا.
وبلغت حصيلة العدوان “الإسرائيلي” على شمالي القطاع منذ الخامس من أكتوبر الماضي أكثر من 2000 شهيد، و6 آلاف مصاب، بالإضافة إلى اعتقال 1000 شخص، فضلا عن عشرات المفقودين ما زالوا تحت الأنقاض.
ويعاني المواطنون المحاصرون شمالي القطاع أوضاعا إنسانية وصحية كارثية في ظل استمرار العدوان، ومنع إدخال المساعدات، بالإضافة إلى منع طواقم الدفاع المدني والإسعاف من ممارسة عملها في انتشال الشهداء وإنقاذ حياة الجرحى.
وقد أكد مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية أن المستشفى لا يزال يعاني من الحصار “الإسرائيلي”، مضيفا أن ما يتم تداوله عن سماح الاحتلال بإدخال المساعدات الطبية “غير دقيق”، منوها إلى أن الاحتلال سمح بإدخال 7 كراتين فقط من المستلزمات الطبية من أصل 40 كرتونة مطلوبة، مما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات اللازمة لعلاج المصابين.
وأوضح أبو صفية، أن قوات الاحتلال منعت منظمة الصحة العالمية من إدخال الطعام والدواء والوفود الطبية التخصصية، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف التابعة للمنظمة تعرضت لتفتيش دقيق، وتمت مصادرة الطعام منها في الشوارع، قبل أن تُجبر الوفد الطبي على العودة.
وأشار أبو صفية إلى أن المستشفى يفقد يوميا عددا من الجرحى الذين يتحولون إلى شهداء نتيجة غياب التخصصات الجراحية الضرورية، لافتا إلى تزايد الحالات الواردة من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، بينهم أربعة في حالة حرجة، بالإضافة إلى تسجيل إصابات مماثلة بين الكبار.
وفي سياق متصل، حذرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من انهيار منظومة العمل الإنساني في قطاع غزة جراء تشديد الاحتلال القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأشارت الشبكة في بيان صحفي أمس الإثنين إلى توقف عشرات المخابز والمطابخ المجتمعية عن العمل جراء قيود الاحتلال على دخول الإمدادات الغذائية، حيث يعتمد معظم سكان قطاع غزة عليها في غذائهم اليومي بعد أن فقدوا مصادر دخلهم.
وحذرت الشبكة من التداعيات الخطيرة لهذا التدهور المتسارع على الأوضاع الإنسانية وتأثيرات ذلك على واقع حياة السكان الذين بات معظمهم يعانون النزوح المتكرر ويمكثون في خيام مهترئة لا تستطيع أن تصمد في وجه المطر والبرد والرياح.
وجددت الشبكة مطالبتها للأمم المتحدة بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة وتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه هذا التدهور الحاصل على كافة المستويات وإنقاذ حياة السكان وتوفير الحماية لهم بكل مستوياتها.
وطالبت الجهات الفلسطينية وبخاصة الحكومة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه التحرك على كافة المستويات الوطنية والدولية لوقف العدوان، ورفع الحصار وتعزيز صمود أبناء شعبنا في قطاع غزة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت 29 منظمة دولية غير حكومية في تقرير مشترك بأن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” يشجع على نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، عن طريق مهاجمته قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين المساعدات.
من جانبه دعا أعضاء من مجلس الأمن الدولي خلال جلسة عقدت أمس الإثنين على مستوى دبلوماسي رفيع برغبة من بريطانيا تحت عنوان “إنهاء الحرب وإحلال السلام الدائم”، إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، محذرين من تردي الأوضاع في القطاع،.
وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند إن المنطقة وصلت إلى مفترق طرق قاتم بعد أكثر من عام على انتشار النزاع في غزة وإراقة الدماء، وناشد المجتمع الدولي بالتحرك بشكل سريع لوقف ذلك وتغيير المسار.
وفي سياق متصل، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن النهج الأوروبي المتبع تجاه “إسرائيل” أثبت فشله، داعيا إلى ممارسة ضغوط فورية على الحكومة “الإسرائيلية” لإنهاء حربها على غزة وتجاهلها المتكرر للقانون الدولي.
وشدد على ضرورة تطبيق القوانين الدولية دون استثناء أو تمييز، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية بدلا من الاكتفاء بالتصريحات.
وتعد هذه التصريحات جزءا من نقاش أوسع داخل الاتحاد الأوروبي بشأن تصعيد الضغط على “إسرائيل” بسبب عدم احترامها للقانون الدولي في حربها على غزة المستمرة منذ أكثر من عام.
وكالات