مصطفى الخلفي يستعرض خمس قوى أساسية منتجة للتحول العالمي
أكد الأستاذ مصطفى الخلفي أن العالم يشهد خمس قوى أساسية منتجة للتحول تتجلى في الاقتصاد والتكنولوجيا والديمغرافيا والقيم والتوازنات العسكرية والأمنية في العالم، موضحا أن الفعل الإصلاح الفاعل يتطلب استيعاب هذه القوى.
واستعرض الخلفي أهم مضامين تلك القوى الأساسية في العالم خلال مشاركته اليوم الاثنين في ندوة بعنوان “إلى أين يمضي العالم؟ نحو فهم أعمق التحولات العالمية” ضمن مبادرة تميز للشباب، نظمتها قسم الطفولة والشباب المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بمركز التكوين بالرباط.
وأوضح الوزير السابق أن المجال الاقتصادي يتسم بكونه مجالا للتحولات المتلاحقة، مشيرا إلى أن حجم الاقتصاد العالمي يقدر بنحو 100 تريليون دولار، يشكل نصيب الصين والولايات المتحدة الأمريكية منه النصف، مشددا على أن هناك توازن في الاقتصاد العالمي رغم تداعيات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وطوفان الأقصى وغيرها.
وأشار الخلفي أن الثورة التكنولوجيا غيرت بشكل جذري من إمكانيات إنتاج المعلومة والنفاذ إلى المصادر والتواصل، مشددا على أبعادها الاقتصادية في جهة ثانية.
وأكد الخلفي أن الديمغرافيا لها تأثير كبير في إحداث التحولات، موضحا أن لها ثلاث سمات أساسية في وطننا بشكل خاص، وهي: التوسع في الفئات الشابة، وانتشار التمدرس والتعليم في الوساط الشعبية، والتمدن.
وأضاف الخلفي أن القيم لها دور في التحولات، مشيرا إلى ما تعيشه المرجعيات القيم مؤخرا من استهداف، ممثلا لذلك باستهداف الأديان، والنقاش في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وكندا حول الحق في تحويل جنس الأطفال دون إذن الوالدين، علاوة على التوصيات التي قدمت للمغرب وتستهدف الأسرة.
وتوقف المحاضر عند التوازنات العسكرية والأمنية في العالم، مشيرا إلى تفاقم التوترات الأمنية والعسكرية في كل من روسيا مع أوكرانيا وطوفان الأقصى بفلسطين وليبيا ومالي وأدربيجان مع أرمينيا وغيرها، منبها إلى ارتباط ذلك بصناعة الأسلحة.
ورأى الخلفي أن هذه القوى الخمس ترتبط بها ثلاث ديناميات، الأولى مرتبطة بالمشروع الصهيوني وطوفان الاقصى، والثانية دينامية ذاتية والثالثة تنشأ من التدافع بين المحلي والخارجي، مقدما قراءة في تلك الديناميات.
وأوضح أن المشروع الصهيوني يشهد نوع من الارتباط نتيجة طوفان الأقصى، مضيفا أن الصهيونية الدينية ترى بعد تفوقها على الصهيونية العلمانية أن طوفان الأقصى يجب أن يسرع في التمكين للمشروع الصهيوني، مشيرا إلى أن الصهيونية العلمانية أنتجت التطبيع وترويج قيم التسامح، بينما تحاول الصهيونية الدينية إخضاع شعوب وأنظمة المنطقة.
وربط الخلفي بين علو هذا المشروع وبين الدعم من القوى المتحكمة في التحولات العالمية سواء بالعتاد أو التكنولوجيا أو الاقتصاد.
ولاحظ أن دينامية الإصلاح تحتاج إلى قوى، ضمنها الحركات الإسلامية، مشترطا تجديد أفكارها وآلياتها من أجل ضمان موقع لها في العالم، موضحا أن عملية طوفان الأقصى رفعت في جاهزية دينامية الإصلاح على المستوى العالمي.
وعلى مستوى دينامية التدافع بين المحلي والخارجي، شدد المتحدث على ضرورة تشكيل مناعة داخلية من أجل الحفاظ على القرار الوطني من أية مصادرة تستهدفه من القوى المنتجة للتحول العالمي.
يذكر أن الدورة الثانية من مبادرة تميز للشباب انطلقت يوم الجمعة 16 غشت وتمتد إلى غاية 21 منه، ويساهم في تأطيرها رئيس الحركة الدكتور أوس رمال، والنائب الأول لرئيس الحركة الأستاذ رشيد العدوني، والرئيسين السابقين للحركة عبد الرحيم شيخي، ومحمد الحمداوي، كما تستضيف المبادرة كلا من الحبيب شوباني ومصطفى الخلفي، ويونس مسكين، ومصطفى العلوي، إضافة إلى محاور يؤطرها شباب الحركة.
موقع الإصلاح