الأربعين.. سن احتكام الخلق والخلق – يوسف الحزيمري

تحدث القرآن الكريم عن مراحل خلق الإنسان جنينا، ومراحل نموه بعد خروجه إلى الحياة الدنيا، فقال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ مَا نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً}[سورة الحج، الآية 5]، فجعل تعالى أقسام النمو بعد الولادة ثلاثة: الطفولة، والأشد، وأرذل العمر، و تبدأ مراحل عمر الإنسان، وفقا لتصنيف “القرآن”، بمرحلة الطفل ثم الصبا، يليها الفتوة ثم القوة، ومن بعد ذلك الكهولة ثم الشيخوخة وأخيرا أرذل العمر، وقد دلل القرآن الكريم على كل مرحلة من تلك المراحل بآية قرآنية.
وقسم ابن الجوزي في كتابه “تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر” مراحل النمو الإنساني إلى ست مراحل هي: المرحلة الأولى: تبدأ من حدوث الحمل وتنتهي بالولادة. وهذه المرحلة لم يذكرها ابن الجوزي بصراحةٍ، ولكنه تعرض لذكرها في مواضع مختلفةٍ من مؤلفاته…
أما المراحل الخمس الباقية، فقد أسماها بالمواسم، وهي كما أوردها ابن الجوزي:
الموسم الأول: من وقت الولادة إلى زمن البلوغ.
والموسم الثاني: من زمن البلوغ إلى خمسٍ وثلاثين سنةٍ وهي زمن الشباب.
والموسم الثالث: من ذلك الزمن إلى تمام الخمسين سنة، وذلك زمن الكهولة، وقد يقال كهل لما قبل ذلك.
والموسم الرابع: من بعد الخمسين إلى تمام السبعين، وذلك زمن الشيخوخة.
والموسم الخامس: ما بعد السبعين إلى تمام العمر وهو زمن الهرم”.
وهذا التقسيم الذي وضعه ابن الجوزي لمراحل النمو الإنساني، يتفق إلى حدٍ كبيرٍ مع معظم تقسيمات المربين المسلمين وغيرهم من الغربيين»[«آراء ابن الجوزي التربوية» (ص194)]
وفي تقسيم آخر حديث ذكره في كتابه «الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية» (ص259) كالتالي: «أ- مرحلة التكوين.ب- مرحلة الرضاعة. “0-2”.جـ- مرحلة الطفولة. “2-7”.د- مرحلة التمييز. “7-14”.هـ- مرحلة البلوغ. “14-21”.ومرحلة الشباب. “21-40”.ز- مرحلة الرشد. “40-60”.ح- مرحلة الشيخوخة “60-80”.ك- مرحلة الكهولة. “80-100”.
ونريد أن نقف هنا على مرحلة الرشد والتي تتحدث عن بلوغ سن الأربعين، لأن لها شأنا وأهمية بالغة في مراحل عمر الإنسان، فهي مرحلة كما يقول ابن خلدون: «تبيّن في المعقول والمنقول أنّ الأربعين للإنسان غاية في تزايد قواه ونموّها وأنّه إذا بلغ سنّ الأربعين وقفت الطّبيعة عن أثر النشوء والنّموّ برهة ثمّ تأخذ بعد ذلك في الانحطاط.»[ «تاريخ ابن خلدون» (1/ 465)].
وهذه المرحلة قليلة البحث رغم أهميتها المفصلية في حياة الإنسان، وعن قلة هذا الاهتمام يقول مؤلفا كتاب «نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين» (ص358) ما نصه:«ومع بلوغ سن الأربعين يكون المرء قد وصل إلى طور “بلوغ الأشد” -حسب التعبير القرآني الكريم- وبدأ طورًا جديدًا يسميه علماء النفس الارتقائيون أيضًا طور الرشد الأوسط، أو وسط العمر، والذي يمتد حتى سن الستين أو بعده بقليل.
ومن الغريب أن هذه المرحلة هي الأقل استطلاعًا وبحثًا من بين جميع مراحل العمر، لأنه حتى عهد قريب لم تكن هناك إلّا مشكلات قليلة لا تتعدى حدود المشكلات الفسيولوجية المرتبطة بما يُسَمَّى التغيرات مدى الحياة، والتي بدت هامة لدرجة جذبت انتباه علماء النفس الذين شغلتهم على التوالي: الطفولة فالمراهقة، ثم ازداد الاهتمام بالشيخوخة في السنوات الأخيرة، ثم بمرحلة الرشد المبكر. أما طور بلوغ الأشد أو وسط العمر “الرشد الأوسط” فلا زالت أقل المراحل بحثًا، فلا يتوافر حولها قدر كافٍ من البحوث والمعلومات العلمية.»
وقد أشار القرآن الكريم إلى بلوغ سن الأربعين، واهتم به وجعله في الغالب سن إنباء الأنبياء بالوحي الإلهي، قال تعالى عن سيدنا موسى عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَينَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [القصص: 14].
حيث «لما ذكر تعالى أنه أنعم على أمه برده لها وإحسانه بذلك وامتنانه عليها، شرع في ذكر أنه لما بلغ أشده واستوى، وهو احتكام الخلق والخلق، وهو سن الأربعين في قول الأكثرين، آتاه الله حكما وعلما، وهو النبوة والرسالة التى كان بشر بها أمه حين قال: ” إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين “.»[قصص الأنبياء من البداية والنهاية – ت عبد الواحد» (2/ 12)]
وقال عن سيدنا يوسف عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [سورة يوسف، الآية: 22].
يقول ابن الزبير الغرناطي في «ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل» (2/ 267): «للسائل أن يسأل عن ثبوت قوله: ((واستوى)) في سورة القصص ولم يثبت ذلك في سورة يوسف؟ وهل كان يمكن ورود العكس في الآيتين؟
والجواب عن ذلك: أن الأشد مختلف فيه من البلوغ إلى استكمال أربعين سنة، وقد قيل بالزيادة على الأربعين، وظاهر القرآن أن الأشد يقع على دون الأربعين لقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) (الأحقاف: 15)، فلو كان الأشد الأربعين لأدى إلى عطف الشيء على نفسه، فإنما الكلام في قوة أن لو قيل: حتى إذا بلغ أشده واستكمل وتم بالزيادة، والله أعلم، وإذا كان وقوع الأشد على ما ذكرنا، ولا يكون إلا على خال من العمر يحسن في الظبط والتدبير، والإحكام للأمور، والفهم للخطاب، وتحقيق مقادير الأمور، وهذا بِجَرْي العادة إنما ابتداؤه عند البلوغ أو قبل البلوغ، ثم يستحكم إلى الغاية التي إليها انتهاء تمام القوة واستحكام العقل، وتلك الأربعون، وعلى رأس الأربعين سنة بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم أن الله سبحانه قال في قصة يحيى بن زكريا، عليه السلام: (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (مريم: 12)، وهذا ولابد في غير (سن) الأربعين.
وقال تعالى في قصة يوسف، عليه السلام، إنما ابتدئ بالوحي وسماع الكلام بعد فراره خوفاً من فرعون، قال تعالى: (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء: 21) وأفصحت آي القرآن أن ذلك كان بعد رجوعه وإنكاح شعيب عليه السلام إياه ابنته، ولم يخرج من مصر حتى ائتمر به للقتل وبعد وكز الذي كان من عدوه وقضائه عليه، ومجموع هذا إنما هو بخروجه، عليه السلام، عن سن الابتداء إلى استكمال الأشد وهو الاستواء، فقيل في قصته: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) (القصص: 14) أي استكمل وانتهى إلى أحسن الحالات في السن، وأما يوسف، عليه السلام، في الوحي إليه في الجب فحاله وإن بلغ ما يسمى أشداً غير حالة الاستواء، فامتنع مجيء الاستواء في قصته وورد في قصة موسى، وكلام المفسرين إذا تؤمل وإن لم يكن إفصاحاً مشعر بهذا، فجاء كل على ما يجب، والله أعلم».
فكانت سن الأربعين باعتبارها سنا للوحي الإلهي -كما قال ابن عاشور أن « إيتاء النبوءة غلب أن يكون في سن الأربعين»- مرحلة تهيمن فيها « القوة العقلية على القوة الجسمية، قال الرازي: ” فلهذا السر اختار الله تعالى هذا السن للوحي، ويروى أنه لم يبعث نبي إلا على رأس الأربعين سنة “. وقد اعتنى كتاب الله عناية خاصة بمرحلة الأربعين من حياة كل إنسان، وما ينتظر أن يبلغ فيها من وعي ونضج واستقامة، فقال تعالى من سورة الأحقاف: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الآية: 15]»[ «التيسير في أحاديث التفسير» (4/ 493)].
قال في «بيان المعاني» (2/ 358): «وما ذكرنا من معنى الأشد هو الصحيح المعول عليه، وهو حتما دون الأربعين، قال تعالى: {إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً}، وهذه الآية تدل على أن الأشد دون الأربعين دلالة صريحة، ولهذا قال هنا استوى والاستواء ما بين الثلاثين إلى كمال الأربعين وبه يظهر معدن الإنسان، وهو سن الكمال الذي يطبع المرء على ما كان عليه فيه من صلاح أو غيره غالبا».
قال الإمام الزحيلي في «التفسير الوسيط» (2/ 1464): «لا تكون النبوة أو الرسالة والتكليف بمهامها عادة إلا بعد سن الأربعين، ليكتمل العقل والوعي، والنضج الفكري، والكمال الجسدي والعاطفي، واستثناء من هذا المبدأ العام قد تكون النبوة ممنوحة من بداية الحياة، مثل عيسى، عليه السلام، إذ جعله الله رسولا، وهو في مهد الطفولة، ويحيى عليه السلام الذي آتاه الله النبوة في عهد الصبا، كما جاء في قوله تعالى: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا.»
ويقول محمد عزة دروزة في «التفسير الحديث» (5/ 20):معلقا على جملة {إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} هذا، وبمناسبة ذكر الأربعين سنة في مقام التنويه بالسن التي يبلغ الإنسان فيها أشدّه نقول: إنه لا ينبغي أن يتبادر من ذلك أن الإنسان لا يكون مسؤولا قبل هذه السن. فمسؤوليته المادية والدينية تبدأ منذ وعيه للأمور وبخاصة منذ بلوغه الحلم، وفي سورة النساء آية تفيد ذلك وهي: وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ … إلخ والمتبادر أن المقصود من العبارة الإشارة إلى أن الإنسان حينما يصل إلى سن الأربعين يكون نضجه قد اكتمل وتغدو مسؤوليته أشدّ وموقفه أدقّ في حالتي الصلاح والطلاح والخير والشر معا. ولقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم حينما بلغ هذه السن مما فيه تطبيق رباني ذو مغزى عظيم.»
ويقول محمد سيد طنطاوي في «التفسير الوسيط» (13/ 192): «وفي الآية الكريمة: تنبيه للعقلاء، إلى أن شأنهم- خصوصا عند بلوغ سن الأربعين. أن يكثروا من التضرع إلى الله بالدعاء، وأن يتزودوا بالعمل الصالح، فإنها السن التي بعث الله- تعالى- فيها معظم الأنبياء، والتي فيها يكتمل العقل، وتستجمع القوة، ويرسخ فيها خلق الإنسان الذي تعوده وألفه…»
وقد كانت العرب تنظر إلى سن الأربعين أنها «سن النضج والكمال، فأخذوا بمبدأ تحديده باعتباره الحد الأصغر لسن من يسمح له بالاشتراك في الاجتماعات وإبداء الرأي، إلا إذا وجدوا في رجل أصغر سنًّا جودة في الرأي، وحدة في الذكاء، فيسمح له عندئذٍ بالاشتراك وبإبداء الرأي بصورة خاصة.» [«المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام» (7/ 47)].
وكان السلف الصالح على وعي بهذه المرحلة العمرية وأهميتها في الإقبال على الله والعروج في منازل السائرين، قال في «حسن التنبه لما ورد في التشبه» (10/ 189): «قال عبد الله بن داود: كان كثير من السلف في أمر دنياهم، حتى إذا بلغوا أربعين سنة طوى فراشه؛ أي « كان لا ينام طول الليل» قاله الغزالي في الإحياء، وروى أبو أحمد العسكري في “المواعظ” عن هلال بن يساف قال: كان الرجل من أهل المدينة إذا بلغ أربعين سنة تفرغ لعبادة ربه.» [“المجالسة وجواهر العلم” (ص: 27)].
وروى ابن كثير في تفسيره (6/ 553): «عن الحسن في قوله: {أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} قال: أربعين سنة…، عن مسروق أنه كان يقول: إذا بلغ أحدكم أربعين سنة، فليأخذ حذره من الله عز وجل.»
وقال أيضا (7/ 281) عند قوله تعالى:«{إني تبت إليك وإني من المسلمين} وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله، عز وجل، ويعزم عليها.»
وهذا الإمام جلال الدين السيوطي لما بلغ سن الأربعين اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس بالقاهرة على نيل مصر، وانهمك في التأليف والتصنيف، فألف أكثر كتبه. ومثله في العلماء كثير.
كما أن سنّ الأربعين من الأمور التي عالجها الأدباء في شعرهم ونثرهم إذ ذكر “علي الزيادي” (الأربعين) بقوله:
ألمت بعيد الأربعين مفاصلي … وعدا يعاديني الطباع الأربع
وقال الآخر:
وماذا يبتغي الشعراء مني … وقد جاوزت حد الأربعين
بمعنى: ماذا يريد الشعراء منّي؟ وكيف يمنّون أنفسهم في خديعتي وقد بلغت سنّ الأربعين، وهي سنّ الحنكة والتجربة والاختبار؟[«شرح المفصل لابن يعيش» (3/ 227)]
ونقل شوقي ضيف في «تاريخ الأدب العربي » (10/ 206): عن”إبراهيم التازي (تـ866 هـ) قوله:
أبعد الأربعين تروم هزلا … وهل بعد العشيّة من عرار
فخلّ حظوظ نفسك واله عنها … وعن ذكر المنازل والديار
فما الدّنيا وزخرفها بشئ … وما أيّامها إلا عوارى
فتب واخلع عذارك فى هوى من … له دار النعيم ودار نار
جمال الله أكمل كلّ حسن … فلله الكمال ولا ممارى
وذكر الله مرهم كلّ جرح … وأنقع من زلال للأوار
ولا موجود إلا الله حقّا … فدع عنك التعلق بالشّنار »
ورحم الله القائل “الأقيشر” كما في العقد الفريد (8/ 76):
إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن … له دون ما يهوى حياء ولا ستر
فدعه، ولا تنفس عليه الذي مضى … وإن جر أسباب الحياة له العمر»
قال في «بيان المعاني» (4/ 129): «لأنه والعياذ بالله ينطبع على ما هو عليه فيصعب تبديل خلقه كما يستحيل تغير خلقه»
وفي «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» (7/ 295):
«هل بعد سن الأربعين تصابي … ذهب الشباب ولات حين شباب
هل ينفعنك بعد شيبك في الهوى … توفير مكتسب وحسن ثياب –
هيهات ما فخر المهند في الوغى … بحلي غمد فوقه وقراب»