اقتصاد عيد الأضحى.. فرص بملايين الدراهم وتجاوزات تخلف الخسائر
يحتفل المغاربة قاطبة بعيد الأضحى المبارك بذبح أزيد من ستة ملايين من الأنعام (الخرفان والماعز والأبقار والإبل) تنفيذا لتعاليم الدين الإسلامي، واقتداء بسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وسيرا على هدي سيدنا إبراهيم عليه السلام.
ويتجاوز رقم المعاملات المتعلقة بشراء الأضاحي والمنتجات الاستهلاكية، والمهن المرتبطة بها أزيد من 20 مليار سنتيم، حيث لا تتوقف مصاريف عيد الأضحى عند اقتناء أضاحي العيد، بل تتعداها إلى إعداد الحلويات واقتناء أزياء العيد وإقتناء لوازم إعداد الأضحية.
وتشير تقديرات بعض المهنين إلى أن متوسط ثمن الأضحية لهذا العام قد يتراوح بين 3000 درهم إلى 7000 درهم للخروف حسب النوع والوزن، رغم إعلان وزير الفلاحة استيراد 600 ألف رأس قصد تغطية الخصاص المسجل على مستوى القطيع المحلي.
ويتوقع أن تأثر موجة تضخم التي يشهدها المغرب على أسعار أضاحي العيد، حيث بلغ معدل التضخم في أوجه نحو 10 في المائة، هو الأعلى منذ تسعينيات القرن الماضي، بحسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط.
وتتعالى أصوات بعض المهنيين قبل كل عيد أضحى بضرورة تثمين جلود الأضاحي. وتتحدث الكونفدرالية المغربية للصناعات الجلدية عن خسارة ما يفوق 500 مليون درهم خلال عيد الأضحى بسبب رمي الجلود، وعدم تثمين هذه المادة الحيوية في الصناعة الجلدية.
وتنبه الكونفدرالية إلى بلوغ واردات المملكة بقطاع الجلد 70 مليون درهما، رغم الكميات الهائلة من الجلود التي توفرها مناسبة عيد الأضحى كل سنة، التي تعرف ذبح أزيد من 6 ملايين أضحية كما سبق الإشارة إلى ذلك.
كما تتحدث الكونفدرالية المغربية للصناعات الجلدية عن كون عدم الاستفادة من هذه الجلود في القطاع الصناعي؛ يتسبب في خسائر إضافية تناهز 21 مليون درهم للتخلص منها في المطارح، مما يساهم بشكل مباشر في تضييع 40 ألف يوم عمل بالمملكة.
ويوفر عيد الأضحى للشباب فرصة عمل مؤقتة لتدبر مورد رزق وتخفيف أعباء المعيشة عن كاهل الأسرة، عبر مهن حارسة “الأضاحي” وحمله وإطعامها والقيام بمهن موسمية قبل العيد، علاوة على عملية الذبح وشيّ رؤوس الخرفان خلال يوم العيد.