استياء وغضب بوسائل التواصل الاجتماعي من غناء بكلمات نابية تمس قيم المغاربة بسهرة موازين

أثارت الألفاظ النابية والإشارات والرموز التي استخدمها مغني راب مغربي خلال مهرجان موازين استنكار عدد من المغاربة في وسائل التواصل الاجتماعي من بينها شخصيات أكاديمية وفنية.

ورأى عدد من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أن مغني الراب “طوطو” يُجسّد موجة انحدار فني وقيمي، يتضمن رسائل تشجع على تعاطي المخدرات والعبارات النابية، مما يشكل خطرا على فئات شابة تبحث عن قدوة أخلاقية.

واعتبر مدونون أن حفل طوطو استخدم بشكل متكرر لألفاظ نابية وصريحة، بعضها غير قابل للبث في قنوات عمومية. وهي كلمات لم تكن مجرد انزلاق عابر، بل جزءا من خطابه “الفني” المعتاد، مما يطرح علامات استفهام حول المسؤولية الفنية والأخلاقية لفنان يُقدّم عرضه أمام جمهور كبير، بينهم قُصّر وأطفال.

وجاءت في تدوينات أن “التطبيع الثقافي” مع استهلاك المخدرات ليس فنًا حرًا، بل خطابا خطرا عندما يُقدَّم بصفة القدوة أو النجاح. كما أن الجيل الصاعد اليوم يعيش تحديات نفسية واجتماعية غير مسبوقة: هشاشة في الهوية، قلق وجودي، انعدام أفق اجتماعي، وكلها أرض خصبة للانجراف خلف قدوات سطحية. حين يُقدَّم فنان مثل طوطو على أنه “صوت الشباب”، وهو نفسه يُروّج عبر أغانيه للعدوانية، احتقار المرأة، وتقديس المال والمخدر، مما يحفز الانحلال الأخلاقي.

وذهب آخرون إلى أن ما حدث في حفلة “طوطو” يُمثّل أكثر من مجرد عرض موسيقي صاخب؛ بل تجسيد لتحوّل خطير في معنى “النجاح الفني”: من صوت مجتمعي صادق إلى سلعة تجارية تخاطب الغرائز وتُقصي الضمير، و هو ببساطة سمٌّ ثقافي مغلّف في موسيقى.

الأستاذ الجامعي والوزير السابق خالد الصمدي كتب في تدوينة له على فايسبوك: “لايمكن لعاقل أن يسمي الخروج عن القيم المشتركة بالفاحش من القول والايحاءات الجنسية واستهلاك المخدرات علنا ونقل ذلك إلى البيوتات عبر قنوات الاعلام العمومي ، أن يسمي ذلك فنا ينبغي تفهمه وتبرير ذلك باختلاف الاذواق بين الأجيال، إنه تبرير لا يصمد أمام العقل السليم والمنطق الحكيم”. 

وحذر الصمدي من أنه غدا باسم هذا ” العفن” يمكن أن تمس المشتركات الأخرى كثوابت الدين ومقومات الوطن والتمرد عليهما من على المنصات العمومية وبالتمويل العمومي، آنذاك هل نجد من يشرح لنا هذا الإفلاس الذي يقدمه شخص سمى نفسه وعلى صدريته دون خجل أو وجل بـ”السلكوط” ، والحاضرين لحفله بمحبي السلكوط والتسلكيط ، ثم نجد من يبرر ذلك بحرية الفن وباختلاف الأذواق.

ووصف الأكاديمي والخبير التربوي هذا السلوك بالافلاس بعينه يمشي على رجلين، داعيا آلة المقاومة والتوعية أن تتحرك قبل فوات الاوان،لأنه بهذه التبريرات نسهم في صناعة جيل يعاني من الضياع و علينا أن نبهه ونوفر له سبل العيش الكريم عوض أن نخدعه وننومه في العسل، لأنه إذا كثر واستفاق واصطدم بالواقع سيحرق الأخضر و اليابس وسينتقم من كل من كان سببا في شروده وضياعه، وكل من ساعده على ذلك بتبرير فعلته، وعدم تنبيه الى خطورة زلته.

وعلّق الفنان التشكيلي محمد بنعبد الله، على ماجرى بقوله في تدوينة له على حسابه الشخصي (فيسبوك): “هنا يكمن التناقض العميق: فنان بنى شهرته على كسر الطابوهات الأخلاقية، وخرق السائد والمألوف، يجد نفسه اليوم مكرما من مؤسسات يفترض فيها تمثيل القيم العامة، كما سبق وكان مدعوا من وزارة الثقافة لإحياء سهرة بالعاصمة الرباط ليحتفى به تحت أعلى درجات الرعاية الرسمية في إطار ” الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية 2022 هذه السهرة التي لم تسلم من انتقادات لاذعة وسخط من عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني ببلادنا ووسائل الإعلام “.

وذهب الفنان التشكيلي إلى أن هذا التحول يفرض علينا وقفة تأمل، تتجاوز منصة وميكروفون وأغنية، مشيرت إلى أننا أمام لحظة فنية تحمل في طياتها أسئلة أكبر : من يحدد الذوق العام؟ ومن يرسم حدود الحرية؟ وهل باتت المؤسسات تساير الموجة بدل أن تؤطرها؟ أم أن الفن أصبح مرآة لعصر لم تعد فيه الحدود واضحة بين الصدمة والقبول، بين الجدل والتكريس، بين الرفض والاحتضان؟

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى