استطلاع: غالبية المغاربة يرفضون الساعة الإضافية

عاد النقاش مجددا حول اعتماد المغرب العمل بالساعة الإضافية (غرينيتش+1) على مدار السنة كاملة، عوضا عن الاقتصار على الفترة التي كانت قبلا ما بين شهري أبريل وأكتوبر من كل سنة، واستثناء شهر رمضان. 

واعتمد المغرب التوقيت الصيفي بشكل دائم منذ سنة 2018 في خطوة بررتها الحكومة آنذاك أنها “استراتيجية بهدف تعزيز الانسجام مع الشركاء الاقتصاديين الدوليين وتحسين فعالية استهلاك الطاقة”، غير أن هذا القرار كان مثار جدل واسع خلال السنوات الماضية داخل المجتمع المغربي.

وأنجز مركز “سونيرجيا” بشراكة مع جريدة “L’Économiste” استطلاعا حديثا موجها للمغاربة، حول قرار الإبقاء على التوقيت الصيفي الدائم في المغرب (GMT+1)، وأظهر أن أغلبية المغاربة ما تزال غير مقتنعة بهذا الخيار الذي اتخذته الحكومة منذ سنة 2018.

وشمل الاستطلاع 1005 مغاربة من مختلف الفئات الاجتماعية والجهات، وأظهرت نتائجه أن 43 في المئة من المستجوبين صرّحوا أنهم غير موافقين على اعتماد التوقيت الصيفي الدائم، مقابل 28 في المئة فقط أبدوا تأييدهم، بينهم 22 في المئة موافقون تماما، فيما ظل 29 في المئة دون موقف واضح أو محايدين.

وتشير هذه الأرقام إلى أن الكفة تميل بوضوح نحو الرفض، رغم مرور سبع سنوات على اعتماد الساعة الإضافية كخيار رسمي. ولم يقتصر الرفض على الجانب الرمزي أو المبدئي، بل مسّ أيضًا التجربة المعيشية للمواطنين.

وأكد 40 في المئة من المستجوبين أن الساعة الإضافية أثرت سلبا على حياتهم اليومية، سواء في أوقات العمل أو الدراسة أو النوم، بينما رأى 17 في المئة فقط أن تأثيرها إيجابي، مقابل 35 في المئة قالوا إنهم لم يلاحظوا فرقا يذكر.

وأبرز التقرير أن الرفض يتركز أساسا لدى الفئة العمرية بين 25 و44 سنة وسكان المدن الكبرى، والمنتمين للطبقة الوسطى والعليا (CSP A وB)، أي الفئات الأكثر نشاطا في الحياة المهنية والتعليمية، والتي تعيش إيقاعا يوميا مضغوطا يتأثر بشكل مباشر بتغيير التوقيت.

كما أظهر الاستطلاع، أن الفئات المتقدمة في السن (55 إلى 64 سنة) وذوي الدخل المحدود هم الأكثر قبولا أو حيادا تجاه التوقيت المعتمد.

يذكر أن فعاليات حقوقية ومجتمعية كانت طالبت بـ”الإسراع في إجراء دراسة شاملة حول هذا الموضوع بغرض الوقوف بدقة على كل الإشكاليات الناجمة عن التشبث الرسمي بإضافة ساعة كاملة إلى التوقيت المغربي على مدار السنة”، مؤكدة “أولوية احترام خصوصيات كل فصل على حدة ورفع الضرر عن المواطنين”.

أخبار / مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى