استطلاع عربي: دعم فلسطين ارتفع بشكل كبير في المغرب والبلدان العربية بعد طوفان الأقصى
أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الأربعاء الماضي النتائج الرئيسة لاستطلاع الرأي العام العربي والفلسطيني نحو الحرب على غزة.
وأجمع الرأي العام العربي على التضامن مع القضية الفلسطينية على اعتبار أنها “قضية جميع العرب وليست قضية الفلسطينيين وحدهم” ؛ حيث توافق على ذلك 92% من المستجيبين؛ وعبّر 69% منهم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة وحركة حماس، في حين أفاد 23% أنهم متضامنون مع الشعب الفلسطيني وإن اختلفوا مع حماس، وقال 1% فقط إنهم غير متضامنين.
وهذه النسبة غير مسبوقة عند مقارنتها بنتائج سنوات سابقة، فقد ارتفعت من 76% في نهاية عام 2022، إلى 92% في هذا الاستطلاع. وارتفعت ارتفاعا ملحوظا في بعض الدول؛ ففي المغرب ارتفعت من 59% في عام 2022 إلى 95%، وفي مصر من 75% إلى 94%، وفي السعودية من 69% إلى 95%، على نحوٍ يعكس ارتفاعًا جوهريًا من الناحية الإحصائية، وتحولًا جوهريًا في آراء مواطني هذه البلدان.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي استهدف عينة من 8000 مستجوب ومستجوبة في 16 دولة عربية. أن المواطنين العرب يتعاملون مع هذه الحرب على أنها تمسّهم مباشرة؛ إذ عبّر 97% من المستجيبين عن أنهم يشعرون بضغط نفسي (بدرجات متفاوتة) نتيجة للحرب على غزة؛ بل إن 84% قالوا إنهم يشعرون بضغط نفسي كبير.
وقد أفاد نحو 80% من المستطلعين أنهم يداومون على متابعة أخبار الحرب، مقابل 7% قالوا إنهم لا يتابعونها. وتتوزع مصادر المتابعة على قنوات التلفزيون بنسبة 54%، وشبكة الإنترنت بنسبة 43%.
وأبرزت النتائج/ أن الرأي العام العربي غير مقتنع بأن العملية العسكرية التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر 2023 كانت تحقيقا لأجندة خارجية؛ إذ اعتبر 35% من المستجيبين أن السبب الأهم للعملية هو استمرار الاحتلال “الإسرائيلي” للأراضي الفلسطينية، في حين عزاها 24% إلى الدفاع عن المسجد الأقصى ضد استهدافه، ورأى 8% أنها نتيجة لاستمرار حصار قطاع غزة.
أما فيما يتعلق بالنقاش حول مشروعية تلك العملية؛ فقد توافق 67% من الرأي العام العربي على أن العملية هي “عملية مقاومة مشروعة”، في حين قيّمها 19% بأنها “عملية مقاومة مشروعة شابتها بعض الأخطاء”، واعتبرها 5% “عملية غير مشروعة”. وفي إطار ما تداوله ساسة كيان الاحتلال وبعض المسؤولين الأميركيين حول تشبيه حركة حماس بتنظيم داعش، يعتقد ثلثا الرأي العام العربي أنها تختلف عنه كليا، 3% فقط قالوا أنها لا تختلف عنها.
وعلى مستوى تقييم الرأي العام العربي لسياسات القوى الإقليمية والدولية تجاه الحرب على غزة، فقد عكست النتائج أنّ الرأي العام العربي يعارض سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه الحرب على غزة، فقد قيّم 94% من المستجيبين موقفها بـ “سيئ” و”سيئ جدًا”، وقال 82% إنه سيئ جدًا. وفي السياق نفسه، توافق 79% و78% و75% على أن مواقف كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، على التوالي، سلبية. في حين انقسم الرأي العام العربي بخصوص مواقف إيران وتركيا وروسيا والصين؛ بين من رآها إيجابية (48%، 47%، 41%، 40%، على التوالي)، ومن عدَّها سلبية (37%، 40%، 42%، 38%، على التوالي).
وفي السياق نفسه، أفاد 76% أن نظرتهم إلى الولايات المتحدة أصبحت أكثر سلبية بناء على مواقفها من الحرب، وتعكس النتائج أنها فقدت صدقيتها لدى الرأي العام العربي؛ إذ إن 81% من المستجيبين أفادوا أنها غير جادة في العمل على إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلّة منذ عام 1967 (الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس).
وتوافق نحو 77% من الرأي العام العربي على أن الولايات المتحدة والكيان الغاصب هما الأكثر تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها؛ فرأى 51% أن الولايات المتحدة الأكثر تهديدا، ورأى 26% أن الكيان الغاصب تشكل التهديد الأكبر. أما عن تغطية الإعلام الأميركي لمجريات الحرب، فقد أفاد 82% من المستجيبين أنه منحاز إلى الاحتلال، في حين عدّه 7% فقط محايدا.
يرفض 89% من المستجيبين العرب أن تعترف بلدانهم بكيان الاحتلال، مقابل 4% فقط يوافقون على ذلك. وقد ارتفعت نسبة الذين يرفضون الاعتراف من 84% في استطلاع 2022 إلى 89% في هذا الاستطلاع. ومن المفيد الإشارة إلى أن نسبة الذين يعارضون الاعتراف بالاحتلال في الرأي العام السعودي ارتفعت، من 38% في 2022 إلى 68%، وكذلك الأمر في السودان من 72% في 2022 إلى 81%، وفي المغرب من 67% في 2022 إلى 78%، وهذا ارتفاع جوهري من الناحية الإحصائية.
أما على صعيد ما يمكن أن تقوم به الحكومات العربية لإيقاف الحرب، فيعتقد 36% من مواطني المنطقة العربية أن الإجراء الأهم يتمثل في قطع هذه الحكومات علاقاتها مع الكيان أو إلغاء عمليات التطبيع معه، في حين رأى 14% من المستجيبين أنه يتمثل في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون موافقة الاحتلال، وحبّذ 11% استخدام سلاح النفط من أجل الضغط على الكيان الغاصب ومؤيديه. وقال 9% بضرورة إنشاء تحالف عالمي لمقاطعة الاحتلال “الإسرائيلي”.
وحسب التقرير، فإن هنالك شبه إجماع بين المستجيبين الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس، بنسبٍ تفوق 95% على تأثّر مستوى الأمان في الضفة وإمكانية التنقل بين محافظاتها ومدنها وشعورهم بالأمن والسلامة الشخصية ووضعهم الاقتصادي؛ نتيجة للحرب.
وأفاد 60% من المستجيبين الفلسطينيين في الضفة أنهم تعرضوا لاقتحامات قوات جيش الاحتلال في مناطقهم أو كانوا شهودًا عليها، وقال 44% إنهم تعرّضوا لتوقيف أو استجواب من جيش الاحتلال، وأفاد 22% أنهم تعرضوا لهجمات المستوطنين أو مضايقاتهم.
يذكر أن هذا الاستطلاع الأول من نوعه في موضوع الحرب على غزة، نُفّذ ميدانيا في الفترة 12 دجنبر 2023 – 5 يناير 2024 في 16 مجتمعا عربيا، هي: موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن وعمان وقطر والكويت والسعودية والعراق والأردن ولبنان والضفة الغربية في فلسطين.
وتضمّن الاستطلاع مجموعة من الأسئلة تهدف إلى الوقوف على آراء المواطنين في المنطقة العربية نحو موضوعات مهمة مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وتمثّل هذه المجتمعات المستطلعة آراء مواطنيها 95% من سكان المنطقة العربية وتمثل العينات أقاليمها المختلفة. وكان حجم العينة في كل مجتمع من المجتمعات الآنفة الذكر 500 مستجيب ومستجيبة، وسُحبت العينة حسب منهجية العينة العنقودية والموزونة ذاتيًا، بحيث يكون لكل فرد في كل بلد احتمالية متساوية في الظهور في العينة.