احتفالات بطقوس “حليلو” عند أطفال وشباب مدينة الجديدة في زمن ندرة المياه – عبد الرحيم مفكير
لعيد الأضحى طقوس خاصة به عمل المغاربة على المحافظة عليها سواء استوعبوا مقاصدها وغاياتها ودلائلها أم فعلوا بحكم العادة، والإرث الثقافي عن الآباء.
وتبدو هذه العادات مترسخة في الذاكرة الجمعية لفئة من المغاربة سكان الأحياء الشعبية. ف”بوجلود” و” بولبطاين” بدأت في الأفول بخلاف ” حليلو” أو ” زمزم” وهي اللعب بالماء، ومن معتقدات هؤلاء الغريبة أن ماء زمزم يسري في كل الأنهار ف” يزمزها”.
وتبدأ هذه العادة في ثاني عيد يوم الفطر، وتمتلئ الأزقة والشوارع الشعبية بالنساء والأطفال وحتى بعض الكبار من الرجال والنساء يتراشقون بالماء بالرغم من نذرته، وفي جولة بأحياء مدينة الجديدة تكرر المشهد وتحس بفرح المشاركين في هذا الطقس وتمتعهم بتبادل البالونات ” نفاخات” والأكياس البلاستيكية المليئة بالمياه، والأسوء فيه هذه اللعبة غير المستساغة عقلا وشرعا استعمال البيض والصباغة.
تنطلق الاحتفالية، لتربط الحاضر بالماضي في طقس قيل عنه أنه عادة يهودية مغربية، واعتبرها آخرون من المحللين المهتمين بالثقافة الشعبية والأنتروبولوجيا، دلالة على الطهر من الخطايا والتحلل منها.
ويسعد المشاركون في هذا الطقس ويعتبرونه وسيلة الفرح وصلة الرحم، والتواد والمحبة بالرغم مما يتسبب فيه من الأذى لبعض المارة الذين لا يستسيغون هذا الفعل ويعتبرونه غير حضاري وفيه إسراف للماء ومضيعة للوقت. بهذا اليوم ومن الثقافة الشعبية المغربية .
وللأسف أن الحفل في بعض الأحيان يتحول إلى مأساة وشجار لاسيما بعد استعمال الماء القاطع والبيض، وفي مناسبات بإحدى المدن وقعت حوادث مؤلمة انتهت بالقتل.