ابراهمي يستعرض مكانة القدس في العقائد اليهودية والمسيحية والإسلامية

أكد الدكتور محمد ابراهمي أن المسلم ينطلق من عقيدته في تحديد التصورات الكونية والهوية والانتماء، وفي تحديد منظومة القيم وطبيعتها، وفي الإصلاح والتغيير، وفي تفسير أحداث التاريخ واستخلاص العبر منه، وأخيرا في تحديد مساحات الحوار والتفاعل في القضايا الكبرى.

جاء ذلك خلال تقديمه عرضا حول “القدس في العقيدة اليهودية والمسيحية والإسلامية”، في إطار الدورة الرابعة لبرنامج تكوين أطر في القضية الفلسطينية – فوج طوفان الأقصى، والتي تنظمها المبادرة المغربية للدعم والنصرة من 27 إلى 31 غشت 2024، بمركز التكوين بالرباط.

واستعرض مسؤول قسم الدعوة والعمل الثقافي، أهمية القدس في العقائد الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلامية، بعد أن انطلق من مقدمة مختصرة حول التعريف بالمدينة وتعدد أسمائها وتاريخ بنائها عبر مسارها الممتد.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن أهمية القدس في العقيدة اليهودية، تأتي من التوراة والتلمود وكتاب المدراش، وهي تعاليم وتفاسير لنصوصهم المقدسة، بالإضافة إلى مصادر أخرى، مشيرا إلى أن محور الصراع معهم يتركز على”القدس والهيكل، وحائط البراق (المبكى)”.

وأشار الأكاديمي إلى أن القدس مقدسة في كتبهم، يعتبرونها رمزا للنهضة القومية اليهودية، ورمزا للعودة ولم الشتات. أما الهيكل، فيعتبرونه للملك داوود، ويضم قصر الملك سليمان وتابوت العهد، مضيفا أن هدم الهيكل تم بعد وفاة النبي سلميان، ويحاولون بناءه من جديد باعتباره رمزيا دينيا يهوديا. أما حائط البراق والذي يسمونه حائط المبكى فيعتبرونه البقية الباقية من أورشليم.

وخلُص ابراهمي إلى أن مزاعم اليهود حول القدس تتمثل في: اعتقادهم الراسخ والجازم بأنهم أصحاب الحق في المدينة، تشكيككهم في مركزية القدس لدى المسلمين وخاصة ما جاء في الأحاديث النبوية، ثم ادعائهم أن عبد الملك بن مروان هو الذي بنى المسجد الأقصى فوق الهيكل ليؤكدوا على أحقيتهم في إعادة بناءه.

وفي ما يخص العقيدة المسيحية، أشار إلى أن القدس بالنسبة للمسيحيين هي مهد المسيح عليه السلام، حيث توجد بها كنيسة القيامة والتي بنيت فوق المكان الذي دفن فيه، كما أنها مكان مهم بالنسبة لهم للأحداث التاريخية التي وقعت فيه، ويحيون أعيادا مرتبطة بتلك الأحداث كعيد الفصح الذي يحيى ذكرى قيامة المسيح، وهي بالنسبة لهم رمز للأمل في السلام العالمي حتى باتت رمزا للدعوة للتعايش السلمي.

ولم يفت المتحدث الإشارة إلى العقيدة الإنجيلية المسيحية أو العقيدة البروتستانتية، والتي لها علاقة باليهود بشكل وطيد، ومن خلالها يؤمنون بأنهم شعب الله المختار، وأن عودة المسيح مقرونة بقيام دولة صهيونية أي تجميع اليهود في فلسطين، وقيام دولة إسرائيل، واحتلال القدس، ثم إعادة بناء الهيكل على أنقاض الأقصى.

وفيما يتعلق بالعقيدة الإسلامية، أكد المحاضر أن القدس بالنسبة للمسلمين أرض مباركة ومدينة الأنبياء، والقبلة الأولى للمسلمين، وفيها المسجد الأقصى المبارك، وهي مدينة الإسراء والمعراج.

وأضاف أن للمدينة فضل وأجر العمل فيها، وهو ما أكدته العديد من الأحاديث النبوية والتي أشارت إلى مكانة المدينة والمسجد الأقصى عند المسلمين، مشيرا إلى أن القدس هي مجال التدافع بين الخير والشر منذ عصور، حيث شهدت أحداثا جساما كالحروب الصليبية، ولازالت وستظل، وهو ما نشهده في زماننا من صراع بيننا وبين الصهاينة.

وختم البراهمي عرضه الموجه للمشاركين في هذه الدورة بنقاشات في ضوء المعطيات العقدية، حيث فصل في: دعوى الحق التاريخي، ودعوى الأفضلية والخيرية، ودعوى الانتساب لسيدنا إبراهيم عليه السلام، ودعوى ثانوية القدس عند المسلمين، ثم دعوى بناء المسجد الأقصى في عهد الأمويين.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى