إيمان نعاينعة تحذر من استهداف التعليم وتخريج أجيال مشوهة قيميا ومستلبة ثقافيا
أكدت الأستاذة إيمان نعاينعة عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، أن الأخيرة حذرت في مجموعة من البلاغات والبيانات السابقة ونبهت لخطورة التطبيع في مختلف المجالات، وأخطرها مجال التربية والتعليم، الذي يعتبر في كل الحضارات والبلدان الحصن المنيع لتخريج أجيال المستقبل.
وأبدت نعاينعة في حوار مع موقع الإصلاح ينشر لاحقا، تخوفها من أن يستغل التنوع الثقافي لبلادنا استغلالا سيئا في التمكين للاختراق الصهيوني، موضحة أن اختراق التطبيع لمجال التربية والتعليم، ظهرت بوادره في ما سمي بنوادي التسامح والتعايش وأنشطتها المشبوهة، وهي قيم حق يراد بها باطل. محذرة من هذا التعايش والتسامح المصبوغ بالتطبيع والملطخ بدماء الأطفال والنساء وما يحدث هذه الأيام من مجازر ومذابح في فلسطين.
وعن استهداف القيم في المقررات الدراسية، نبهت المتحدثة إلى أن المناهج والبرامج الدراسية يجب أن تبقى مؤطرة بالقيم المستمدة من الثوابت الوطنية، والمنصوص عليها في الدستور وعلى رأسها وفي مقدمتها الدين الإسلامي. وقد سجل أولياء الأمور وعدد من المتتبعين للشأن التربوي ملاحظات حول مضامين يمكن أن نصفها بالغريبة والدخيلة على قيمنا كمغاربة في بعض مؤسسات التعليم الخصوصي ومؤسسات البعثات الأجنبية التي يدرس فيها أبناء المغاربة.
وحيَّت نعاينعة اليقظة المجتمعية، ودعت المجتمع بمختلف مكوناته أن يبقى له دور أساسي ومهم في التنبيه لمختلف هذه الخروقات، التي تمس ثوابتنا وقيمنا كمغاربة، مجددة دعوة الوزارة الوصية على القطاع لإعمال مختلف آليات الرقابة البيداغوجية في متابعة هذه المضامين ورصدها وحذفها من المقررات الدراسية، وأساسا من بعض الكتب التكميلية تقترحها بعض مؤسسات التعليم الخصوصي ومدارس البعثات الخاصة.
ونوهت المتحدثة إلى أن منظومة التربية والتعليم هي التي تخرج الجيل المعتز بثوابته وبلغته وهويته ومغربيته ويتكامل في مختلف مداخل تأطيره الثقافي وفق الهوية المغربية، مما يدعو الجميع إلى الحذر في أن نقامر أو نغامر في تخريج أجيال مشوهة قيميا ومستلبة فكريا وثقافيا.
وحول التدابير والإجراءات التي قامت بها الدولة لضمان السير العادي للدراسة بزلزال الحوز والمناطق المتضررة، جددت عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، جددت الدعوة إلى مختلف السلطات المعنية إلى تسريع وتيرة هذه الإجراءات والتدابير على الوجه الأمثل حتى لا يساهم هذا التأخر في هدر مزيد من الزمن الدراسي لفائدة هؤلاء التلاميذ وحتى نحقق تكافئ الفرص بين مختلف تلامدتنا في كل ربوع المملكة.
وثمنت ما قامت به فعاليات المجتمع المدني خصوصا الجمعيات التي تشتغل في العمل الطفولي من خلال إسهامها في تنظيم مجموعة من القوافل ذات البعد التأطيري والتربوي، والتثقيفي وتقديم الدعم النفسي للمتعلمين والمتعلمات بالمناطق المتضررة من الزلزال، مما خفف من آثار هذه المحنة وتجلياتها السلبية على مسارهم الدراسي، وكانت مبادرات نوعية ومتميزة أشاد بها سكان هذه المناطق وعموم المغاربة.
واستعرضت نعاينعة عدد من الأمور التي يمكن أن تساهم في تعزيز القيم الإيجابية في الوسط المدرسي بداية من الجانب الرصدي والبحثي والحاجة إلى تعزيز البحوث العلمية التي تتناول الظواهر القيمية سواء الإيجابية والمتجدرة في مجتمعنا قصد تثمينها وتسويقها وإضفاء حلة جديدة عليها، أو ماهية القيم الجديدة المهددة لوجودنا الحضاري لكي نستفرغ وسعنا في مناهضتها قصد الاستفادة من خلاصات هذه الأبحاث والتقارير.
وشددت المتحدثة على أن أي إصلاح تربوي خاصة في مجال القيم يجب أن يكون في صلبه رجل تعليم لأنه طيلة مساره التاريخي في هذا البلد كان له دور ريادي، ليس فقط في التلقين والتعليم لكن كذلك في التربية وفي تمرير مجموعة من القيم، فالرسالة التربوي لرجل التعليم هي مهمة ويمثل قدوة لهؤلاء المتعلمين من خلال القيم التي يتمثلها وتظهر في سلوكاته.
وتابعت “لكي يقوم بهذه الأدوار الطلائعية -رجل التعليم- يجب أن تحقق له من الحاجات والكفايات الموضوعية التي تمكنه من القيام بهذه الأدوار على الوجه المطلوب، من استقرار اجتماعي واعتراف وامتنان من طرف المجتمع وتحقيق ضروريات الكرامة، لأن الرهان الحقيقي على منظومتنا التربوية سواء في بعدها التعليمي أو بعدها التربوي هي على نساء ورجال التعليم لأنهم هم الذين يمارسون بشكل مباشر مع المتعلمين والمتعلمات”.
ودعت نعاينعة الهيئات الوصية على هذا القطاع إلى إعمال المبدأ التشاركي والحوار المسؤول والجاد من أجل النهوض بأوضاع هذه الفئة، الكفيل بأن يحقق هذه الأهداف أو ما يروم إليه إصلاح منظومة التربية والتكوين.
موقع الإصلاح