الحركة بإقليم البرنوصي سيدي مومن تنظم خرجة أسرية في إطار الحملة الوطنية للأسرة
نظم إقليم البرنوصي-سيدي مومن يوم الأحد 19 ماي 2024 الموافق 10 ذي القعدة 1445 هـ، بفضاء البراء بسيدي حجاج خرجة ترفيهية أسرية تميزت بتقديم محاضرة تفاعلية تحسيسية بعنوان “التماسك الأسري: أسسه ومقوماته وسبل تقويته” أطرها الأستاذ حسن جعفري. ويأتي تنظيم هذه الخرجة تحت شعار: “أسرة متماسكة لمجتمع متماسك” في إطار الحملة الوطنية حول الأسرة التي تنظمها حركة التوحيد والإصلاح من 15 ماي الى غاية 01 يونيو 2024، وتفعيلا للتوجه الاستراتيجي 2026-2022 المتمثل في ترسيخ مركزية الأسرة وتفعيل أدوارها الأساسية في المجتمع، وتحقيقا لأهداف برنامج الأسرة المندمج المعتمد من طرف الحركة، وتطويرا وتقوية للعرض الدعوي والثقافي الموجه للأسرة.
وأوضح جعفري أن الهدف العام للمحاضرة هو بناء معرفة أساس حول الاستقرار الأسري، بما يقوي حرصنا عليه لما فيه من منافع؛ بحيث نكون قادرين على استثمار منافعه في جعل الأسرة مركز جذب لكل أفرادها وفي تقوية الصلات بينهم، عبر: تقليص مسببات التصدع الأسري، والعمل على ديمومة المعاني الإيجابية والمشاعر الحميمية في مختلف العلاقات الأسرية، ونكون، بالتالي، قادرين على تكوين أسرة مستقرة متماسكة ومتحققة بمواصفات الأسرة المسلمة!
بعد ذلك تطرق لمحاور المحاضرة وهي:
- مدخل عام حول الأسرة والعلاقات الأسرية من حيث تعريفها وصورها حيث وضح بأن الاسرة لا تتكون من الزوج والزوجة والابناء فقط وإنما هي تتكون أيضا من أباء الأزواج والأجداد وكل الأقارب من ناحية الزوج والزوجة معا.
- ثم بين معنى التماسك الأسري: بأنه هو العلاقات القوية والمتينة بين أفراد الأسرة، ويتطلب التماسك الأسري التفاعل الإيجابي والتواصل الفعال والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة، ويساعد التماسك الأسري في تعزيز الشعور بالانتماء والسلام النفسي لكل فرد في الأسرة ويعزز الثقة والدعم المتبادل بين الأفراد. كما أنه يساهم في حل المشاكل والتحديات التي تواجه الأسرة بشكل إيجابي وبناء.
و تحدت جعفري عن مقومات التماسك الاجتماعي وأعطى مجموعة من النماذج في التماسك الأسري من سير الأنبياء والصحابة ومن التجربة الإنسانية المعاصرة كما أشار الى معوقات التماسك الأسري والتي أجملها في :
تأثير الطلاق على التماسك الأسري يختلف حسب الظروف والعوامل المختلفة، ولكن عادة ما يكون له تأثير سلبي بسبب فقدان الوحدة الأسرية وتغيير الحياة المألوفة لأفراد العائلة، ويمكن أن يؤدي إلى:
- تغيير الموارد المادية: بعد الطلاق يحتاج كل شريك إلى موارد مادية جديدة، وقد يزيد هذا الضغط المادي على الحياة العائلية.
- تعرض الأطفال للإجهاد النفسي: قد يتسبب الطلاق في تغيير متنوع في حياة الأطفال ويمكن أن يؤثر على نوعية علاقاتهم ومستوى الراحة النفسية.
- تغيير العلاقات الاجتماعية: بعد الطلاق، يحتاج كل شريك إلى إعادة بناء علاقاته الاجتماعية وتطويرها، ويمكن أن يؤثر هذا الأمر على العلاقات الأسرية.
- فقدان الدعم العاطفي: يوفر الزواج الدعم العاطفي المهم للشركاء، ولكن بعد الطلاق يتعرض الشريكان إلى فقدان هذا الدعم ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة.
ودعا المحاضر الشركاء إلى تكثيف جهودهم للحفاظ على التماسك الأسري قبل وبعد الطلاق، والتركيز على التواصل وتعزيز الدعم العاطفي والاجتماعي بينهم وبين أفراد الأسرة.
وأكد أن عدم التماسك الأسري يمكن أن يكون له آثار سلبية عديدة على الأسرة. أولاً، يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة والانفصال بين أفراد الأسرة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى نقص الدعم العاطفي والتواصل، مما يؤدي إلى انخفاض الشعور بالانتماء والقبول داخل وحدة الأسرة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي عدم التماسك الأسري إلى نقص التواصل والتعاون بين أفراد الأسرة، مما قد يجعل من الصعب حل المشكلات واتخاذ القرارات معًا. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الصراع والتوتر داخل الأسرة، وقد يؤدي في النهاية إلى تباعد أفراد الأسرة أو حتى القطيعة. بشكل عام، يمكن أن يكون للأثر السلبي لعدم التماسك الأسري على الأسرة عواقب طويلة الأمد وبعيدة المدى.
ويمكن أن يكون للعنف المنزلي آثار سلبية كبيرة على تماسك الأسرة. فهو يخلق بيئة من الخوف والتوتر، مما قد يؤدي إلى توتر العلاقات ويؤدي إلى انهيار التواصل والثقة، قد يصاب الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي بمشاكل عاطفية وسلوكية، وقد يجدون صعوبة في تكوين علاقات صحية مع تقدمهم في السن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي العنف المنزلي إلى تفكك وحدة الأسرة، حيث قد يترك الضحايا العلاقة بحثًا عن الأمان والحماية. بشكل عام، يمكن أن يكون للعنف المنزلي تأثير عميق وطويل الأمد على تماسك الأسرة، مع عواقب بعيدة المدى على جميع أفراد الأسرة.
وختم الأستاذ حسن جعفري حديثه بتقديم مجموعة من النصائح في الحفاظ على التماسك الاجتماعي وتطويره أجملها فيما يلي:
المعتقدات والممارسات الدينية: تولي الأسر المسلمة أهمية كبيرة لمعتقداتها وممارساتها الدينية. وهذا يشمل إقامة الصلاة، وصيام شهر رمضان، والحج إلى مكة. وتساعد هذه الممارسات على تقوية الروابط بين أفراد الأسرة وتعزيز التماسك.
القيم الثقافية: غالبًا ما تتقاسم العائلات المسلمة قيمًا ثقافية مشتركة، مثل أهمية الأسرة، واحترام كبار السن، وكرم الضيافة. وتساعد هذه القيم على تعزيز الوحدة والتماسك داخل الأسرة.
التواصل المفتوح والصادق ضروري لتعزيز التماسك داخل الأسرة المسلمة. يجب أن يشعر أفراد الأسرة بالحرية في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، ويجب أن يستمعوا لبعضهم البعض باحترام وتفهم.
احترام بعضنا البعض: تولي العائلات المسلمة أهمية كبيرة لاحترام بعضها البعض. ويشمل ذلك إظهار الاحترام لكبار السن، ومعاملة أفراد الأسرة الأصغر سنًا بلطف ومراعاة، وتقدير مساهمات جميع أفراد الأسرة.
دعم بعضهم البعض: يجب على العائلات المسلمة أن تدعم بعضها البعض في السراء والضراء. ويشمل ذلك تقديم الدعم العاطفي والمساعدة المالية والمساعدة العملية عند الحاجة.
قضاء الوقت معًا: قضاء الوقت معًا عامل مهم في تعزيز التماسك داخل الأسرة المسلمة. ويشمل ذلك مشاركة الوجبات، والمشاركة في الممارسات الدينية معًا، والمشاركة في الأنشطة العائلية.
المسامحة والمصالحة: يجب أن تكون العائلات المسلمة على استعداد للتسامح مع بعضها البعض والسعي للمصالحة عند ظهور النزاعات. وهذا يساعد على تعزيز الوحدة والتماسك داخل الأسرة.
الثقة: الثقة عامل مهم في الحفاظ على تماسك الأسرة.
القيم والمصالح المشتركة: تميل العائلات التي تشترك في القيم والمصالح المشتركة إلى أن تكون لديها روابط أقوى.
قضاء وقت ممتع: قضاء الوقت معًا والمشاركة في الأنشطة المشتركة يمكن أن يساعد في بناء التماسك العائلي.
الدعم العاطفي: تقديم الدعم العاطفي والتواجد مع بعضنا البعض خلال الأوقات الصعبة يمكن أن يساعد العائلات على البقاء بالقرب.
حل النزاعات: يمكن أن يساعد الحل الفعال للنزاعات العائلات على البقاء على اتصال والحفاظ على علاقات صحية.
المرونة: إن التحلي بالمرونة والقدرة على التكيف مع ديناميكيات الأسرة المتغيرة يمكن أن يساعد في الحفاظ على تماسك الأسرة.
توفيق الابراهيمي