بمكناس وأمام لجنة علمية، الباحث ونيس المبروك يناقش رسالة جامعية تحقق في صناعة الفتوى والأحكام
حصل الباحث ونيس المبروك على شهادة الدكتوراه من جامعة مولاي إسماعيل بمدينة مكناس، والتي كانت في موضوع: “إعمال مقاصد الشريعة في صناعة الفتوى والأحكام“، وهو موضوع أصولي فقهي يتعلق بأثر مقاصد الشريعة في الإفتاء واستنباط الأحكام الشرعية، وتطبيقات وشواهد لهذا العلم في عصور التشريع.
وبخصوص محتويات هذه الرسالة، والتي تمت مناقشتها الأسبوع الماضي، حضوريا وأُجيزت بدرجة “مشرف جدا”، يقول الدكتور ونيس المبروك إن هذه الدراسة جاءت في مقدمةٍ ضمت أهميةَ الموضوع، وأسبابَ اختياره وهدفَ البحث، وهيكلَه، والمنهجَ المتبعَ في البحث، وأهم الصعوبات . ولما كانت المصطلحات والمفاهيم من أهم مفاتيح العلوم وأوعية المعارف، فقد جعلت فاتحة البحث فصلا تمهيديا تناولت فيه أهم مصطلحات البحث، وقد قسّمت البحثَ إلى بابين رئيسين، جعلت الأول للجانب النظري التأصيلي الذي يبين مفهومَ صناعة الفتوى، والمراحل التي تمر بها تلكم الصناعة من تصوير للمسألة في ذهن المفتي إلى التكييف، والاستدلال، والتخريج، ، والتقصيد، والتنزيل،… وقد تعرضت في بحثي لتفصيل كل مرحلة وأتبعت كلَ مرحلةٍ بأهم الضوابط التي تخفف من الأخطاء، وتحوط ذهن المشتغل بالفتوى عند النظر في الجواب عليها .
ثم انتقلت لأهم مباحث الدراسة من الناحية النظرية الأصولية وهو مبحث مسالك إعمال المقاصد، وتناولت فيه أهم المسالك ومن أهمها : مسلكُ الترجيح بين الأدلة عند التعارض، وكذلك مسلكُ التقريبِ والتغليب. ثم تناولت أثرَ المقاصد في تفسير النص تفسيراً صحيحا لا يُناقضُ الكلياتِ التي تضافرت آحادُ النصوصِ على اعتبارها، ثم مسلكُ التنويطِ، ومسلكُ رعاية المآل أوفقه التوقع، ومسلك رعاية قصد المُكلَف، ومسلك ترتيب الأولويات،… وقد أتبعتُ تلك المسالك أيضا بضوابطَ لكلِ مسلك. ثم خصّصتُ البابَ الثاني للجانب التطبيقي وشواهدِ إعمال مقاصد الشريعة عبر أهم عصور التشريع والتدوين.خاصة في المذاهب الأربعة المعتبرة، وحتى تمتزجَ الأصالةُ بالمعاصرة وتقتربَ التطبيقات الفقهية من واقعنا المعاصر فقد اخترت نماذج من فتاوى كبار العلماء الذين اشتهروا بالإفتاء؛ مُبيناً وجهَ إعمالهم للمقاصد في فتواهم، مُعقباً على فتواهم إذا اقتضى الأمر .ونظرا لأهمية العمل المؤسسي والإفتاء الجماعي فإني خصصت المبحث الثاني لشواهد من اعتبار المقاصد في قرارات وفتاوى بعض المجامع العلمية المشتهرة .
وختمت البحث بأهم النتائج والخلاصات، وأتبعتها ببعض التوصيات، مُشيداً بما لقيته من مشرفي فضيلة الدكتور الأستاذ مولاي عمر بن حماد من تعاون وما انتفعت به من توجيهات، وأشرت لتلك الحفاوة والعناية التي حظيت بها من فريق جامعة مولاي إسماعيل طيلة فترة الدراسة، مؤكدا على فضل عالمين جليلين ترَكَتْ توجيهاتهما أثراً في هذه الرسالة وهما فضيلة العلامة الدكتور أحمد الريسوني الشريف، وفضيلة العلامة الدكتور عبد المجيد النجار حفظهما الله ، ولا أنسى دور أخوين قريبين لقلبي كان لحثهم وتشجيعهم دور في مواصلة البحث وهما فضيلة الدكتور علي الصلابي وأخي الأستاذ سليمان عبد القادر، والشكر موصول لأخي الحبيب الدكتور خالد المحجوبي والدكتور مصطفى الدقاق على ما قدموه من مراجعات.
الإصلاح