إعلام دولي يستقرئ الخطر القادم من عدوان “إسرائيل” على إيران

لاحظت تقارير صحف ومواقع عالمية أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على إيران تسبب في وضع المنطقة العربية والإسلامية في دائرة استهداف جديدة شبيهة بما حدث في العراق، في ظل حشد الدول الغربية لحرب جديدة ينتظر الجميع إيقاد شرارتها من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
غير أن صحيفة الغارديان ترى أن لازال متردد في ضرب إيران، وترجع هذا التردد إلى وجود شكوك لدى الرجل من قدرة القنبلة الخارقة للتحصينات التي ستستخدم في عملية ضرب مفاعل فوردو النووي الإيراني في إنهائه.
وتستند الصحيفة البريطانية في تحليلها على معطيات أشخاص على معرفة بالمداولات حدثوها عن كون الرئيس ترامب تحدث مع مسؤولي الدفاع الأمريكيين وأخبرهم أن الولايات المتحدة لن تشن هجوما ضد إيران إلا في حالة ضمان تدمير منشآة تخصيب اليورانيوم في فوردو المبنية في أعماق جبل.
وحتى تقرير نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية شكك في نجاح القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات (جي بي يو-57) بتدمير منشأة فوردو، لكون القنبلة تستطيع اختراق 60 مترا من الخرسانة المسلحة، لكن فاعليتها تنخفض إلى 8 أمتار فقط أمام الخرسانة فائقة الأداء.
وتنتبه صحيفة هآرتس إلى نقطة غاية في الحساسية تتعلق بمزاجية الرئيس الأمريكي، إذ ترى أن طبول الحرب تدق في الوقت الذي يحكم فيه الولايات المتحدة الأمريكية رئيس غير متوقع وعديم الكوابح مثل ترامب، المحاط بأشخاص عديمي التجربة.
وهكذا يلاحظ ياعيل شترنهل كاتب بالصحيفة أن في القرن الحادي والعشرين تورطت الولايات المتحدة في حروب في العراق وأفغانستان، التي بدأت بعد عملية اتخاذ قرارات ملتوية، تتأثر بسياسة عدائية من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني.
وهذا المسار من تضليل الجمهور بشأن نشاطات العراق على سبيل المثال كان فضيحة سياسية خطيرة في تاريخ الولايات المتحدة. ومدة الحرب الطويلة في أفغانستان، 18 سنة، وإنهائها بمشهد مخجل للجيش الأمريكي وهو يهرب من كابول ويخلف وراءه الحلفاء لرحمة طالبان، كل ذلك ترك ندباً عميقة في الوعي الأمريكي.
وفي خضم كل هذه الجدل الكلامي من دخول أو عدم دخول الولايات المتحدة في العدوان، تزيح رويترز الحجاب عن الفعل على أرض الواقع، حيث تنقل عن مسؤولين أميركيين أن الجيش الأميركي حرك بعض الطائرات والسفن من قواعد في الشرق الأوسط قد تكون عرضة لأي هجوم إيراني محتمل.
وهي الوكالة التي أوردت في وقت سابق نقل عدد كبير من طائرات التزويد بالوقود إلى أوروبا وأصول عسكرية أخرى إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك نشر المزيد من الطائرات المقاتلة. كما تتجه حاملة طائرات من منطقة المحيطين الهندي والهادي إلى الشرق الأوسط.
وقد تتبع موقع “عربي بوست” تحركات عشرات الطائرات العسكرية الأمريكية متعددة المهام، باتجاه شرق المتوسط ودول أوروبية قريبة منه، بما في ذلك الطائرات المخصصة للتزود بالوقود جواً، والتموضع الحالي للقوات البحرية الأمريكية، وسط توقعات باحتمال أن تشارك واشنطن في ضرب إيران.
وفي الجهة المقابلة لجبهة دق طبول الحرب تقف كل من روسيا والصين اللتان طلبتا بوقف العدوان، وينقل كوقع قناة روسيا اليوم قول المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “روسيا تدعو إسرائيل إلى وقف الضربات الجوية على المنشآت النووية الإيرانية فورا”.
كما تنقل تأكيد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ أنه من غير الممكن تحقيق التسوية في منطقة الشرق الأوسط باستخدام القوة العسكرية.