إدانة دولية واسعة لخرق الاحتلال وقف إطلاق النار وارتكاب مجازر جديدة في غزة
أدانت دول عربية وغربية استأنف الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانه على قطاع غزة فجر يومه الثلاثاء 18 مارس 2025 بعشرات الغارات استشهد خلالها أكثر من 400 شهيد وعشرات الإصابات، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار استمر نحو 60 يوما من إبرامه بوساطة أمريكية مصرية قطرية.
إدانة فلسيطينة
أدانت كل الفصائل الفلسطينية (حركة حماس والجهاد الإسلامي و فتح، و المبادرة الوطنية الفلسطينية، وحركة “حشد”، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين…) تجدد عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، والمجازر التي ارتكبتها طائرته فجر اليوم والتي أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.
وأكدت أن هذه الجرائم الوحشية وصمة عار في تاريخ الإنسانية، إذ نفذ الاحتلال غاراته الغادرة وجرائمه الوحشية رغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار، دون اكتراث بأي عواقب، وذلك بفعل التواطؤ الدولي المستمر عن جرائم حربه المستمرة ضد شعبنا.
وأوضحت الفصائل الفلسطينية أن ما عجز نتنياهو وجيشه الهمجي عن تحقيقه طوال خمسة عشر شهرا من الجرائم وسفك الدماء سيعجز مجدداً عن تحقيقه بفضل صمود شعبنا المظلوم وبسالة مجاهدينا في ميادين الجهاد والمقاومة.
ودعت الفصائل أحرار العالم للضغط على الحكومة الإسرائيلية، وداعميها لوقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والحصار الوحشي على غزة ومواصلة نصرة الشعب الفلسطيني بكل الميادين.
إدانة عربية
وفي سياق متصل، أ دانت مصر العدوان الذي شنه الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار وتصعيدا خطيرا يهدد استقرار المنطقة.
وأكدت مصر في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، رفضها لجميع الاعتداءات الإسرائيلية الرامية لإعادة التوتر في المنطقة والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف، كما طالبت الأطراف إلى ضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودهم من أجل وقف دائم لإطلاق النار.
ودعا الأردن إلى محاسبة المسؤولين عن الهجوم الإسرائيلي الجديد، وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الهجوم الإسرائيلي “تحد صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”، وطالب بـ”تأمين الحماية للمدنيين العزّل في غزة ولمنظمات الإغاثة وموظفيها”.
واعتبرت وزارة الخارجية القطرية أن القصف “الإسرائيلي” “انتهاك خطير للقوانين الدولية”. وشدّدت على “ضرورة التزام السلطات الإسرائيلية بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح”، داعية المجتمع الدولي إلى “تحرّك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين”.
كما أدانت السعودية “بأشدّ العبارات استمرار مجازر قوات الاحتلال الاسرائيلي، ومواصلتها استهداف المدنيين العزل في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام النازحين الفلسطينيين”، ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى “التدخل الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
واستنكرت الكويت العدوان “الإسرائيلي” على خيام النازحين برفح، وقالت إن ذلك يكشف ارتكاب إسرائيل “بشكل جلي والعالم أجمع إبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة تستدعي تدخلا فوريا وحازما من المجتمع الدولي”.
من جهتها، أكدت سلطنة عُمان أن “هذه الأفعال الشنيعة تستوجب تدخلًا دوليًّا رادعًا بما في ذلك فرض المجتمع الدولي عقوبات على إسرائيل”.
الأزهر الشريف أدان في بيان مجزرة الاحتلال “الإسرائيلي” التي استهدفت النَّازحين الأبرياء في خيامهم وفي المناطق التي خدع أهل غزة وزعم لهم أنها مناطق آمنة، وارتكب جريمته الشنعاء على مرأى ومسمعٍ من العالم أجمع، وطالب المجتمع الدولي باتِّخاذ موقف حاسم وعاجل من أجل تنفيذ القرارات والأحكام التي أصدرتها محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل ووقف العدوان على رفح، وفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة إلى قطاع غزة.
كما استنكر البرلمان العربي “المجزرة البشعة التي قام بها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيمات النازحين برفح”، مؤكدا أن “كيان الاحتلال تجاوز كل القوانين والأعراف والقرارات الدولية والشرعية التي تدعو إلى وقف فوري للعدوان ووقف الهجوم العسكري على مدينة رفح”.
إدانة غربية
وعلى المستوى الغربي، أدان وزير خارجية بلجيكا غارات الاحتلال “الإسرائيلي”، مشيرا على أنه “يهدد أهداف الاتفاق بين إسرائيل وحماس”، وقال وزير خارجية النرويج: “يجب وقف القتال فورا حتى يتسنى استئناف المفاوضات بشأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، ما نتابعه في غزة الآن كابوس”.
بدورها قالت وزيرة الخارجية الأسترالية، “إنه لا يمكن للمدنيين الفلسطينيين أن يدفعوا ثمن هزيمة حماس، وننضم إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا في دعوة إسرائيل للوفاء بالتزاماتها تجاه سكان غزة”، داعية جميع الأطراف إلى احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الأسرى.
ودعت كل من هولندا وسويسرا والسويد وإيرلندا كل الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الأسرى وحماية المدنيين. فيما عبرت الخارجية الصينية فقالت إنها تشعر بقلق بالغ إزاء ما يجري في غزة، معبرة عن أمها من أن تتمكن الأطراف من مواصلة تنفيذ وقف إطلاق النار.
وندد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الضربات “الإسرائيلية” على مخيم النازحين برفح بأنها “مروعة”، مؤكدا على وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، وقال إن “الجميع متفق على أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة ويجب تنفيذها”.
وقد وصف مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الأوضاع برفح بأنها “مأساوية” وقال إن الصور الواردة من المدينة “مرعبة ومزعجة تماما”، مضيفا “نعاني في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ورأينا أمس صورة مزعجة ومرعبة للضحايا هناك، والاتصالات غير متوفرة مع الزملاء على الأرض”.
إدانة من إفريقيا والعالم الإسلامي
من جهته، أدان الاتحاد الأفريقي المجزرة “الإسرائيلية” فجر اليوم في قطات غزة، وقال رئيس المفوضية الأفريقية، موسى فكي “إن الغارات الجوية الإسرائيلية المروعة في مخيم النازحين في رفح دليل على أن إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي مع الإفلات من العقاب”، مشيرا إلى أنها ازدراء لحكم محكمة العدل الدولية الذي أمر بإنهاء عملها العسكري في رفح، مشددا على ضرورة التقيد بقرار محكمة العدل الدولية ووقف إطلاق النار فورا.
تركيا من جانبها أعلنت أنها “ستبذل كل ما في وسعها” لمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسلطات “الهمجية” و”القتلة” غداة الضربات على رفح، مضيفة أن “هذه المجزرة التي وقعت بعدما طالبت محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات، كشفت مجددا عن الوجه القاسي والغادر للدولة الإرهابية”.
وفي نفس السياق، أعرب المنتدى الفلسطيني في بريطانيا عن إدانته الشديدة لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرًا من التصعيد العسكري الخطير الذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، من بينهم أطفال ونساء، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، بعد توقف دام قرابة شهرين، داعيا إلى اعتصام طارئ مساء اليوم أمام مقر الحكومة في لندن للمطالبة بوقف القصف على قطاع غزة.
وكالات
