إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة بشعار “حرية التعبير في مواجهة ثورة الذكاء الاصطناعي”

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 ماي باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وبعد مرور ثلاثين سنة على اعتماد هذا الإعلان، لا تزال العلاقة التاريخية بين حريّة التقصّي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة، وبين المنفعة العامة، من جهة أخرى، تحظى بذات القدر من الأهمية.
وسوف تقام سلسلة من الاحتفالات لإحياء الذكرى الثلاثين لاعتماد الإعلان خلال المؤتمر الدولي لليوم العالمي لحرية الصحافة.
ويركز يوم حرية الصحافة العالمي 2025 على تأثير الذكاء الاصطناعي على حرية الصحافة، وتدفق المعلومات بحرية، واستقلالية الإعلام، والهدف العالمي المتمثل في ضمان الوصول إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية (الهدف 16.10 من أهداف التنمية المستدامة)
إن النمو السريع للذكاء الاصطناعي واستخدامه يؤدي إلى تغيير الصحافة والإعلام وحرية الصحافة بطرق كبيرة. في حين أن مبادئ الإعلام الحر والمستقل والتعددي لا تزال ذات أهمية حاسمة، إلا أن تأثير الذكاء الاصطناعي على جمع المعلومات ومعالجتها ونشرها عميق، مما يوفر فرصًا مبتكرة وتحديات خطيرة على حد سواء.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في دعم حرية التعبير من خلال تسهيل الوصول إلى المعلومات، والسماح لعدد أكبر من الناس بالتواصل في جميع أنحاء العالم، وتغيير كيفية تدفق المعلومات على مستوى العالم.
وفي الوقت نفسه، يجلب الذكاء الاصطناعي مخاطر جديدة. إذ يمكن استخدامه لنشر معلومات كاذبة أو مضللة، وزيادة خطاب الكراهية على الإنترنت، ودعم أنواع جديدة من الرقابة. وتستخدم بعض الجهات الفاعلة الذكاء الاصطناعي للمراقبة الجماعية للصحفيين والمواطنين، مما يخلق تأثيرًا مخيفًا على حرية التعبير.
وتستخدم المنصات التكنولوجية الكبرى الذكاء الاصطناعي لتصفية المحتوى الذي يتم عرضه والتحكم فيه، مما يجعلها حارسة قوية للمعلومات. هناك مخاوف متزايدة من أن الذكاء الاصطناعي قد يجعل وسائل الإعلام العالمية متشابهة للغاية، ويقلل من وجهات النظر المختلفة، ويطرد وسائل الإعلام الأصغر.
يمكن للذكاء الاصطناعي أيضا أن يساعد المؤسسات الإعلامية من خلال أتمتة المهام، مما يجعلها أكثر كفاءة ويساعدها على مواكبة الطلب. ولكن في الوقت نفسه، تضعف الصحة المالية للعديد من وسائل الإعلام. أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية تعيد استخدام المحتوى الصحفي دون مقابل عادل، مما يسلب الدخل من وسائل الإعلام المستقلة ويمنحه لمنصات التكنولوجيا وشركات الذكاء الاصطناعي.
يلعب الذكاء الاصطناعي دورا أكبر في الانتخابات، حيث يساعد في التحقق من الحقائق ومكافحة التضليل. كما يمنح الصحفيين والناخبين أدوات لدعم المشاركة الواعية في الديمقراطية. لكنه أيضا يخلق مخاطر، حيث يمكن استخدامه لإنشاء محتوى مزيف لكن واقعي، مثل “التزييف العميق” (deepfakes)، مما قد يضعف الثقة في الأنظمة الديمقراطية. معالجة هذه التحديات تتطلب تعاونًا بين الحكومات والإعلام والمجتمع المدني.
إن يوم 3 ماي بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة. وإنها فرصة لـ :
- الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة
- تقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم
- الدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها
- نحيي الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجباتهم
ويؤكد الاتفاق العالمي الرقمي للأمم المتحدة على أهمية معالجة المشكلات الناتجة عن التكنولوجيا مع الحفاظ على خصوصية الأفراد وحرية التعبير.