د أوس رمال: لا بد من تعزيز مركزية القضية الفلسطينية في مناهجنا التربوية وخطابنا الدعوي

نظم فرع قليم الفداء الحي المحمدي لحركة التوحيد والإصلاح بشراكة مع الفرع الإقليمي لحزب العدالة والتنمية الفداء مرس السلطان يوم الأحد 16 مارس 2025 بالفضاء السوسيو ثقافي محمد عصفور بالدار البيضاء الملتقى الرمضاني الثامن“طوفان الأقصى دروس وعبر”، أطره الدكتور أوس رمّال رئيس حركة التوحيد والإصلاح والمفكر المقرئ الإدريسي أبو زيد .
و أكد أوس رمّال أن أهل غزة يقضون أيامهم ولياليهم في هذا الشهر في ظل المعاناة المستمرة، وفي ظروف قاسية، تحت القصف والجوع والتهجير، وأن إفطارهم يتم على الألم والصبر والجوع، فبعد أن كانت الأسر الغزية تجتمع على موائد متواضعة مليئة بالدفء هاهم اليوم الآلاف منهم فقدوا أحبابهم ويفطرون على القليل مما يجدونه إذا وجدوه، وسط أزمة غذائية غير مسبوقة عبر التاريخ.
وأضاف رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن مساجد غزة التي كانت تمتلئ بالمصلين يحيون ليالي رمضان بالتراويح والذكر، دمر جلها، وهاهم اليوم يصلون بين الأنقاض وفي الخيام، ويرفعون أكفهم بالدعاء على من ظلمهم، أما سحورهم مع انقطاع الكهرباء أصبح معاناة يومية، فهناك أسر تدبر قوتها بما توفر فيما ينام الكثيرون على الجوع، وأصبح الآذان عندهم إعلان عن يوم جديد من الصمود والمقاومة واستعداد ليوم آخر من التحمل والتحدي.
وأوضح د أوس أن رمضان عند أهل غزة ليس مجرد شهر صيام، بل شهر صبر ومقاومة، يجتمع فيه الجوع مع الإيمان، والأمل مع الألم، والقصف مع الدعاء، وأرواحهم أقوى من كل هذه المعاناة، مضيفا أن الصيام هناك ليس مجرد جوع وعطش بل حياة إيمانية متكاملة تجمع العبادة والمودة والجهاد والمقاومة في آن واحد، وصلاتهم تهز القلوب وسحورهم فيه بركة وعبادة ومقاومة تعيشها الأسرة في تسابق على التضحية والتفاني والإيثار.
واستعرض رئيس الحركة الدروس والعبر من هذه المحنة:
أولا دروس في العقيدة والهوية:
اعتبر أن الصراع مع الاحتلال ليس مجرد صراع سياسي بين الدولة الصهيونية والدولة الفلسطينية، وإنما هو معركة على الهوية والدين بل هو معركة على الوجود؛ هل يبقى في الأقصى إسلام أو لا ؟ وهل يبقى في كل أرض فلسطين إسلام أو لا يبقى؟ منبها إلى أنه إن هُزمت المقاومة لا قدر الله في غزة فلن يعبد الله في القدس أولى القبلتين وثاني الحرمين.
وأضاف أن طوفان الأقصى أثبت أن العقيدة والارتباط بالمقدسات هم فقط المحرك الأساسي للصمود وللمقاومة، مشيرا إلى أن الأقصى ليست قضية الفلسطينيين فقط بل قضية الأمة كلها مما يفرض علينا مسؤولية جماعية، والمقاومة تنوب عنا في الذوذ عن مقدساتنا وعن ديننا وعن عقيدتنا جميعا.
و قد قدمت المقاومة نموذجا ملهما في التخطيط والصبر والتضحية، تجلى في “طوفان الأقصى”، وأثبت أن الاحتلال ليس قوة لا تهزم والمعادلة تتغير بالإرادة والعمل الجماعي.
كما جسدت المحنة وحدة الأمة والشعوب، تجلى في تحرك مختلف الشعوب دعما لفلسطين مما يبرز الحاجة إلى توحيد الجهود، مع ضرورة تجاوز الخلافات والبحث عن المشتركات لدعم القضية، مؤكدا على دور الأئمة والدعاة والمثقفين في توعية الأمة وتعزيز ارتباطها بالقضية.
ثانيا: دور الفاعل المدني:
نوه أوس رمّال بما بذلته حركة التوحيد والإصلاح من جهود معتبرة في دعم المقاومة الفلسطينية، وناضلت منذ أول يوم من أجل إسقاط ورفض التطبيع، وصعدت من وتيرة حضورها في تأطير الشارع المغربي منذ 7 اكتوبر 2023.
وأكد أن الحركة كانت وستظل في قلب القضية الفلسطينية من خلال نشر الوعي والتعبئة، لكن التحدي الاستمرار والمرابطة، مشيرا إلى أهمية ترسيخ حب الأقصى وتعزيز مركزية القضية في مناهجنا التربوية وفي خطابنا الدعوي كحركة، بالإضافة إلى دعم المقاومة الباسلة بكل وسيلة ممكنة، ودعم المرابطين هنا وهناك في القدس بكل الوسائل المشروعة والممكنة، مع إشاعة نفس المقاطعة الاقتصادية باعتبارها سلاحا سلميا فعالا ضد الاحتلال.
ثالثا: دور الفاعل السياسي
و رمّال أنه لا بد من انسجام المواقف السياسية مع قناعات الشعب ودينه وتاريخه، وتقوية الموقف المغربي في دعم فلسطين في المحافل الدولية وفي الخيارات الوطنية، مع ضغط سياسي من أجل وقف كل أشكال التطبيع التي تخدم الاحتلال وتضر بالقضية. ثم تعزيز دور المؤسسات المنتخبة لنصرة القضية سواء من خلال قرارات سياسية أو من خلال برامج لدعم القدس والأقصى.
وختم رئيس حركة التوحيد والإصلاح كلمته برسالة أمل وعمل، أكد فيها أن الحق لا يموت وأن الاحتلال إلى زوال بإذن الله، وأن مسؤوليتنا ليست مجرد التعاطف بل العمل الدؤوب والمستمر كل من موقعه، من خلال الدعوة إلى مزيد من الوعي والتعبئة وعجم الاكتفاء بالانفعالات العابرة بل لا بد من جعل القضية جزء من مشروعنا الحضاري ككل، منبها إلى أن جيل اليوم في غزة وحولها قد يكون هو جيل التحرير فلنكن في مستوى المسؤولية التاريخية.
موقع الإصلاح