أهم إصدارات حركة التوحيد والإصلاح بين عامي 1998-2018
تعد حركة التوحيد والإصلاح من بين الحركات الإسلامية في العالم، التي تنوعت إنتاجاتها وإصداراتها الفكرية والدعوية والتنظيمية منذ تأسيسها، واساهمت بشكل مهم في مراجعاتها وإرساء تصوراتها وعملها المؤسساتي.
واعتبر عدد من المتتبعين والمتخصصين أن تجربة الحركة من بين أبرز التجارب التي يحتذى بها في مجال العمل الإسلامي سواء من خلال التمايز بين الدعوي والسياسي، أو سياسة التخصصات وغيرها، وقد أطرت إنتاجاتها وإصداراتها جوهر مشروعها وعمق اجتهاداتها وأعمالها الدعوية والتربوية والتنظيمية، وتعد الحركة الأبرز من بين الحركات الإسلامية من حيث نوعية الإصدارات والكسب العلمي والعملي ، وتطورها مع التغيرات الجوهرية على الصعيد المحلي والوطني والدولي.
ويعرض هذا التقرير أبرز الإنتاجات التي أصدرتها حركة التوحيد والإصلاح منذ جمعها العام الوطني الأول سنة 1998 مع بعض المعطيات المختصرة لتقريب القارئ من نوعية وقيمة هذه الإصدارات، سواء كانت علمية أو دعوية أو تربوية أو تنظيمية أو حتى فكرية.
مرحلة 1998-2002
تميزت مرحلة 1998-2002 أي بعد الجمع العام الوطني الأول لحركة التوحيد والإصلاح وبعد سنتين من تأسيسها على إثر الوحدة المباركة بين حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي بإصدارات لها طابع تصوري وتربوي وتنظيمي ومن أبرز هذه الإصدارات نذكر منها:
الميثاق
أصدرت الحركة بمناسبة جمعها العام الوطني الأول سنة 1998 وثيقة الميثاق التي حددت مرجعية الحركة ومبادئها وأهدافها ومجالات عملها، وهو الأساس الذي تبنى عليه الوثائق التفصيلية الخاصة بالتصورات وبرامج العمل، وهو الميثاق الذي تم تعديله في شهر رجب 1440 هـ /مارس 2019.
الرؤية التربوية
بعد ميثاقها، أصدرت الحركة رؤيتها حول العمل التربوي في شهر يوليوز سنة 2000 باعتبار التربية أحد وظائفها الأساسية إلى جانب الدعوة والتكوين، وهي إطار نظري يحدد المفاهيم والمنطلقات والوسائل لتحقيق الأهداف التربوية، أو مجموع المبادئ والمفاهيم والتوجهات التي تؤطر العملية التربوية بشكل مترابط ومتناسق. وهي أيضا وجهة عامة أو إطار شامل يضم نظريات ونماذج ومناهج وأساليب وتطبيقات…
مرحلة 2002-2006
بعد الجمع العام الوطني الثاني لحركة التوحيد والإصلاح الذي عقد ببوزنيقة ضواحي مدينة الرباط، أيام 14 و15 دجنبر 2002، واصلت الحركة في إنضاج تصوراتها وتوجهاتها ونذكر من جملة الإصدارات التي كانت في هذه المرحلة:
ورقة توجهات واختيارات
أصدرت حركة التوحيد والإصلاح بعد جمعها العام الوطني الثاني ورقة “توجهات واختيارات” في شتنبر 2003، وجاءت لتأكيد وتوضيح وتتميم لتوجهات الحركة واختياراتها، وتتناول هوية التوحيد والإصلاح والالتزام بثوابت ومرتكزات الوطن، وسمو التشريع ورفض الغلو والعنف والتبرؤ من الإرهاب، والتجديد والتحديث عند الحركة والتمسك بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وانتماء المغرب للأمة الإسلامية.
الرؤية الدعوية
من أبرز الإصدارات التي أخرجتها الحركة إلى حيز الوجود بعد الجمع العام الوطني الثاني هي “الرؤية الدعوية” في شتنبر 2003، باعتبار الدعوة أحد وظائفها الأساسية إلى جانب التربية والتكوين. وتناولت هذه الرؤية الدعوة وأهميتها ومواصفات الخطاب الدعوي، وأولوياته عند حركة التوحيد والإصلاح.
مرحلة 2006-2010
تميزت هذه المرحلة خصوصا بعد الجمع العام الوطني الثالث، بمرور عشر سنوات على تأسيس حركة التوحيد والإصلاح، وعرفت إنتاجات فكرية ودعوية وتنظيمية مهمة، بالنظر للكسب المعرفي والدعوي والتربوي الذي راكمته الحركة طيلة 10 سنوات من العمل الإسلامي، ومن جملة هذه الإصدارات :
عشر سنوات من التوحيد والإصلاح:
يعد كتاب “عشر سنوات من التوحيد والإصلاح.. البناء الكسب التطلعات التحديات” ثمرة من ثمرات الإنتاجات، التي لها طابع تأريخي لعمل الحركة وروافدها، وتم عرض الكتاب لأول مرة خلال أشغال الجمع العام الوطني الثالث الذي نظم من 4 لـ6 نونبر 2006 بمدينة المحمدية، وهو مؤلف جماعي شارك في جمعه وتحريره الأساتذة محمد يتيم والحسن السرات ومصطفى الخلفي وبلال التليدي وعز الدين العزماني وإسماعيل حمودي.
كما تناول الكتاب تجربة الوحدة المباركة على لسان بعض المساهمين فيها، والحصيلة والكسب بعد 10 سنوات ومحيط الحركة وحصيلة وشهادات لرموز الحركة الإسلامية وكتاب ومفكرين وشخصيات وطنية في مختلف المجالات من داخل المغرب وخارجه.
الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية
أصدرت الحركة في هذه المرحلة كتابا لرئيسها السابق والعلامة المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني بعنوان “الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية” سنة 2007، حيث ساهم هذا الكتاب في عدد من الاجتهادات والتوجهات في الكسب العام لعمل الحركة. ويتطرق الكتاب إلى الكليات التشريعية ومكانتها في القرآن والكتب السابقة وتصنيف وبيان كليات القرآن وقضايا أصولية فقهية في الكليات التشريعية.
الرسالية في العمل الإسلامي استيعاب ومدافعة
أصدرت حركة التوحيد والإصلاح خلال سنة 2008 كتابا لرئيسها آنذاك المهندس محمد الحمداوي بعنوان “الرسالية في العمل الإسلامي استيعاب ومدافعة” وهي عبارة عن سلسلة مقالات مهمة نشرتها جريدة التجديد وموقع الإصلاح. يتناول الكتاب الرسالية وآفاق المشروع المجتمعي لحركة التوحيد والإصلاح وآليات وعوائق الاستيعاب التصوري والمدافعة المجتمعية وتحديات الانفتاح الرسالي.
الرؤية الفنية
أصدرت الحركة في يونيو 2009 ورقة الرؤية الفنية وتبرز”أهمية الفنون في العقيدة والحضارة الإسلاميين” و”عناية القرآن بالمدخل الجمالي في بناء شخصية الإنسان” و”عناية السنة النبوية بالتربية الجمالية” وكون أن “الحسن والجمال ثلث الشريعة الإسلامية”، بالإضافة إلى “عناية الحضارة الإسلامية بالبعد الجمالي”.
كما تتناول الإصدار“واقع الممارسة الفنية في المجتمعات الإسلامية المعاصرة” و “موقع المسألة الفنية في سلم أولويات الحركة الإسلامية”. وحددت الحركة في مجال الفن آليات ووسائل للعمل أهمها المسابقات الفنية والاحتفال بالمناسبات الإسلامية والمهرجانات الفنية والندوات والأيام الدراسية الخاصة بالنقد الفني.
مغربية الصحراء أسس شرعية وواقعية
أكدت حركة التوحيد والإصلاح في العديد من المرات على التحامها ودفاعها عن القضايا الوطنية ومن أبرز هذه القضايا قضية الوحدة الترابية، حيث أصدرت الحركة خلال هذه المرحلة وبالضبط في مارس 2010 كتاب “مغربية الصحراء أسس شرعية وواقعية” للدكتور أحمد الريسوني ويستعرض فيها عددا من الثوابت والأسس الشرعية والتاريخية في قضية الصحراء المغربية والتي تعد مرجعا مهما في التحام التوحيد والإصلاح مع القضايا الوطنية.
مرحلة 2010-2014
نوعت حركة التوحيد والإصلاح خلال الجمع العام الوطني الرابع المنعقد بالرباط بين 16 و18 يوليوز 2010 وبعده إنتاجاتها في مجالات عملها خصوصا في وظائفها الأساسية الدعوة والتربية والتكوين، ونذكر من بين هذه الإنتاجات:
مبادرة السؤال من أجل حركية فكرية مهمة
أصدرت حركة التوحيد والإصلاح كتاب “مبادرة السؤال حركية فكرية مهمة في سياق الجمع العام الوطني الرابع سنة 2010، من إعداد وتأليف فيصل الأمين البقالي، ويتطرق الكتاب السؤال وعلاقته بحركة الفكر وحجيته في القرآن وتساؤلات أمام المشروع الإسلامي في الأمة والإنسانية والمجتمع والآخر، وتساؤلات في المشروع الإسلامي في المنهج والمفاهيم والتنظيم والمشروع.
في نظرية الإصلاح الثقافي: مدخل لدراسة عوامل الانحطاط
من أبرز إصدارات الحركة خلال الجمع العام الوطني الرابع للحركة المنعقدة في يوليوز 2010 كتاب ” في نظرية الإصلاح الثقافي: مدخل لدراسة عوامل الانحطاط” للأستاذ محمد يتيم. ويتطرق الكتاب لتجليات مشكلة الثقافة ومسار التشكل، وتعريف الثقافة وآليات اشتغالها وتكوين الثقافة المغربية ومصادرها وفي النقد الثقافي المزدوج ومداخل الإصلاح الثقافي ومفردات الإصلاح الثقافي وبرنامجه.
المغرب وتدافع القيم والهوية
أصدرت التوحيد والإصلاح خلال الجمع العام الوطني الرابع سنة 2010 أيضا كتابا مهما بعنوان “المغرب وتدافع القيم والهوية” وهو عبارة عن ندوة وطنية نظمتها منسقية مجلس شورى الحركة في 18 و19 أبريل 2009. وناقشت مداخلات هذه الندوة وضع وقضايا خطاب تدافع القيم والهوية بالمغرب والمنطلقات المنهجية ودور حركة التوحيد والإصلاح في إدارة التدافع.
توجيهات في التزكية والاستقامة
من أبرز إصدارات حركة التوحيد والإصلاح في مجال التربية كتاب بعنوان “توجيهات في التزكية والاستقامة”، وهو عبارة عن توجيهات تربوية متنوعة في مناسبات متعددة، اختار قسم التربية بحركة التوحيد والإصلاح جمعها في دفتي كتاب يقع في 158 صفحة وكانت طبعته الأولى سنة 2010.
المرحلة التمهيدية من منظومة التربية والتكوين “سبيل الفلاح” في أجزائها الأربعة
أصدرت حركة التوحيد والإصلاح خلال هذه المرحلة منظومة التربية والتكوين “سبيل الفلاح”، المرحلة التمهيدية في أربعة أجزاء. تضمن الأول الدليل المرجعي والثاني المجال المعرفي، والثالث المجال القيمي والرابع المجال المهاري. وتعد مدخلا للمرحلة الأساسية موجه للأطر التربوية وأعضاء الحركة بالمجالس التربوية.
وتعد هذه الأجزاء مدخلات لمرحلة أساسية التي تدوم سنتين كاملتين، ولا يمكن أن يتابعها إلا من كان مؤهلا بعد مخرجات المرحلة التمهيدية، التي تتطلب الإلمام على المستوى المعرفي بفقه العقائد والعبادات وخصائص الشريعة الإسلامية، وخصائص المحيط المحلي والجهوي والوطني لمعرفة مشاكل وتحديات العمل الإسلامي.
مذكرة التوحيد والإصلاح بشأن الإصلاح الدستوري
في خضم الحراك الاجتماعي، الذي عرفه المغرب مع حركة 20 فبراير وبمناسبة الخطاب التاريخي للملك محمد السادس في 9 مارس 2011 الداعي إلى إعمال مراجعة في الدستور وفق مقاربة تشاركية، سارعت حركة التوحيد والإصلاح في ظل دينامية نداء الإصلاح الديمقراطي، الذي أطلقته الحركة صحبة شركائها، إلى إعداد مذكرة الحركة بشأن الإصلاح الدستوري، والذي يتضمن أبرز القضايا التي تركز عليها الحركة في عملها وتوجهاتها سواء في مجالات الهوية والمجتمع والثقافة والتعليم والقضايا الوطنية ذات الأولوية. وتعد هذه المذكرة وثيقة تاريخية على تفاعل الحركة مع القضايا الوطنية الجادة ومع آخر المستجدات المهمة.
مرحلة 2014-2018
تميزت هذه المرحلة باتجاه إنتاجات الحركة بعد الجمع العام الوطني الخامس إلى إصدارات؛ تهم مبادراتها الإشعاعية والعلمية بالإضافة إلى كتابات لأبرز رموزها في الكسب الدعوي والتربوي والتنظيمي، وبعض الاجتهادات في بدائل وخيارات العمل بالنظر لنضج سياسة التخصصات وللتحولات التي يعرفها المجتمع.
محاضرات سبيل الفلاح
أصدرت الحركة خلال هذا العمل كتاب “محاضرات سبيل الفلاح” وهو عبارة عن سلسلة من المحاضرات التي أطلقتها الحركة منذ سنة 2011 بالمقر المركزي للحركة بالرباط اطلقت عليها “سبيل الفلاح”. وهمت هذه المحاضرات مواضيع “فقه المآلات” ألقاها الدكتور سعد الدين العثماني نونبر 2013 و”فن التدين” ألقاها الدكتور أحمد الريسوني دجنبر 2013، و”الإحسان والإتقان ميزة حضارية” ألقاها المهندس محمد الحمداوي في يناير 2014.
كما همو”الأسرة وتحولات القيم” ألقتها الأستاذة خديجة مفيد في فبراير 2014، و”مقصد حفظ الصحة” ألقتها الدكتورة أمينة العراقي في مارس 2014، و”الشباب والقرآن” ألقاها الشيخ حسن الكتاني في أبريل 2014، و”المسلم والآخر” ألقاها الدكتور محمد سليم العوا في ماي 2014، و”الحركات الإسلامية والحراك العربي” ألقاها الدكتور طارق السويدان في يونيو 2014، و”الأمة بين رمضان والقرآن” ألقاها الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في يونيو 2014، و”التدين الراشد والتدين المنقوص” ألقاها الدكتور فهمي هويدي في يونيو 2014. ومحاضرة بعنوان “العلماء والمجتمع” ألقاها الدكتور محمد الروكي في في يونيو 2014.
أعلام المغرب المعاصرون (الجزء الأول)
يعتبر هذا الكتاب الثاني من نوعه في تجميع لمحاضرات سلسلة “سبيل الفلاح” التي تنظمها الحركة والأول في تناول هذه السلسلة لأعلام المغرب المعاصرين، حيث تميزت هذه المبادرة بتناول عدد من الرموز والشخصيات الوطنية التي طبعت المغرب في عدد من المجالات الفكرية والدعوية والعلمية، كما يعد الجزء الأول من كتاب “أعلام المغرب المعاصرين”، والذي يأتي في إطار سلسلة محاضرات سبيل الفلاح، لموسم 1436/ 2015م، الموسم الرابع.
واختارت سلسلة سبيل الفلاح في موسمها الرابع، التطرق لأعلام المغرب المعاصرين، وكانت البداية من خلال ما سيتطرق له هذا الكتاب، مع المحاضرة الأولى بعنوان “معالم التجديد عند علال الفاسي”، أطرها الدكتور أحمد الريسوني، ثم المحاضرة الثانية حول “شيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي رائد السلفية الوطنية”، أطرها الشيخ حماد القباج، في حين كان عنوان المحاضرة الثالثة “تفاعل الوطني والإسلامي في مسيرة المختار السوسي”، وأطرها الأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد.
أما المحاضرة الرابعة فقد تناولت “معالم الفكر الإصلاحي عند العلامة عبد الله كنون”، وأطرها الأستاذ نور الدين قربال، والمحاضرة الخامسة والأخيرة خلال نفس الموسم بعنوان “أبو شعيب الدكالي الفكر والمسار”، وأطرها الدكتور سعد الدين العثماني.
العمل الإسلامي بدائل وخيارات
يأتي الكتاب الذي أصدره قسم الإنتاج العلمي الفكري التابع لحركة التوحيد والإصلاح في سلسلة فقه الإصلاح سنة 2016 بمناسبة مرور 20 سنة على تأسيس حركة التوحيد والإصلاح إثر اندماج كل حركة الإصلاح والتجديد ورابطة العمل الإسلامي في غشت 1996، واستئنافا للعمل الفكري الإصلاحي الذي دشنه الحمداوي مع كتابه السابق “الرسالية في العمل الإسلامي استيعاب ومدافعة”.
يهدف الكتاب حسب مؤلفه إلى ” تصويب وتنهيج النشاط الإسلامي ووضعه إزاء عقلية تعتمد التنسيب وتديم المراجعات وتبحث عن البدائل والخيارات، وتجاوز الشعور الاحتجاجي والانفعالي تجاه ما يقع أو سيقع مستقبلا”، إضافة إلى “رفع كفاءة وأهلية العمل الإسلامي والفعل الإصلاحي للحركة الإسلامية ليبصم الحاضر في شتى المجالات ببصمات الإصلاح الوسطي القائم على التعاون، وليستشرف المستقبل ووظائف توسع المجال الحيوي للحركة في المناطق التي لا زالت تمانع أمام المشروع الإصلاحي”.
العمل الإسلامي والاختيار الحضاري
أصدره قسم الإنتاج العلمي والفكري التابع لحركة التوحيد والإصلاح في سلسلة فقه الإصلاح سنة 2017، لكاتبه الأستاذ محمد يتيم، والكتاب رغم طبعه سنة 2017 إلا أنه يعتبر كتابا تأسيسيا لأنه صدر خلال المراجعات الأولى التي واكبت مرحلة الفكاك مع خيار “الشبيبة الإسلامية”، وبالتالي فهو جواب على الأسئلة التي واكبت هذه المرحلة، خصوصا تلك المرتبطة بعدد من المنطلقات المسلم بها في الحركة الإسلامية آنذاك. ولقي إقبالا كبيرا في المغرب وخارجه، حيث طبع عدة مرات في مصر والكويت، وترجم إلى اللغة الأردية. وهو دعوة إلى تجاوز النظرة الضيقة التي تحبس التغيير في البعد السياسي، في مقابل اعتبار الدعوة والإصلاح اختيارا حضاريا ذا أبعاد متعددة.
الخطاب الدعوي مواصفاته أولوياته
أصدرت حركة التوحيد والإصلاح ضمن إصداراتها سنة 2017 كتاب “الخطاب الدعوي مواصفاته وأولوياته” للمفكر المغربي المقرئ الإدريسي أبو زيد، تتبع فيه خصائص الخطاب الدعوي للحركة؛ أصدره قسم الإنتاج العلمي والفكري التابع للحركة في سلسلة فقه الإصلاح سنة 2017.
يستمد الكتاب أهميته من محاولته تقديم قراءة في الرؤية المؤطرة لوظيفة تعتبر من الوظائف الأساسية عند حركة التوحيد والإصلاح، وهي وظيفية الدعوة، خصوصا في شقها النظري المرتبط بخصائص خطابها الدعوي ومدى قدرته على النفاذ إلى مشاكل المجتمع ومواكبة تحولاته.
دروس في المناسبات الدعوية
في بادرة نوعية أصدرت حركة التوحيد والإصلاح سنة 2017 كتاب “دروس في المناسبات الدعوية الدينية والوطنية والاجتماعية”، يتضمن عددا من الدروس الوظيفية المتعلقة بعدد من المناسبات الدينية والوطنية. ويقدم الكتاب خدمة دعوية للدعاة والوعاظ والناس العاديين في كيفية التعامل مع المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية. والوقوف عند أهم المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية التي تعتبر محطات وعظ واتعاظ، وتذكر وتدبر، واستخلاص للدروس والعبر المساعدة على حسن الاستفادة من المناسبة بما يمكن من التمسك بقيم الإسلام، وتوثيق العرى والعلاقات الاجتماعية، وترسيخ قيم حب الوطن والانخراط في خدمته وبنائه.
وتعد هذه الإصدارات جزءا يسيرا من عدد من الإنتاجات الفكرية والدعوية والتربوية والتنظيمية، التي أصدرتها حركة التوحيد والإصلاح، التي خصصت قسما خاصا للإنتاج العلمي والفكري وأضحت بذلك وتيرة إنتاجات الحركة تتنامى سواء من خلال مبادراتها النوعية أو اجتهادات رموزها الفكرية والدعوية والتنظيمية ،وإسهاماتها العلمية والتربوية نذكر منها كتاب “أبعاد التجديد عند حركة التوحيد والإصلاح” و”أعمال لا ينقطع أجرها” و”اسكن أنت وزوجك الجنة” و”الوسطية والاعتدال” و”رمضان بين الجود والإسراف” وغيرها.