أهل فلسطين، أين هم من دعواتنا..؟! – بنداود رضواني
عَن عَائِشَةَ، قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أرَأيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، مَا أ قُولُ فِيها؟ قَالَ: ” قُولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي “، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
هذا الدعاء من روائع الأدعية في رمضان، خصوصا العشر الأخيرة منها، لكن حصر الضراعة فقط في جلب المصالح الذاتية ودفع المكاره عن النفس، دون استحضار لحال أخوتنا المضطهدين يبدو جهلاً بفلسفة العبادة والدعاء وبالمقاصد الكبرى من التضرع إلى الله، وانتقاصا من جلال وهيبة هذه الأيام المباركة، كما يعرِّي مشاعر الأنانية التي يتدثر بها البعض منا دون أن يدري..
72 عاماً تمر على ” النَّكبة الفلسطينية “، 72 عاما تمر على تهجير الفلسطينيين من أراضيهم على أيدي العصابات الصهيونية المسلحة في 15 ماي عام 1948م.
واليوم يخيم قرار إسرائيلي بتعاون أمريكي بضم غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية على ذكرى النكبة هذا العام.
لذا فإن قضية الأمة، قضية فلسطين، تعيش اليوم على مفترق الطرق…، وهي أشد احتياجا هذه اللحظة – بعد الله – إلى دعم المسلمين وأحرار العالم المادي والمعنوي…، السياسي والإعلامي…، وأقل ما يحتاجه مني ومنك في هذه العشر المباركة أهل فلسطين أن نجعل من دعواتنا نصيبا لهم، فكما نسأل الله لأنفسنا العفو و العافية…فلنتضرع إلى الله أن يرفع عنهم وباء الصهيونية وأن يخلصهم من سدنة الصليبية الأمريكية.
فلاتكن أنانيا في دعائك ولا تؤثر شيئا على إخوانك… فكما تبتهل بين يدي الله في هذه العشر الخواتيم لحاجاتك، فاجعل أوَّلاها وأوْلاها تحرير بلاد إخوتك فلسطين.
” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، غافر/60.