أمرزوازت المنكوبة: سنواصل تحفيظ أبنائنا القرآن ولو في العراء
خصص موقع “الجزيرة” ربورتاجا لرصد مظاهر الحياة في دوار أمرزوازت بمنطقة أوكايمدن المشهور بتحفيظ القرآن الكريم، مبينا أن الساكنة مصرة على تحفيظ القرآن الكريم رغم ما لحق الدوار من دمار جراء الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز بالمغرب في ساعات متأخرة من مساء يوم الجمعة 8 شتنبر 2023 وعد الأعنف بالمملكة منذ أزيد من قرن.
ونقل المصدر عن سكان دوار أمرزوازت قولهم “سنواصل تحفيظ أبنائنا كتاب الله ولو في العراء”، قائلا “هذا ما أكده لنا سكان دوار أمرزوازت الذين لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم التي هدمها الزلزال، ويقضون الليالي داخل خيام في انتظار إعادة بناء بيوت جديدة لهم”.
وأضاف المصدر ذاته “شأنهم في ذلك شأن كل دواوير وقرى الأطلس التي تشتهر بكثرة دور القرآن التي تستقبل الصغار والكبار لحفظ كتاب الله العزيز، ويؤكد سكانها أن هذا الأمر سيستمر رغم آثار الزلزال المدمر”.
ويقع دوار أمرزوازت بمنطقة أوكايمدن الشهيرة بقممها الجبلية الشاهقة، على بعد نحو 70 كيلومترا جنوبي مراكش، وتبدو الطريق إليه أكثر رحمة من الطريق المؤدية إلى القرى والدواوير التي هدمها زلزال الحوز المرعب.
وحاول المصدر نفسه رسم مشهد من الدوار قائلا “عند وصولنا إلى أمرزوازت بعد مسلسل صعود ونزول والتفاف على الأحجار التي تكاد تقطع الطريق، فوجئنا بوجود جماعة من الأطفال -ذكورا وإناثا- يتلون ما تيسر من كتاب الله بأصواتهم الملائكية التي أضافت خشوعا وجلالا إلى هذا المشهد الجبلي المهيب رونقا زاد هذا المكان الذي مر به الزلزال”.
ونقل المصدر عن الحسين قوله “جل أطفالنا يحفظون كتاب الله كاملا” مضيفا أن الفضل أولا وأخيرا يرجع للفقيه “سي إدريس” الذي قدم قبل سنوات من منطقة ورزازات واستقر في هذا المكان مؤديا هذه الخدمة الجليلة للسكان.
وأضاف المصدر عينه أن “سي إدريس” يوضح أن مهمته تتلخص في ألا ينسى الأطفال ما يحفظونه من أجزاء القرآن الكريم، حيث يتبقى لبعضهم 5 أجزاء فقط لإتمام حفظ القرآن، وبعضهم يحفظ 26 جزءا، وآخرون أكثر.
وأشار إلى أن الفقيه يؤكد أنه سيواصل مهمته في تحفيظ القرآن للأطفال سواء تحت خيمة أو حتى في العراء، وبما توفر من ألواح وأقلام القصب التي استخدمت مع الصمغ لقرون في كتابة آيات الذكر الحكيم على الألواح بهذه القرية الوديعة، وما تزال تستخدم، وسيستمر استخدامها حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.