أكاديميون يعرضون تجارب أنظمة الذكاء الاصطناعي باللغة العربية
استعرض أكاديميون متخصصون في أنظمة الذكاء الإصطناعي برامج وتطبيقات اشتغلوا عليها في إطار تعزيز تواجد اللغة العربية في داخل هذه التقانة التي أصبحت من شواغل الناس في هذا العصر، وكمساهمة في تكريس الطابع العالمي للغة الضاد.
وقدموا تجاربهم في ندوة علمية نظمها الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية ومؤسسة إتقان و”IES” حول “الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية: استراتيجيات وتجارب”، الجمعة 13 دجنبر 2024 بالمعهد العلمي بجامعة محمد الخامس بالرباط.
وبسط إدريس النملي أستاذ الإعلاميات وعضو فريق ALELM Arabic Language Engineering and Learning Modeling بالمدرسة المحمدية للمهندسين منصة مربع وهي اختصار لجملة (منصة رقمية لبنية الكلمة العربية) وهي مساهمة في تحويل المعرفة العالمة الورقية إلى معرفة رقمية عبر تمكين المستخدمين من الاستعمال الصحيح للغة العربية.
تحديات وحلول
وأكد النملي أن هذه المنصة تأتي كإجابة على عدم دقة وعدم موثوقية المعطيات العربية المعتدة في توليد النماذج اللغوية الضخمة، وضرورة الحفاظ على اللغة العربية تواصلا واستعمالا، علاوة على عدم شمولية وشتات الموارد الموجودة.
وعرض النملي التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي من أبرزها عدم الدقة في البيانات والموارد اللغوية ونقص في رقمنة المعارف العلمية الأساسية وانتشار اللهجات واللغات الأجنبية، موضحا أن مشروع منصة مربع انطلق من النحو العربي القديم الذي صنف الكلام إلى اسم وفعل وحرف.
وأضاف أن المنصة توفر معرفة عربية لمكونات اللغة العربية ومستوياتها الصواتية والاشتقاقية والتصريفية والمعجمية، منهجية تدريجية تنطلق من الحرف الأبجدي كأصغر وحدة لغوية الذي هو أصل البناء لتكوين الكلمة العربية، متعهدا بتوسيع المنصة لتشمل مستويات النحو والدلالة.
العربية الخامسة عالميا
بدوره، تحدث عبد الله يوسفي أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية السويسي بالرباط عن أهمية تعزيز دور اللغة العربية في أنظمة الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن لغة الضاد تحتل المرتبة الخامسة من بين اللغات العشر الأكثر استخداما على الأنترنيت.
وأشار يوسفي إلى اشتغال فرق على صعيد المغرب في مجال المعالجة الآلية للغة العربية، موضحا أن هذه المعالجة هي مجال متعدد التخصصات يشمل اللسانيات وعلوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي، والذي يهدف إلى إنشاء أدوات تستعمل كل هذه التخصصات لخلق أنماط قادرة على محاكاة مكونات اللغة العربية.
واستعرض الأكاديمي طرق تمثيل الكلمات أو تضمين الكلمات سواء عبر نموذج تخطي الكلمة أو نموذج حقيبة الكلمات المستمرة، وكذا النماذج اللغوية الكبيرة المتصلة اليوم بالذكاء الاصطناعي، مبينا ذلك على شكل معادلة رياضية معروفة لدى المختصين اليوم في هذا المجال.
ونبه الأستاذ الجامعي إلى تحديات تواجه المعالجة الآلية للغة العربية وأبرزها الغموض والالتباس حين تحمل كلمة أكثر من معنى، وإشكالية التشكيل التي تفرد بها العربية، وصعوبة تحديد المعنى الصحيح في أسلوب الاسعارة، نقص البيانات الخاصة بتدريب الذكاء الاصطناعي الخاصة بالعربية وهيمنة الانجليزية.
هلوسات الذكاء الاصطناعي
من جهته، تحدث مصطفی جغبوب أستاذ محاضر في المدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال عن أهم التطبيقات المتعلقة باللغة العربية على مستوى التشكيل أو النحو، داعيا إلى مزيد من بذل الجهد من أجل تعزيز تواجد اللغة العربية ضمن أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وشدد المحاضر على ضرورة التوسل بأنظمة الذكاء الاصطناعي مع الحذر من الهلوسات التي تنتجها حتى لا يتم نقل الأغلط للمعلمين، مشيرا إلى أنه يمكن الاشتغال على تقديم منتوج تعليمي كبير في حضن اللغة العربية. وستعرض من تلك التطبيقات منصة “مشكال” ومنصة ” Wizer.me”، و”صححلي”.
وتأتي الندوة العلمية في إطار احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، الذي يتزامن مع 18 دجنبر من كل عام، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في دجنبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
حددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” موضوع الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية لعام 2024، (اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي)؛ لكون اليوم العالمي للغة العربية منبرًا ثابتًا يعزز الإرث الثقافي والتاريخي لها، ولما يشهده العالم من تطور، وتسارع في استخدام أدوات وتقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية.
موقع الإصلاح