أكاديميون يدعون الطلبة للتمكن من المناهج والانفتاح على الذكاء الاصطناعي

دعا أكاديميون طلاب الجامعات والمعاهد العليا إلى التمكن من مناهج البحث العلمي، والانفتاح على أنظمة الذكاء الاصطناعي كآليات مساعدة لا تغني عن البحث الإنساني الدقيق.

جاء ذلك خلال تأطيرهم لأشغال الدورة التكوينية في مناهج البحث والعلوم الشرعية والإنسانية وتقنياته، لفائدة الطلبة الباحثين في سلكي الماستر والدكتوراه، وذلك يوم السبت 8 فبراير 2025، في مركز التكوين بالرباط.

وأكد الدكتور إسماعيل حفيان في معرض تأطيره لمحور “قواعد وتوجيهات في إعداد البحث العلمي المحكم” أن الباحث المتميز هو الذي يضع يده على بحث جديد ويقنع به، منبها إلى ضعف المنصات العلمية المتوفرة على بحوث ودراسات في مجال العلوم الشرعية.

وانتقد حفيان ممارسات غير علمية في مجال البحث العلمي تتعلق بنشر مقالات غير مستجمعة لشروط التحكيم، محددا مجموعة من المؤشرات المساعدة على تحديد الممارسات القويمة ومنها معامل التأثير H-index المتعلق بقياس الباحث، ومؤشر Citescore الذي يعمل على قياس معامل التأثير لدى المجلة.

من جانبه، قال الدكتور عبد الكريم حميدي إن “البحث في العلوم الشرعية ليس مجرد نشاط أكاديمي أو ترف فكري بل هو وسيلة لحفظ الدين، وتحقيق العدل، ونشر الهداية بين الناس، وهو طريق التمكين للأمة، ووسيلة لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة”.

وأوضح أستاذ التعليم العالي بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، خلال تأطير محور بعنوان “البحث في العلوم الشرعية: أخلاقياته وأبجديات”، أن البحث الجيد هو الذي يجمع بين النقول وبين حضور شخصية الباحث، ويكون ذلك بالاستنتاج والتمهيد والمقارنة والنقد والتعقيب والاقتراح.

ورأى أن من أهم مقاصد البحث في العلوم الشرعية فهم وحفظ الدين وتحقيق العبودية لله واستنباط الأحكام الشرعية وضبط الاجتهاد، وتحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة، وترسيخ الدين، وتعزيز الوحدة الإسلامية، ومواجهة التحديات الفكرية والثقافية، ونشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والإسهام في نهضة الأمة الإسلامية.

أما في ما يخص خصوصيات البحث العلمي الشرعي، فرأى أنها عشر وهي: أولا المصدر الإلهي للمعرفة، ثانيا الجمع بين النقل والعقل، ثالثا الارتباط بالغاية الأخروية، رابعا الالتزام بالمنهجية الشرعية، خامسا قداسة نصوصه الشرعية، سادسا التوازن بين التباث والتجديد، وسابعا ارتباطه بحياة المسلم العملية، وثامنا التأصيل والاستدلال، تاسعا الشمولية والتكامل، عاشرا مراعاة مقاصد الشريعة.

وعن أخلاقيات البحث في العلوم الشرعية، فهي عنده: أولا الإخلاص لله تعالى، ثانيا التواضع وعدم الغرور، ثالثا الأمانة العلمية والدقةفي النقل، رابعا الموضوعية والحياد، خامسا احترام النصوص الشرعية، سادسا احترام آراء العلماء وعدم التعصب، سابعا الالتزام بأدب الحوار والنقاش، ثامنا التجرد عن الهوى والمصالح الشخصية، تاسعا تحمل المسؤولية العلمية، عاشرا نشر العلم وعدم كتمانه.

وحدد مهارات البحث العلمي الشرعي في ارتباط الموضوع بالعلوم الشرعية، والأصالة والجدة، والحاجة العلمية والواقعية، وتوفر المصادر والمراجع، وضوح الإشكالية وحدود البحث، وقابلية الموضوع للبحث والدراسة، والابتعاد عن القضايا الجدلية غير المفيدة، وتناسب الموضوع مع قدرات الباحث وإمكانياته، ومراعاة الزمن والإمكانيات المتاحة، ومراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية.

وشدد على أن من مهارات اختيار عنوان البحث أن يكون العنوان واضحا ودقيقا ومختصرا وشاملا للموضوع، اختيار أحد أقدم المنتهم المتمثلة في الاستقرائي، التحليلي، التاريخي، المنهج المقارن، موضحا أنه لا يوجد كمال في البحث العلمي على اعتبار أنه مجال بحث وتدريب.

من جهته، دعا الدكتور زين العابدين عبد العالي إلى الإستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، مقسما أنواع الذكاء الاصطناعي إلى الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، الشبكة العصيبية ، التعليم العميق، المحول التوليدي المدرب.

ونبه أستاذ التعليم العالي للرياضيات بكلية العلوم بالرباط إلى أن هناك ذكاءات اصطناعية وليس ذكاء واحدا، موضحا أن الذكاء الاصطناعي ليس معصوما عن الخطأ، وليس خاليا من التحيز، وليس بديلا عن الذكاء الإنساني، وليس محصنا من العوائق التكنولوجية.

وحذر من فقدان الملكة والكساد العلمي نتيجة الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي، مطالبا بضرورة اتخاذ الذكاء الاصطناعي مجرد مساعد في المجال البحثي.

من جهته، شدد الدكتور بوشعيب فراحي على ضرورة أن يتوفر الباحث على ثقافة رقمية منها الكلاسيكية (البريد الإلكتروني والمؤسساتي، أدوات البحث ذات الخصوصية العلمية والأكاديمية غوغل سكولار، المنصات المنصات الرقمية بقاعدة البيانات سكوبيس ، imist.ma، الشبكات الاجتماعية العلمية).

كما شدد أستاذ التعليم العالي للرياضيات التطبيقية بتطوان، على الانفتاح على أدوات الذكاء الاصطناعي كمساعد شخصي للباحث مثل شات جي بي تي وClaude وPerplexity وLe chat mistral، Deepseek، وQwen.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى