أكاديميون وصحفيون يدعون لصياغة خطاب كوني بشأن السردية الفلسطينية والحذر من الدعاية الصهيونية

دعا المتدخلون في ندوة فكرية حول “الإعلام في سياق معركة طوفان الأقصى.. بين المهنية الإعلامية وسردية الدعاية الصهيوتطبيعية”، إلى صياغة خطاب كوني لترويج السردية الفلسطينية خاصة بعد تشكل حراك عالمي يشكل أغلبية الشعوب العالمية الداعمة للقضية الفلسطينية.

ونبه المتدخلون، اليوم، في الندوة الفكرية التي نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بمقرها المركزي بالرباط، من الآلة الدعائية الصهيونية التي تحضر لتسميم الأجواء في المنطقة العربية والإسلامية.، مشددين على ضرورة الترافع من أجل الحماية من السردية الصهيونية أو الوسائل الوسيطة الناقلة لها في بعض في المغرب أو في الدول العربية.

وأكد يونس مسكين مدير الأخبار بصحيفة صوت المغرب أن هناك اختراق للنسيج الاجتماعي المغربي قبيل الاتفاق الثلاثي، ممثلا لذلك عبر الترويج في منصات التواصل الاجتماعي، مستدرك بأن الاختراق لم ينجح كثيرا في المجال الإعلامي. 

وأوضح مسكين أن حل ورقة المكون اليهودي الذي وظفت ضد الإمبراطورية العثمانية مع المغرب في مؤتمر الجزيرة الخضراء، منبها إلى أن الإعلام سلاح فتاك على اعتبار أن الإعلام يصنع الحقائق والأكاديب وفي نفس الوقت صناعة القرارات الكبرى.

وأشار مسكين إلى الصدمة من الإعلام الغربي الذي كان يوصف بالمهنية، موضحا أنه أول خندق سقط بعد اندلاع عملية طوفان الأقصى، منبها إلى ازدواجية المعايير، وتبخر حق الشعوب في المقاومة وتقرير المصير، مرجعا ذلك إلى البعد الإقتصادية في المقاولات الإعلامية، مشيرا إلى صعود المنصات الاجتماعية ونسف السردية الصهيونية.

وسلط مسكين الضوء على كيفية اشتغل السردية الإعلامية ومنها السعي نحو وضع سردية وحيدة صهيونية، وتجاوز القواعد المهنية، والتحيز العميق، ونزع الطابع الإنساني عن الإنسان الفلسطيني، علاوة على إنتاج تأطير جديد للموضوع، عن طريق التأطير الجديد للإرهاب، واستدعاء سردية الدفاع عن النفس..

وحذر سليمان الريسوني رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم سابقا من الآلة الدعائية الصهيونية الحاضرة في تسميم الأجواء في أغلب القضايا المطروحة في منطقتنا عبر الإعلام، مذكرا بافتضاح منصات كان تسمم العلاقات بين المغرب والجزائر.

وقال الريسوني إن الإعلام الصهيوني لا أخلاقي، على اعتبار أن السياسة الصهيونية لا أخلاقية بالأساس، وذكر بتوظيف السينما والمسرح في بداية تأسيس الكيان من أجل تسريع ترحيل اليهود إلى الكيان الإسرائيلي.

وأضاف الريسوني أن تلاعب الإعلامي الصهيوني كان يواكب التلاعب السياسي، موضحا أن المغرب من ضمن الدول التي وقعت ضحية السردية الصهيونية، منبها إلى استغلال الثقافة اليهودية بشكل غير بريئ.

وقال كل من دخل المغرب يجب أن يساءل ما إذا كانت يداه ملطختان بدماء الفلسطينين أم لا، موضحا أن الكيان الصهيوني أوقف الإشهار على صحيفة “هآرتس” بسبب انتصارا لنضال الفلسطينيين لقضية الحرية.

وأكد عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن وعد بلفور يمكن أن يدمر السردية الصهيونية التي حاول الإعلام الترويج لها، مشيرا إلى استهداف العدو الصهيوني للصحافيين الذي سقط منهم 188 صحفيا مع عوائهم.

وأضاف هناوي أن الإعلام في يد الصهاينة يعد أداة حربية، كما انتقل إلى أداة الاختراق، موضحا أن الصهاينة وظفوا الإعلام وسرديات لتصور أن الفلسطينيين من باعوا وطنهم، مشيرا إلى أن التطبيع يخترق بينة المغرب عبر الترويج السرديات في الإعلام والسينما والمسرح..

وحذر من قرصنة وتزييف المفاهيم، واتهام المقاومة باقتراف أحداث جرت علي الشعب الفلسطيني الويلات، وشيطنة مناهضي التطبيع، مشددا على ضرورة التزام المهنية لصناعة إعلام مقاوم.

وفي كلمة له بالندوة، أكد عالم الأنثروبولوجي عبد الله حمودي أن في الدين والكتب السماوية يتم الاعتناء بالكلمات، باعتبار أن الكلام أقسى شيء، موضحا أن هناك تعبئة شاملة مع الفلسطينيين ومعاناتهم بما فيها الغرب.

وطالب حمودي بإعادة صياغة كلمة “الغرب”، موضحا أن الشباب من جميع الجنسيات يخترقون الرواية الصهيونية عبر التواصل الاجتماعي، داعيا إلى ربط الوصل مع الشباب المتظاهر في الجامعات العلمية، مشيرا إلى عالم جديد قيد التشكل.

ودعا إلى توظيف الكلمات واللغات من أجل التواصل مع الآخرين، والحديث عن الأوساط النافذة في الغرب عوض
الحديث عن “الغرب”، موضحا أن الكتاب اليهود لهم القدرة على صياغة البدايات، داعيا الإعلام إلى صياغة البدايات في الإعلام.

وأشار حمودي إلى ظاهرة جديدة غير مسبوقة، قائلا “اليوم يجب فهم أن هذا الحراك الشمولي جعل الحدود تتلاشى”، مشددا على أنه يجب تطوير العلم والخطاب والشعور بأن الذين يقفون مع الصهاينة قلة وذلك يعطي الأمل للفلسطينيين.

ورأى المتحدث أن أفق المقاومة هو الحراك العالمي الذي يمثل أغلبية سكان العالم، قائلا على “المسلمين الاستعداد لمقاومة طويلة”، موضحا أن الفلسطيني الذي يموت تحت الأنقاض بمثابة درس وأن الذين يخرجون لنصرته هم حراك شمولي، مضيفا أنالشعب الفلسطيني يَقهر ولا يُقهر بالإبادة الجماعية.

ودعا المؤرخ المعطي منجب إلى صياغة خطاب كوني من أجل إقناع الآخر، منبها إلى ضرورة التفريق بين الصهاينة واليهود، موضحا أن كبرى المسيرات التي خرجت في العالم نظم بعضها اليهود.

واعتبر الصحافي نور الدين لشهب حدث السابع من أكتوبر بمثابة حدث مفصلي، موضحا أن هذا الحدث إستطاع إسقاط قامات فكرية كبيرة مثل هابرماس وجاك أتالي وغيرهم.

وشدد على ضرورة إنتاج سردية عقلانية حول القضية الفلسطينية، والاستعانة بالإعلام لسلطته على الجمهور، موردا حديث عالم المستقبليات المهدي المنجرة الذي تحدث عن لقاء بن غريون بالإسرائيلين ومطالبتهم بالاستعداد لمعركة طويلة قطبها هو الإعلام.

وحضر الندوة شخصيات أكاديمية وفكرية من قبيل منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عبد القادر العلمي، ورئيس حركة التوحيد والإصلاح السابق عبد الرحيم شيخي، والمحامي والحقوقي خالد السفياني، ورئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، وشارك في تسيير الندوة الدكتور عبد الحفيظ السريتي المنسق بالنيابة لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.

موقع الإصلاح 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى