أكاديمية المملكة تصدر مؤلفا جماعيا يرصد الجغرافيا الجديدة للمغرب

قدّمت أكاديمية المملكة المغربية أمس الثلاثاء بمقرّها بالعاصمة الرباط الأجزاء الثلاثة من موسوعة “الجغرافيا الجديدة للمغرب” ، الذي يمثل محاولة لتحليل التحولات التي شهدها المجتمع المغربي في علاقته بمجاله على مدى العشرين سنة الماضية.
ويقع هذا المؤلف في 1113 صفحة، موزعة على ثلاثة أجزاء ويضم 50 فصلا غنيا بالرسوم التوضيحية. وأشرف على إعداده أربعة وثلاثون باحثا منذ سنة 2021، تحت إشراف الأستاذ محمد بيريان، عضو أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات.
وأكد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري، أن هذا المشروع العلمي يمثل موسوعة مرجعية فريدة من نوعها من حيث المضمون، وغنية من حيث المقاربات، وذات دلالة رمزية من خلال عنوانها.
وأوضح في كلمة له بالمناسبة، أن استخدام مصطلح “الجديدة” في العنوان لا يقصد به وصف زمني، بل هو اختيار منهجي يرمي إلى بناء تصور حديث للجغرافيا يتفاعل مع تحولات الحاضر ويستشرف تغيرات المستقبل، عبر إبراز العلاقة بين الإنسان والمجال، والدولة والجهة، وبين التهيئة والتغيرات البيئية.
وأضاف الحجمري أن هذا العمل يشكل مرجعا معرفيا متينا يقوم على رؤية علمية دقيقة تهدف إلى تجديد مقاربة الجغرافيا، باعتبارها أداة للتحليل وفهم التحولات، لا مجرد علم تقني يقتصر على تصنيف التضاريس وقياس المسافات، بل علما يكشف الاختلالات المجالية، ويشخص الفوارق، ويتتبع ديناميات الفضاء المغربي في تكوينه وتطوره.
من جهته، أشار البروفيسور بيريان إلى أن إنجاز هذا العمل نابع من الحاجة إلى التحسيس برهانات المجتمع وعلاقته بالمجالات والبيئات، وتعزيز الحس النقدي، وتمكين القارئ من التعرف على هويات الأمكنة والمجالات.
وأوضح أن فريق تحرير هذا المؤلف كان جماعيا ومتعدد التخصصات ومنبثقا من عدة جامعات، حيث قدم تحليلات عرضانية وموضوعاتية حول المغرب، ومجتمعه ومجالاته، بمقاربات متعددة المستويات، انطلاقا من فكرة رئيسية هي إبراز حالة التحول التي يعيشها المغرب وملامح “المغرب الجديد”.
وفي هذا السياق، أبرز الباحث الأهمية الخاصة التي منحها المؤلفون للخرائط الأصلية، من خلال تقديم تحاليل وتركيبات متنوعة، مضيفا أن هذا العمل موجه إلى الباحثين والأساتذة والطلبة وصناع القرار والمواطنين الراغبين في تعميق معرفتهم بالمغرب ومجالاته.
ويعرض الجزءان الأول والثاني من هذا المؤلف لجغرافيا التحولات الاجتماعية والمجالية في المغرب، مع التركيز على الزراعة وتحولات الوسط القروي، والتحولات الطاقية والصناعية، وثورة النقل، والتنقلات في أبعادها المتعلقة بالهجرة والسياحة.
أما الجزء الثالث، فيتناول الجغرافيا الجهوية من منظور جديد، من خلال معالجة أصيلة للجهة المؤسساتية، وتحليل جغرافي لكل واحدة من الجهات ال12 بالمملكة.