أسامة حمدان: النظام العالمي وقع في مأزق كبير وسقط أخلاقيا بعد معركة الطوفان
أكد الدكتور أسامة حمدان، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن معركة الطوفان شكلت إنجازا للمقاومة وتراجعا للعدو الإسرائيلي، مضيفا أن المقاومة الفلسطينية منعت العدو من تحقيق أي من أهدافه بعد أن حققت الانتصار يوم السابع من أكتوبر، وقضت على الفرقة الأكثر تدريبا وتجهيزا وفككتها في بضع ساعات وكشفت هشاشة العدو الصهيوني وضعفه، وكشفت عن قدرة المقاومة وقتها في مواجهة العدوان.
جاء ذلك خلال مدخلة له، عن بعد، في الندوة الوطنية التي نظمها كل من حركة التوحيد والإصلاح والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، مساء اليوم السبت، في موضوع: “مسارات القضية الفلسطينية ما بعد طوفان الأقصى والدور المطلوب”، واحتضنها مقر الحركة المركزي بالرباط.
واعتبر حمدان أن الموقف الأمريكي الذي راهن على هذا الكيان المحتل وأعطاه الفرصة بعد الفرصة وقدم به كل الدعم بعد عام ونيف على معركة الطوفان وأعطى له فرصة واسعة للقيام بهذه المجزرة في حق الشعب الفلسطيني، توصل في النهاية إلى أن الرهان الكلي على هذا الكيان في غير مكانه.
وأشار مسؤول العلاقات الدولية بحركة حماس إلى أن معركة طوفان الأقصى والمجازر التي ارتكبها العدوان الإسرائيلي أسقطت كل الشعارات التي رفعها الغرب في كل منطقتنا من ضرورة احترام حقوق الإنسان وحماية الأطفال والنساء والحق في الحياة، وكشف بذلك مدى الانهيار الأخلاقي والمأزق الكبير الذي سقط فيه النظام العالمي.
وتابع أسامة حمدان خلال إبرازه دلالات اتفاق وقف إطلاق النار وخلاصات معركة الطوفان، أن هذا المأزق الذي يلازم الغرب سيؤدي حتما إلى سقوط هذا النظام العالمي وتغييره، وهو نفس الأمر الذي حصل خلال الحرب العالمية الثانية بغياب الوازع الأخلاقي وسقوط الضحايا.
ولفت القيادي في حركة حماس إلى أن الاتفاق الأخير كشف أنه بإمكاننا إذا فاوضنا متمسكين بمطالبنا ومبادئنا أن نحقق نتائج، بالرغم من ضغوط الميدان في الداخل والخارج والظروف المختلفة، استندت على صمود شعبي وبأس في المقاومة.
وعن أبرز المآلات، أشار حمدان إلى أن معركة الطوفان بعد اتفاق وقف إطلاق النار كشفت عن عجز العالم وانهيار في منظومته القيمية، وهي فرصة لأمتنا ينبغي استثمارها خصوصا وأنه مدخل لتغيير جذري للنظام الدولي الذي سيفتح الباب أمام أمتنا للنهوض مجددا إذا كانت مستعدة لذلك.
وأوضح أسامة حمدان أن التغيير في أحيان أخرى تكون بوصلته مختلة، لكن طوفان الأقصى كانت بوصلته واضحة وأحدثت تحولا كبيرا على المستوى الدولي، وسنجد أمامنا مستقبلا صراع إرادات على مستوى المنطقة، سواء بين الفلسطينيين والمحتل الذي قد يكون صراعا سياسيا أو حتى عسكريا، ومآل هذا الصراع في النهاية هو سقوط هذا المحتل.
وتابع “هو صراع بين إرادة مقاومة إسقاط الاحتلال والتطبيع مع العدو والنظر إليه أنه سبب في بقاء البعض في الحكم، ثم صراع بين إرادة الحياة وجدوى المقاومة وإرادة الاستسلام والظلم والطغيان، وأخيرا صراع بين الحق الذي تمثله الشعوب والقوى الحرة من بينها المقاومة والباطل الذي يحمله الكيان وداعموه، والنصر على الاحتلال ممكن مهما كانت إرادة العدو”.
ونبه إلى أن قوى الطغيان خلال العدوان أزاحت الستار عن كل ما كانت تدعيه من قيم وكشفت عن أطماعها ومساعيها، مشيرا إلى أن من أبرز التحديات مستقبلا هو أن نداوي جراحنا ونرمم ما قام به الاحتلال ونستمر في الدفاع عن القدس ضد مخططات هذا الكيان المجرم، إذ أن فرصة هزيمة هذا الكيان ممكنة إذا التأمت الإرادة والعزم والإسناد سيكون هناك مزيد من التراجع للكيان في المنطقة ومزيدا من الرغبة في التحرر والمقاومة من الطغيان.
يذكر أن الندوة الوطنية التي نظمتها الحركة والمبادرة أطرها إلى جانب الأستاذ أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول العلاقات الدولية (عن بعد)، كل من الدكتور والأستاذ الجامعي إسماعيل حمودي، والدكتور عبد الحفيظ السريتي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والأستاذ عبد الرحيم شيخي عضو سكرتارية مجموعة العمل، وشهدت في بدايتها كلمة افتتاحية للدكتور أوس رمّال رئيس حركة التوحيد والإصلاح.