آسفي: التوحيد والاصلاح تختتم الأيام القرآنية الرابعة
افتتح الأخ فوزي البهداوي الأيام القرآنية الرابعة التي دأبت على تنظيمها حركة التوحيد والاصلاح بشراكة مع مركز زيد بن ثابت لخدمة القرءان بأسفي و التي أقيمت هذه السنة خلال الأيام 17-18-19 رمضان 1435هـ الموافق ل 15-16-17 يوليوز 2014 بالسوق البلدي ادريس بناصر. ذلك تحت شعار بالقرآن نحيا ونسعَد وانطلاقا من قوله تعالي ” قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء” سورة فصلت الآية 44 .
في اليوم الأول كان موعد الحضور مع ندوة بعنوان : مرتكزات القيم الفاضلة من خلال القرآن الكريم. من تأطير د . البشير القنديلي و د . عبد الرحمان أوموس.
الندوة كانت من تسيير الأستاذ عبد اللطيف الصالحي.
وتمت مناقشة المحاور التالية:
- المعايير التي تحدد هذه القيم القرآنية:
القيم الإنسانية هي مجمل الأخلاق ومنظومة الفضائل التي يتعارف عليها أعضاء مجتمع ويتعاملون وينضبطون لها. لأن القيم تتشكل في المجتمعات بناء على المعتقدات و الأعراف والثقافة السائدة.
و القيم الإسلامية هي مجمل الأخلاق و الضوابط التي جاء بها الوحي وما تعارف عليه أولو العلم من هذه الأمة و اتخذتها الأمة منهاجا ومنظومة للحكم على الأشياء.
- منظومة القرآن و السنة متكاملة:
بصفتها وحيا فبعضها يسلم للبعض الآخر.
” لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ” سورة يوسف 111
” الم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. سورة لقمان:1-5
سيق القصص القرآني لمقصد و غاية لتستشف منها القيم و أولها ربط الناس بخالقهم . فهذه القيم خالدة و ثابتة لا تخضع لا لزمان و لا لمكان ومصدرها الوحي.
- خصائص القيم الإسلامية:
– قيم إلهية- ربانية: وحي من الله . هو سبحانه الذي أنزلها و دعى إلى الالتزام بها.
– قدسية: لا يجوز المساس بها أو تحريفها
– ارتباطها بالجزاء الدنيوي و الأخروي.
– ثابتة ومستمرة و خالدة لا تتوقف إلى يوم القيامة .
– عالمية إنسانية: تصلح لجميع الناس و لجميع الثقافات.
- أمثلة للقيم الإسلامية:
أعطى الأساتذة مجموعة من الأمثلة ففي إطار العلاقات الاجتماعية هناك أداء الأمانة و الاستئذان و إصلاح ذات البين و التعاون على البر و التقوى و العفو و الصفح و مقابلة السيئة بالحسنة .
وفي الجانب الاقتصادي هناك تحريم الربا و الاحتكار و التعامل بالحلال و حسن التذبير المالي و توزيع الثروات بالعدل على الناس والإنفاق في سبيل الله.
وفي الجانب السياسي هناك قيمة العدل الذي هو أساس الملك وبه تقوم الدول. وقيمة الشورى التي هي نظام للحكم. وقيمة الطاعة التي بها يستقيم الأمر.
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ” سورة النساء 59.
في اليوم الموالي تم تكريم الأطر والقيمين على زاوية الحنيبلات لتحفيظ القرآن الكريم. وهي مدرسة أسست في أواخر القرن 19 و درست القراءات السبع إلى أواخر القرن الماضي ثم اقتصرت بعد ذلك على قراءة نافع برواية ورش من طريق الأزرق بالطريقة التقليدية. ثم أضيف تدريس العلوم الشرعية عن طريق المتون.
وفي اليوم الأخير أمسية قرآنية لثلة من المقرئين بالمدينة كما تم تكريم المتفوقين محليا و جهويا من تلاميذ مركز زيد بن تابت لخدمة القرآن .
يوسف العرعوري- أسفي