يوم دراسي يناقش جهود ترميم التراث الثقاقي المتضرر من زلزال الحوز
عقدت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بنجرير الثلاثاء الماضي يوما دراسيا لمناقشة الجهود المبذولة من أجل ترميم مكونات التراث الثقافي التي تضررت جراء زلزال الحوز.
وعرف اللقاء مشاركة قطاع الثقافة والاتصال بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وأكد الدكتور نامي صاليحي، المشرف على مركز التراث في العالم الإسلامي على استعداد المنظمة لدعم جهود المملكة المغربية في ترميم التراث الثقافي الذي تضرر بسبب الزلزال.
وأشار صاليحي إلى أن الإيسيسكو تضع خبراتها رهن إشارة الجهات المعنية من أجل تحقيق ذلك. كما تحدث في مداخلته عن الجهود التي قامت بها الإيسيسكو لتخفيف معاناة المتضررين من الزلزال.
وشارك في هذا اليوم الدراسي ممثلون عن وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب، ومنظمة اليونسكو، وعدد من الخبراء والباحثين من جامعات وطنية ودولية.
وفي نفس السياق، فتح متحف (الروافد -دار الباشا) اليوم الخميس أبوابه من جديد أمام الزوار، بعد أشغال الترميم التي أعقبت زلزال الحوز، وذلك بتنظيم معرضين تحت عنوان ” فن من نحت الزمن: الخشب بكل أشكاله” و”عالم فاطنة كبوري”.
وأوضح بلاغ للمؤسسة الوطنية للمتاحف، أنه تم تخصيص المعرض الأول لعرض مجموعة من القطع التي تشهد على مهارة الصناع التقليديين المغاربة الذين أبدعوا في فن الخشب، مع تسليط الضوء على تنوع تقنيات الحرف اليدوية وغنى زخارفها، وأهمية الخشب في العمارة والأثاث ،وفي الحياة اليومية للمغاربة ككل.
أما المعرض الثاني فيخصص للأعمال الفنانة التشكيلية فاطنة كبوري التي تعد من أهم الفنانات العصاميات مع الشعيبية طلال وفاطمة حسن فروج. و“تكشف -الفنانة كبوري- مشاهد منتقاة من المناطق القروية، منها ما يصور مناسبات مستوحاة من تقاليدنا كحفلات الزفاف والعقائق ولحظات من الحياة اليومية”، حيث يدعو كل عمل من أعمالها الفنية الجمهور إلى عالم مألوف وساحر على حد سواء، نابع من الثقافة الشعبية للبلاد.
وسبق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن أرسلت بعثة خبراء إلى مراكش، مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب المغرب في الثامن من شتنبر الجاري، بغية إجراء معاينة أولية للأضرار في المدينة التي أُدرجت في عام 1985 في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وأكدت المنظمة في بلاغ لها تم نشره في موقعها الرسمي، إن البعثة لاحظت وجود أضرار في العديد من الأبنية، إذ انهارت مئذنة مسجد خربوش في ساحة جامع الفنا بالكامل تقريباً؛ وظهرت تصدعات كبيرة في مئذنة جامع الكتبية؛ وانهار العديد من المنازل في حي الملاح اليهودي القديم؛ وتأثرت بالزلزال أسوار المدينة القديمة أيضاً في عدة مواضع.
كما أشارت إلى أن البعثة رصدت تصدَّع العديد من مباني قصر آيت بن حدو في إقليم ورزازات، المُدرج في قائمة التراث العالمي منذ عام 1987. وتكبّدت العلية الجماعية المطلة على القرية أضراراً جسيمة. ودُمّر مسجد تينمل في إقليم الحوز بالكامل – وهو موقع يتبوأ مكانة هامة في تاريخ المغرب ومدرج في القائمة الوطنية التمهيدية للتراث العالمي.
واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، بحسب المصدر نفسه، أن هذه الكارثة يُمكن أن تُسفر عن آثار ملموسة على قطاع الاقتصاد الإبداعي، الذي تُبدي البلاد التزاماً خاصاً به، وكذلك على التقاليد والمعارف التي تُشكل التراث غير المادي.
وأعربت اليونسكو في ظل هذه الأزمة عن ثقتها التامة بالمهنيين المغاربة للتخفيف من وطأة حالة الطوارئ واتخاذ التدابير اللازمة، إذ يمتلك المغرب خبرة واسعة وصلبة في مجال حماية التراث وإعادة تأهيله، لافتة إلى أن المملكة وقعت العام الماضي اتفاقية مع اليونسكو تُتيح للبلدان الأفريقية الاستفادة من مهاراته – تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى السياسات التعليمية.
موقع إعلامية