صدمات نفسية تفتك بجنود كيان الاحتلال الإسرائيلي

قالت صحيفة هآرتس “الإسرائيلية،” يومه الثلاثاء 16 شتنبر 2025، إن الصدمات النفسية تفتك بجيش الاحتلال الإسرائيلي وإن الأدلة تكذب مزاعم القيادة العسكرية، وتشير إلى أن آلاف الجنود النظاميين تركوا الخدمة بسببها منذ بداية الحرب في قطاع غزة، وكثير منهم إلى غير رجعة.
ونشرت الصحيفة تحقيقا مطولا استغرق أشهرا روى جنود فيه تجاربهم مع الضغط النفسي الرهيب الذي سلطه العدوان على غزة، ما اضطرهم إلى ترك الخدمة بسبب الإرهاق، وفي أحيان قليلة نسبيا بسبب صحوة الضمير.
وتحدثت هآراتس إلى العديد من الجنود النظاميين ممن شعروا أنهم لم يعودوا قادرين على أداء أدوار قتالية، وعزوا ذلك إلى الإرهاق أو إلى الضغط النفسي، لكن بعضهم قال أيضا، إن ضميره لم يعد يقبل ما يجري.
وحسب الصحيفة، فإنه حتى نهاية عام 2024، سجلت على الأقل 35 حالة انتحار في صفوف الجنود منذ اندلاع العدوان بعد السابع من أكتوبر 2023، بينما صنفت وزارة الأمن الإسرائيلية نحو 9 آلاف جندي معاقين نفسيا منذ بدء العمليات، وهو ما يسلط الضوء على الكلفة البشرية الباهظة للحرب.
وتقول هآرتس إن كثيرا من القضايا المماثلة لا تبلغ الرأي العام أصلا، كما حال 23 جنديا نظاميا حوكموا في الأشهر الأخيرة بسبب رفضهم الالتحاق بساحة القتال في غزة. وأن كثيرا من الجنود الذين تشخص لديهم أعراض ما بعد الصدمة، يحاولون الانتحار.
وقد وثقت هآرتس ست محاولات العام الماضي وحده، وفي جميعها انتهى الأمر بتسريح الجندي. ويرفض الجيش “الإسرائيلي” كشف العدد الحقيقي لمحاولات الانتحار، كما يبقى مجهولا أيضا عدد العسكريين الذين سرحوا من الخدمة منذ بدء العدوان بعدما شخصت لديهم أعراض ما بعد الصدمة.
ووفق معطيات وزارة الدفاع فإن قسم إعادة التأهيل يعالج نحو 78 ألف جريح من حروب مختلفة، بينهم أكثر من 26 ألفا يعانون إصابات نفسية، منهم نحو 11 ألف حالة مشخصة باضطراب ما بعد الصدمة، وأُضيف إلى هذا الرقم نحو 17 ألف جريح جديد، بينهم قرابة 9 آلاف مصابون بإعاقات نفسية.
وفي يوليوز الماضي، تحدث رئيس إدارة الصحة العقلية في الجيش في الكنيست عن 1135 جندي من القوات النظامية ومن الاحتياط، أعفوا من الخدمة بسبب أعراض ما بعد الصدمة، لكن هآراتس تقول، إن تحقيقها يظهر أن الرقم غير مكتمل، إذ لا يشمل إلا الجنود النظاميين الذين شُخصت لديهم الأعراض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشهادات لا تشي بأعداد هامشية، وإنما -حسب مصادر في إدارة الموارد البشرية- بألوف سرحوا من الخدمة النظامية، وبعضهم من الجيش كلية بسبب تدهور صحتهم العقلية، في حين نقل عدد قليل نسبيا إلى أدوار لوجيتسية أو للعمل في الخطوط الخلفية.
وقال ضابط في كتيبة مشاة، إن عشرات الجنود على مستوى وحدته، يريدون ترك القتال، و”رغم أن الظاهرة ليست جديدة فإنها لم تكن أبدا بهذا الأبعاد”. وقال آخر “لا يكاد يمر يوم دون أن يطلب جندي نقله”.
ويتلكأ الجيش في الإفراج عن البيانات المتعلقة بالجنود النظاميين الذين لم يعودوا قادرين على القتال، لكن “حتى عندما يقدمون بيانات من هذا القبيل، فإنهم يتلاعبون بها” حسب ضابط سابق في قسم الموارد البشرية. وقال هذا الضابط “لا نجهل حجم الظاهرة فحسب لكن أيضا أسلوب تعاملهم معها”.