وزارة الأوقاف تنشر ثلاث وثائق حول خطة تسديد التبليغ
نشرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ثلاث وثائق من منشورات المجلس العلمي الأعلى حول خطة “تسديد التبليغ”، التي انطلقت في 5 يونيو 2024 ووصلت مرحلتها الثانية التي ستنتقل للحديث عن العبادات وثمراتها وأثرها في السلوك العملي للناس، قبلما عالجت في مرحلة أولى قضية الإيمان وعلاقته بالعمل الصالح، وأثره في النفس.
وتتعلق الوثيقة الأولى بكتاب “خطة تسديد التبليغ: دليل مرجعي في التأصيل والفهم والتنزيل”، الذي يتطرق إلى سياق إطلاق الخطة وتأصيلها ومقاصدها، والمحاور وطرق التنزيل من التتبع إلى التقويم والوثائق المعتمدة.
وهو كتاب يتوخى تأصيل الخطة في مرجعية الدين من خلال منظور مستلهم لما أمكن من المعاني والدلالات التي تزخر بها نصوص الدين في أبواب التبليغ والإصلاح والتغيير؛ بالإضافة إلى شرحه الواضح لموضوعات الخطة ومقاصدها ومناهجها والمقتضيات الضرورية لتنزيلها وتتبعها وتقويمها؛ فهو كتاب في التوجيه المباشر المتصل بتحديد المنظور إلى الخطة، وبعناصر تنزيلها وتقويمها عبر مراحلها المختلفة، وبالآثار والثمار المترتبة عنها.
وتحمل الوثيقة الثانية عنوان “أمانة التبليغ تأصيلا وتنزيلا”، من تأليف العلامة مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق وعضو المجلس العلمي الأعلى، حيث يعد إسهاما في شرح مشروع العلماء لأجل “تسديد التبليغ”، سيما وأن المعنيين هم كل الأمة، وفيهم من يتعين أن يزداد فهما لمهمته واقتناعا بتأصيلها وإدراكا لعضوية أوصالها وبنية أنسجتها.
ويعد كتابا جامعا في تأصيل التبليغ في دلالاته الشرعية من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، وفي صوره المختلفة في عمل الأنبياء والرسل، وفي عمل نبينا عليه الصلاة والسلام؛ حيث رصد جملة من مواصفات التبليغ القرآني في تنوع لغته وفي تعدد خططه، كما رصد جملة من مواصفات التبليغ في عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، انطلاقا من شخصه الكريم وامتدادا إلى طرائق تعليمه لأصحابه وحفزهم على البذل والعطاء. يعالج الكتاب أيضا قضية التنزيل ومقصد تحقيق سعادة الإنسان حيث خصص لمفهوم السعادة-الذي تتجاذبه اليوم تيارات مختلفة-، حيزا معتبرا شمل دلالاتها الشرعية والأخلاقية والإنسانية عموما.
أما الوثيقة الثالثة “الدين للحياة” فتسعى إلى إبراز الصورة الجميلة للحياة الكريمة، تلك الحياة التي لم يخلقها الله عبثا، وإنما أرادها لتكون مزرعة للأعمال، والإنسان هو المزارع بعمله الذي هو مناط محاسبته وجوهر مسؤوليته، وكل ذلك ابتغاء حياة طيبة تؤدى فيها حقوق الله وحقوق العباد على السواء، وتنال فيها حسنات الدين والدنيا جميعا.
يعتبر كتابا مرجعيا يوفر مادة علمية في حوالي أربعين درسا منتقاة، يمكن الاستناد إليها في إعداد الخطب والمواعظ والندوات؛ وهذه المواضيع تجيب كذلك عن إشكالات فكرية ومنهجية مرتبطة بمفاهيم خاطئة للدين وللتدين، في الإيمان والعمل، وفي العبادات والسلوك، وفي الحريات والحقوق، وفي المسؤوليات الفردية والجماعية..؛ وتقدم تحفيزا معنويا في البذل والعطاء، وفي الاقتصاد وعدم الإسراف والتبذير؛ وفي البر والتقوى، وفي فعل الخيرات، وفي الاستناد إلى وازعي القرآن والسلطان في معالجة الآفات والانحرافات الخطرة، وفي الاعتدال والتوازن الفكري والسلوكي.. وغير ذلك.
وتعتبر خطة تسديد التبليغ “مشروعا تسعى من خلاله مؤسسة العلماء، إلى النهوض بأمانات العلماء في واجب تبليغ الدين من أجل تحقيق مقومات الحياة الطيبة في المعيش اليومي للناس بحيث يكون إيمانهم وعباداتهم ثمرات تنعكس على نفوسهم بالتزكية وصلاح الباطن، وعلى سلوكهم بالاستقامة وصلاح الظاهر..”.