هموري توقع كتابها “مقاصد العقيدة ومقاصد الشريعة عند الإمام فخر الدين الرازي” برواق التوحيد والإصلاح
وقعت الدكتورة يامنة هموري كتابها الموسوم بـ“مقاصد العقيدة ومقاصد الشريعة عند الإمام فخر الدين الرازي” في رواق حركة التوحيد والإصلاح بالمعرض الدولي للنشر والكتاب يوم الأربعاء 7 يونيو2023. وقدم المتخصص في أصول الفقه ومصادر التشريع، الدكتور مصطفى قرطاح قراءة في الكتاب.
وأوضح قرطاح أن الكتاب هو في الأصل أطروحة دكتوراه جامعية أعدتها الباحثة تحت إشراف الدكتور أحمد الريسوني، بجامعة محمد الخامس بالرباط؛ كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وقال ”ولما كان موضوعه متعلقا بمقاصد الشريعة فقد ارتأى مركز المقاصد أن يقوم بنشره ضمن سلسلة دراسات بعد أن خضع الكتاب لتحكيم علمي من قبل هيئة علمية محكمة انتدبها المركز لهذا الغرض وقضت بإجازته”.
وأكد قرطاح أن أهمية الكتاب تتجلي في عدد من الميزات العلمية والمنهجية التي حظي بها وعلى رأسها تسليطه الضوء على المقاصد في بعديها العقدي والعملي؛ مشيرا إلى أن البحث مظهر من مظاهر الصحوة المقاصدية التي ميزت هذا القرن على المستوى العلمي كما نوه بذلك الدكتور أحمد الريسوني، مضيفا أن الكتاب لبنة أخرى تضاف إلى مجموعة اللبنات التي تشكل الصرح العلمي لعلم مقاصد الشريعة الإسلامية عموما ومقاصد العقيدة على وجه الخصوص والذي لازال مستمرا في التشييد.
وقال قرطاح “انصب بحث الدكتورة على التراث العلمي الذي خلفه الإمام الرازي، وهو تراث علمي واسع جدا ومتنوع وصاحبه إمام في علوم الشريعة وعلم من أعلام الفكر الإسلامي”، مضيفا أن المادة العلمية لمؤلفها جاءت مادة علمية رصينة غزيرة بالأمثلة منثورة في كثير من القواعد، وأن البحث جمع بين المقاصد العقدية ومقاصد الأحكام الشرعية.
ودعا قرطاح الباحثين في سلك الدكتوراه وغيرهم من المشتغلين بالمقاصد إلى ربط الاتصال بمركز المقاصد للدراسات والبحوث لإقامة التعاون معه في إطار إعداد البحوث أو نشرها.
ومن جهتها، أكدت الدكتورة يامنة هموري أن الجديد في كتابها هو الحديث عن مقاصد العقيدة، لأن مقاصد الشريعة صدرت في شأنها العديد من الكتب والملفات حتى أضحت علما مستقلا بذاته، في حين أن مقاصد العقيدة جديد في تناول مباحثه مقاصديا، مشيرة إلى أن الكتاب ”جزء من مشروع علمي تجديدي اشتغل عليه مجموعة من الطلبة الباحثين بإشراف من فضيلة الدكتور أحمد الريسوني من خلال وحدة “مناهج البحث في العلوم الإسلامية” بشعبة الدراسات الإسلامية.
اهتم هذا الكتاب في سياق المشروع السالف الذكر بدراسة المقاصد عند علم من أعلام الأمة الإسلامية لما يتسم به البحث في مجال الأعلام من أهمية ممثلة في استخراج المقاصد ممن لا شبهة في علمهم ولا دينهم وليس على هوى متبع، وفي هذا ضمان لان لا تصبح المقاصد أداة طيعة لقول من شاء ما شاء دون ضوابط.
وأضافت هموري “بدأت البحث في مقاصد العقيدة كأنما أطرق بابا مغلقا”، موضحة أنها خاضت هذا الأمر اضطرارا لأن البحث في بدايته كان منصبا على دراسة مقاصد الشريعة فقط عند الإمام الرازي، إلا أنه بعد الجول والصول في مؤلفات فخر الدين الرازي، التي تتسم بالموسوعية تبين أن الفكر المقاصدي عند الرازي لا يتوقف عند الجانب التشريعي وإنما يتعرض لقضايا كبريات أصول الدين ومختلف قضايا العقيدة وهذا يستلزم عدة علمية للموضوع في قضايا العقيدة فعقدت العزم لتوسيع البحث للجمع بين مقاصد العقيدة ومقاصد الشريعة.
واعتبرت المتحدثة أيضا أن البحث في مقاصد العقيدة موضوعا جديدا محفوفا بنوع من الحيطة والحذر، قائلة “لأننا نتحدث عن الله عز وجل وصفاته وذاته وعن أركان الإيمان في جانبها المقاصدي، نتحدث عن مقاصد توحيد الله عز وجل، وكل المباحث المرتبطة به من أسماء الله عز وجل وصفاته العلا وأفعاله؛ ومقاصد بعثة الأنبياء والرسل؛ ومقاصد الايمان بالملائكة والبعث والقضاء والقدر خيره وشره، فهذا يستوجب نوعا من التكوين العلمي”، موضحة أن ذلك تطلب منها التوقف في الخوض في بعض المباحث إلى حين دراسة المنطق وقواعد في أصول علم الكلام والفلسفة من أجل استيعاب وفهم أولا مفاتيح هاته العلوم ومصطلحاتها.
الإصلاح