نفاذ الصواريخ الأمريكية وإنهاك الجنود.. تحديات “إسرائيل” في عدوانها على غزة ولبنان
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين أن البنتاغون يشعر بالقلق من احتمال استهلاك الذخيرة بشكل أسرع بكثير من قدرته على تجديد الإمدادات.
وأوضحت الصحيفة أن الصواريخ الاعتراضية هي السلاح الأكثر رواجا وطلبا خلال الأزمة المتوسعة في الشرق الأوسط، حيث تواجه “إسرائيل” وحلفاء الولايات المتحدة الآخرون تهديدا متزايدا من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تطلقها إيران والجماعات التي تدعمها.
وتواجه وزارة الدفاع الأمريكية صعوبة في زيادة إنتاج الذخيرة، لأن ذلك غالبا ما يتطلب توسيع المؤسسات وإنشاء خطوط إنتاج جديدة وتعيين موظفين إضافيين، وغالبا ما تتردد الشركات في توسيع الإنتاج دون الثقة في أن البنتاغون سيشتري كميات كبيرة على المدى الطويل.
وفي وقت سابق، كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” أن وزارة الدفاع الأمريكية تدرك استحالة إمدادات كبيرة من أسلحة معينة إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ “أتاكمس” طويلة المدى، بسبب تراجع القدرة الدفاعية للولايات المتحدة نفسها.
وتناقش وزارة الدفاع الأمريكية كل يوم تقريبا كيف يمكن أن تؤثر إمدادات الأسلحة على قدرة واشنطن على الرد على صراع جديد محتمل، خاصة في منطقة المحيط الهادئ، ويحذر القادة العسكريون الأمريكيون من ضرورة إجراء تقييم دقيق لمخزون الأسلحة لاحتياجات الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، وبعد مرور أكثر من عام على العدوان “الإسرائيلي” على غزة في السابع من أكتوبر 2023، أُنهكت قوات الاحتياط في الجيش الذي يواجه صعوبات في التجنيد خاصة بعد أن فتح جبهة جديدة مع لبنان. فمنذ السابع من أكتوبر 2023، استدعى الجيش نحو 300 ألف جندي احتياطي، 18 في المئة منهم رجال فوق سن 40 عاما وكان ينبغي إعفاؤهم من الخدمة.
ومنذ بدء الهجوم البري في قطاع غزة في 27 أكتوبر من العام الماضي، قُتل 367 جنديا، فيما قتل على الجبهة الشمالية مع لبنان 37 جنديا منذ بدء العملية البرية “الإسرائيلية” في 30 شتنبر الماضي، مما اضطر الجيش إلى تمديد فترة الخدمة الاحتياطية، فيما يشكو بعض جنود الاحتياط من عدم القدرة على الاستمرار في حياتهم الطبيعية لستة أشهر متواصلة.
ومن بين التحديات التي تواجه “إسرائيل” في حربها على الجبهتين، إعفاء تجنيد اليهود الأرثوذكس المتشددين من الخدمة العسكرية، 66 ألفا ممن هم في سن التجنيد، والذين يمثلون 14 في المائة من سكان دولة الاحتلال البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، أي نحو 1.3 مليون شخص.
وتظاهر عشرات المستوطنين اليهود من “الحريديم”، يومه الخميس 31 أكتوبر 2024، أمام مقر للتجنيد في تل أبيب رفضا للتجنيد الإجباري، واشتبكوا مع الشرطة “الإسرائيلية” التي حاولت تفريقهم. واعتقلت الشرطة اثنين من الحريديم، خلال مظاهرات ضد تجنيدهم في القدس وتل أبيب.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد يوم من مطالبة رئيس هيئة الأركان، هرتسي هاليفي، بزيادة عدد جنوده في الجيش من قوات الاحتياط والقوات النظامية، حيث شدد على ضرورة أن يكون قوام القوات النظامية وقوات الاحتياط بالجيش أكبر.
وكان الجيش “الإسرائيلي” أصدر في 29 يوليوز الماضي أوامر استدعاء للخدمة العسكرية شملت 1000 شخص من أفراد الحريديم، في خطوة تهدف إلى تعزيز صفوف الجيش، ضمن مخطط لتجنيد 4800 في عامي 2025 و2026، إلا أن أعدادا قليلة جدا منهم استجابت لأوامر التجنيد.
بدورها قررت المحكمة العليا الإسرائيلية – أعلى هيئة قضائية في إسرائيل- في 25 يونيو الماضي، إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية. ويعلو صوت كبار الحاخامات، الذين يُنظر إلى أقوالهم باعتبارها فتوى دينية للحريديم، بالدعوة إلى “رفض التجنيد وتمزيق أوامر الاستدعاء”.
يشار إلى أن إدارة إعادة التأهيل التابعة لجيش الاحتلال أعلنت قبل يومين، أن 12 ألف جندي تلقوا العلاج في وحداتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ثم على لبنان، ثلثاهم من قوات الاحتياط، وتوقعت أن يرتفع معاقو الجيش “الإسرائيلي” بحلول 2030 إلى 100 ألف.
وكالات