ندوة “القومي الإسلامي”- الساحة المغربية تحذر من مخاطر الاختراق الصهيوني

نظم المؤتمر القومي الإسلامي -الساحة المغربية يوم الثلاثاء 18 مارس 2025 ندوة بعنوان “مخاطر الاختراق الصهيوني على النسيج المجتمعي المغربي”، تحت شعار  “متحدون لإسقاط التطبيع”.

واعتبر الأستاذ خالد السفياني المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي أن الندوة تنعقد في لحظة تاريخية فارقة، مشيرا إلى أن استئناف العدوان على قطاع غزة هو تمادي كبير في الإجرام الصهيوني، واعتداء على كل القواعد القانونية والإلهية وتجاوز لكل الحدود.

وأضاف السفياني أنه من الحرام أن نرى دماء الشيوخ والنساء والأطفال في الوقت الذي لا يتردد فيه البعض من مصافحة الأيادي  التي تقطر دما. ودعا لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضدنا  سواء في المغرب أو في الدول العربية.

وفي أول مداخلة من الندوة، أوضح محمد حمداوي منسق الساحة المغربية للمؤتمر القومي الإسلامي، أن ما حدث في غزة أحداث مدانة ومشينة، واستهتار بالمواثيق الدولية وبالأمة الإسلامية.

وانطلق حمداوي في الحديث عن المحور الخاص به وهو “الاختراق الصهيوني في مجال التربية والتعليم”، موضحا أنه منذ توقيع اتفاقية التطبيع مع الكيان، تورطت العديد من الجامعات في عدد من الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني، كما تم تبادل زيارات محدودة وإطلاق أندية داخلها، مشيرا أن الجامعات “الإسرائيلية” كلها جامعات حربية وليست مدنية، بل تعد ثكنات علمية في خدمة الجيش الصهيوني.

وأشار المتحدث إلى أن التطبيع في بلادنا  كارثي، لكنه انحسر بسبب “طوفان الأقصى” بسبب رد فعل الطلبة والرأي العام المغربي، الذي عبر عنه في الوقفات والمسيرات والتظاهرات، وأيضا بفضل التأطير العلمي والثقافي، وفعاليات المؤسسات المغربية المناهضة للتطبيع وخاصة التطبيع التربوي.

وكشف حمداوي عن مخاطر التطبيع في مجال التربية والتعليم من خلال استهداف البرامج والمناهج الدراسية بالتغير التدريجي الماكر، بما يخدم الصهيونية للسيطرة على خيرات البلد وتضمنيها في الكتب الدراسية والجامعية لطمس القضية الفلسطينية، وإعادة تشكيل وعي الأجيال الجديدة، واستهداف الطواقم الإدارية والتلاميد والطلبة تحت شعار التعايش والتسامح وتقديم الكيان كنموذج للتقدم العلمي .

واستعرض المتحدث طرق مواجهة الاختراق الصهيوني، من خلال استراتيجيات ذكية وعملية وفعالة ودائمة ومنسقة فردية وجماعية.

من جهته، تحدث الخبير الدولي والأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة أحمد ناجي، في محور الاختراق الصهيوني للمجال الاقتصادي، أشار فيه إلى أن الاختراق أصبح سرطانا ينخر جسد والبنية الاقتصادية المغربية:

  • القطاع الزراعي: توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي لنقل تكونولوجيا متطورة في مجال الري وإدارة الموارد المائية
  • قطاع التكنولوجيا: إطلاق مشاريع في مجال الذكاء الصناعي والأمن السيبراني
  • قطاع الطاقة: استثمارات متزايدة في مشاريع الطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية
  • قطاع السياحة: ارتفاع ملحوظ في عدد السياح الإسرائيليين القادمين للمغرب
  • المبادلات التجارية: ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين
  • قطاع الصناعات العسكرية والأمنية: توقيع اتفاقية لنقل التكنولوجيا العسكرية “الإسرائيلية” للمغرب

وفي محور “دور الإعلام والاختراق الصهيوني للإعلام ببلادنا”، أوضح عبد الحفيظ السريتي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أن الإعلام كان في تجربة حدث طوفان الأقصى، توأما للمقاومة من جهة، وكان أيضا توأما للعدوان الذي مارسه الجيش “الإسرائيلي” في غزة، موضحا أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للخبر بل أضحى طريقة في تشكيل الرأي العام.

وبخصوص الاختراق الإعلامي في المغرب، أكد السريتي أن له مخاطر عدة، بعد أن قامت الدولة بتطبيع شامل بما فيه التطبيع الإعلامي من خلال الترخيص لقناة صهيونية i24، وإطلاق موقع إذاعة أبراهام، وزيارة مجموعة من الصحفيين الإسرائيليين، وملاحقة مناهضي التطبيع.

من جانبه، أكد أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أن التطبيع في بلادنا أصبح خطيرا ، فلم يعد الأمر مجرد تطبيع علاقات بل تحول إلى اختراق بنيوي يستهدف الهوية الوطنية الجامعة ويسعى إلى فرض هوية قاتلة، لتكريس الهوية اليهودية الأمازيغية كبديل للهوية الأصلية للمغرب الهوية العربية الإسلامية الأمازيغية.

وتحدث ويحمان في محور “الاختراق الصهيوني ومخاطره على الوحدة الوطنية” في مسارات متعددة؛ أولها عن مفهوم التطبيع وخصوصية الحالة المغربية، أوضح فيه ويحمان أن التطبيع هو تحويل العدو الصهيوني إلى صديق طبيعي، سواء عبر الاعتراف الرسمي أو عبر العلاقات الاقتصادية أو الثقافية أو الأمنية، مشيرا أنه في الحالة المغربية “نقف أمام محولة خطيرة لجعل الكيان الصهيوني جزء من البنية الداخلية للمغرب وتشكيل هوية جديدة تخدم مشروعه الاستعماري من خلال التغلغل الوجودي عبر التغلغل الاقتصادي والأمني والتعاون الاستخباري والتكنولوجي العسكري ثم الثقافي والروحي”.

ويتعلق المسار الثاني بمخاطر التطبيع العميق وخطورة” اختراق الدولة”، أكد فيه المتحدث أن مظاهر التطبيع “يتجاوز مجرد علاقات عابرة أو اتفاقيات معزولة ليصل إلى محاولة هندسة المجتمع وإعادة تشكيلة هويته”.

وأكد ويحمان أن أخطر ما ينتج عن التطبيع من تداعيات استراتيجية يستهدف تمزيق الوحدة الوطنية وإعادة هندسة المجتمع بما يخدم المشروع الصهيوني من خلال تهديد الأمن القومي العربي، وضرب الهوية الإسلامية للمغرب، وتهديد الوحدة الوطنية، وترويج السرديات التوراثية المزعومة، واختراق المجتمع المدني والإعلامي، والترويج لثقافة الهزيمة وقبول التطبيع كأمر واقع، وبناء سردية وخطاب قائم عل خرافات تبرر التفكيك، وخرافة وفضيحة ما يسمى بالسنة الأمازيغية

وأضاف ويحمان، إننا ” لسنا أمام مجرد تطبيع دبلوماسي بل أمام مشروع صهيوني استعماري يستهدف وحدة المغرب وهويته ووجوده السياسي”، وأمام معركة وجود تتطلب، إعادة بناء الوعي الوطني بخطورة المشروع الصهيوني، برفض كل أشكال التطبيع، وفضح مشروع الهوية اليهودية الأمازيغية، والتفاف الشعب حول قضاياه الوطنية لحماية سيادته وهويته.

موقع الإصلاح

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى