“ميديا بارت” يفضح معاناة المسلمين في فرنسا
كشف موقع “ميديا بارت” الفرنسي جوانب مختلفة من معاناة المسلمين في فرنسا، كالتمييز في العمل والتحيز ضد المدارس الإسلامية بحجة أنها تتعارض مع قيم الجمهورية، مما نشأ عنه قلق كبير على المسلمين الفرنسيين الذين أصبحوا معزولين ومستهدفين بشكل متزايد من قبل السياسيين.
وأعدّت ماري توركان للموقع 3 تقارير منفصلة عن التمييز، بدأتها بالطرق الصعبة التي تسلكها الفرنسيات المحجبات للحصول على العمل وما يتعرضن له من تمييز، ثم تناولت مشكلة ثانوية الكندي الإسلامية التي تخلت عنها الدولة ولا تزال تقاوم الآلة الإدارية وتحيزاتها، وختمت بمقابلة مع إمام المسجد الكبير في ليون الذي عبر عن شعوره بإقصاء المسلمين على المستوى السياسي في فرنسا.
واستعرضت الكاتبة معاناة العديد من الطلاب المسلمين من التمييز ضدهم في عالم العمل حتى قبل التوقيع على أول عقد دائم لهم، مما يدفعهم إلى التساؤل عن مستقبلهم في فرنسا.
ومع أن القانون في فرنسا يسمح بارتداء الرموز أو الملابس الدينية في الشركات الخاصة، فإن النساء المسلمات يعانين من التمييز في التوظيف، إذ أظهرت دراسة قبل 15 عاما أن سيرهن الذاتية كانت أقل حصولا على ردود إيجابية بمرتين ونصف من سير الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم من البيض أو المسيحيين.
أما في نهاية عام 2024، فتفاقم الوضع، إذ كشفت دراسات أكاديمية جديدة أن الحجاب يقلل من فرص الحصول على مقابلة عمل في فرنسا بنسبة أكثر من 80%. ونبه الموقع إلى أن كل شخص في فرنسا لديه قصة، وتقول المدربة روزا إن أحدهم ذات مرة سألوه “هل لديك أصول متوسطية؟”.
وذكر ميديا بارت أن جامعة ليون3 موجود عليها رسوم عنصرية ومعادية للإسلام، يمكن أن تقرأ بينها عبارة “الإسلام خارجا”، مما يؤثر حتما على المسلمين بشكل مباشر، يقول إيدن محمودي رئيس منظمة الطلاب المسلمين في ليون “هذا ليس مناخا يمكن لهؤلاء الطلاب أن تنتعش طاقاتهم فيه بسلام”.
في تقريرها الثاني بميديا بارت، ذكرت الكاتبة أن الدولة الفرنسية أنهت تعاقدها مع مجموعة المدارس الإسلامية في منطقة ليون، وبررت المحافظة قرارها على أساس “الاعتداء على قيم الجمهورية” بعد عمليات التفتيش التي قامت بها هيئة التفتيش الأكاديمي.
وعند قراءة وسائل الإعلام -كما تقول الكاتبة- قد يكون لدى المرء انطباع بأن مجموعة الكندي معبد للظلامية والتعصب الديني، في حين أنها في الواقع على العكس تماما، مكان للانفتاح الثقافي والتدريب وتهدف إلى أن تكون مكانا للانفتاح والتأمل والوعي بالمواطنة بشكل عام.
وقد حاولت الإدارة وأنصارها حتى اللحظة الأخيرة أن يظهروا للسلطات أنهم استجابوا لكل المتطلبات والأسئلة التي طرحت، ولكن رسائلهم بقيت حبرا على ورق. واليوم تتأرجح المجموعة المدرسية بين الرغبة في القتال والشعور بالعجز في مواجهة الجرافة الإدارية التي تذهلهم.
وكان موظفو الكندي حذرين في تصريحاتهم -حسب الموقع- لأن كونك مسلما وتغضب علنا يعني المخاطرة بالتعرض لوصمة أكبر وإعطاء الوقود لنيران أولئك الذين يعتبرون “الحجاب معيارا للإسلاموية”.