بعد “طوفان الأقصى”.. مواقف دولية عربية وأجنبية

أدانت الدول العربية عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عقب السابع من أكتوبر 2023، مع اختلاف في مستويات الإدانة، وبقيت في حدود الإدانة ولم تترجم ذلك لقرارات توقف معاناة الشعب الفلسطيني وخاصة أهل غزة.

أعلنت مصر- وهي أول دولة عربية تطبع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي-  بعد عملية “طوفان الأقصى” عن قلقها من المنحى التصعيدي للصراع وإمكانية تمدده في المنطقة. واحتضنت قمة عربية أوروبية في القاهرة بداية العام لبحث الحرب، لكنها لم تصد قرارات حاسمة. كما انخرطت  إلى جانب قطر والولايات المتحدة، جهود الوساطة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى “الإسرائيليين” الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد طوفان الأقصى والأسرى فلسطينيين لدى  الكيان.

وأعلنت الحكومة الأردنية مواقف رافضة للعدوان وتهجير الفلسطينيين، وظلت تراقب عن كثب وبقلق توجس ما يجرى على حدودها الغربية، وتخشى أن تصبح مأوى لمئات الآلاف من النازحين واللاجئين الفلسطينيين الجدد.

وعبرت كل من السعودية والإمارات والبحرين وغيرها من الدول الخليجية عن موقف رافض العدوان على غزة ، لكنها منعت تنظيم مظاهرات ولا احتجاجات تذكر تضامنا مع الفلسطينيين على عكس المغرب والأردن حيث سمح للهيئات المدنية والساسية والفعاليات بالتضامن الواسع مع الشعب الفلسطيني والتعبير عن ذلك في مسيرات وتظاهرات.

وسمحت قطر التي عبرت عن رفضها للعدوان على غزة بتنظيم وقفات وتظاهرات احتجاجية على جرائم الكيان، خاصة وانها تحتضن بعض قيادات حماس منذ سنوات، وتقوم بدور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار.

ورفضت الكويت العدوان على غزة وأدانته، وسمحت سلطاتها بالتضامن الشعبي مع أهالي غزة، و أطلقت مجموعة من التيارات السياسية والجمعيات الأهلية والاجتماعية والناشطين الكويتيين بعد 200 يوم من العدوان، حملة “معكم حتى التحرير”  تأكيدا للموقف الكويتي الداعم والمساند لنضال الشعب الفلسطيني.

واتهمت تونس إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” خلال اجتماع  طارئ “لمجلس الأمن القومي”. وتقدمت كتلة في البرلمان التونسي بقانون لتجريم التطبيع مع إسرائيل منذ عدة أشهر لم يبت فيه البرلمان التونسي، فيما كانت المواقف الرسمية للحكومتين في ليبيا، مُدينة للعمليات العسكرية “الإسرائيلية”.

وعبرت موريتانيا عن رفض وإدانة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر 2023 ، وسمحت بمظاهرات واسعة داعمة للفلسطينيين. وعبرت الجزائر عن موقف الإدانة للعدوان على غزة.

الدول الغربية

أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023، إلى انقسام حاد في الرأي العام الدولي، خاصة مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين وتدهور الأوضاع في القطاع، وبعد أن كانت العديد من الدول داعمة للكيان “الإسرائيلي” في البداية من منطلق “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، إلا أن الغارات  على غزة والهجوم البري أثار انتقادات واسعة النطاق، جعلت من بعض الدول تعدل مواقفها من الحرب.

ففي اليوم الأول من العدوان، دعمت كل من أمريكا وكندا وبريطانيا ما وصفته حق الكيان في الدفاع عن نفسه، وأدان الاتحاد الأوروبي “بأشد العبارات الممكنة هجمات حماس”، مؤكدا تضامنه مع “إسرائيل”، لكن العديد من الأعضاء كشفوا عن اختلافات في الرأي بشأن وقف إطلاق النار.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال في البداية إن فرنسا “ملتزمة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، لكنه غير موقفه قليلا نتيجة ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة وكتب على موقع إكس: “في غزة، يجب التمييز بين حماس والسكان المدنيين”.

وشهدت فرنسا تمردا دبلوماسيا كبيرا ضد انحياز “ماكرون”  حيث وقع 10 سفراء فرنسيين في دول الشرق الأوسط والمغرب العربي بشكل جماعي على مذكرة يعربون فيها عن أسفهم لانحياز الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” لإسرائيل، باعتباره يقوض موقف باريس التاريخي المتوازن تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد تم إرسال المذكرة إلى وزارة الخارجية الفرنسية، لرفعها إلى قصر الإليزيه، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ فرنسا الدبلوماسي الحديث مع العالم العربي.

روسيا

لم يقدم الكرملين تعازيه لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ولم يزلر تل أبيب كما فعلت أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، ولم يدن حركة المقاومة حماس، بل استضافت روسيا وفدا من حماس في موسكو في 26 أكتوبر لمناقشة إطلاق سراح الرهائن، بمن في ذلك المواطنون الروس.

الصين

لم تتبن الصين سردية كيان الاحتلال الإسرائيلي ودعت  “الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وضبط النفس وإنهاء الأعمال العدائية على الفور لحماية المدنيين”، فلدى بكين موقف ثابت في إدانتها للاحتلال الإسرائيلي ودعوتها الدائمة لحل الدولتين وفقا للقرارات الدولية.

وجددت الصين دعوتها إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بشأن القضية الفلسطينية وصياغة “خريطة طريق” لتنفيذ حل الدولتين. كما احتضنت  ورعت في يوليوز2024 مصالحات بين الفصائل الفلسطينية انتهت بإعلان اتفاق بين  حركتي حماس وفتح

إفريقيا

اعتبر الاتحاد الأفريقي أن “إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في دولة مستقلة ذات سيادة، هو السبب الرئيسي للتوتر الإسرائيلي الفلسطيني الدائم”.

أمريكا اللاتينية

كانت بوليفيا أول دولة في أمريكا اللاتينية تقطع علاقاتها مع “إسرائيل” منذ بدء غاراتها على غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، ووصفت الحكومة الهجمات الإسرائيلية على غزة بأنها “عدوانية وغير متناسبة”. واستدعت كولومبيا وتشيلي سفراءهما بسبب الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة.

ورغم أن الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أدان في مستهل الأمر هجمات حماس في السابع من أكتوبر 2023 ودعا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فورا، إلا أنه انتقد بشدة  التوغل في غزة. وقال في 25 أكتوبر: “ما يحدث ليس حرباً. إنها إبادة جماعية أدت إلى مقتل ما يقرب من 2000 طفل لا علاقة لهم بهذه الحرب، إنهم ضحايا هذه الحرب”.

من جهته، انتقد رئيس وزراء ماليزيا موقف الغرب من الحرب على غزة، وقال في كلمته أمام الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا، إنه “لسوء الحظ، فإن المأساة المؤلمة التي لا تزال تتكشّف في قطاع غزة كشفت عن الطبيعة الأنانية للنظام القائم على القواعد والذي يتم التبجح به كثيرا”.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى