من وحي سورة يوسف – عبد الحق لمهى
يحكي القرآن الكريم قصة جماعة من أولاد نبي الله يعقوب عليه السلام وما كانوا عليه من خلاف: الأولى في الأخلاق، حيث صدر عنهم من المخالفات والتصرفات مما يحسن بالإنسان تركها، طبعا الحديث هنا يستثني نبي الله يوسف وخيه الأصغر إذ لم يكونوا كما وردت السورة على نحو باقي إخوتهم من الخلق، حاصل الامر أننا أمام حالة من الانحراف.
إزاء هذه الصورة من الحال التي كان عليها الأولاد، نجد نبي الله يعقوب يتصرف في كل الأحوال بما يناسب مقام النبوة والأبوة من صبر ويقين، ورعاية لأبنائه والدعاء بما يصلح حالهم، وغيرها من المظاهر التي تعبر عن محبة الخير لأولاده.
إن المسلم مطالب بالاقتداء بالأنبياء عليهم السلام ، ومن التأسي بهم السير على نهج نبي الله يعقوب عليه السلام في تعامله مع أبنائه على ما هم عليه من الأخلاق التي هي خلاف الأولى.
في سياق الحديث عن التأسي ، يُطرح السؤال: هل يمكن للمسلم بلوغ درجة الأنبياء في سيرتهم وخلقهم، طبعا – وبدون جزم – لا يستطيع أحد من المسلمين وصول درجتهم ، وإنما الأمر كله محاولة واجتهاد للاقتراب من مقامهم عليهم السلام جميعا،
ويظل واقعنا مثل ما جاءت به القصة، حيث نجد تصرفات تصدر عن الإنسان/ الأولاد ، ويطلب من الآباء الاجتهاد في تمثل حال الأنبياء في تفاعلهم مع الأبناء.
إن التدبر في القرآن الكريم سبيل قويم في معالجة مشكلات الإنسان ومنها علاقة الآباء بالأبناء كما تذكر القصة التي نحن بصدد تأمل بعض جوانبها.