مؤتمر دولي: الاهتمام بسياسات دعم الأسرة في ظل التحديات الراهنة مسألة حتمية
دعا خبراء دوليون في مجال الأسرة خلال فعاليات مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة التي احتضنتها قطر، ضرورة الاهتمام بسياسات دعم الأسر في ظل التحديات الراهنة.
وأكد المتدخلون في المؤتمر الدولي على ضرورة الاهتمام بسياسات دعم الأسرة والتركيز على “نواة المجتمع” عند اعتماد الخطط والاستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية.
كما تطرق المشاركون في فعاليات السنة الدولية للأسرة إلى التحديات الراهنة التي تواجه الدول النامية وكيفية استعادة شغف الشباب وتمكينهم اقتصاديا وإبعادهم عن دائرة العنف.
وركزت الدكتورة دييسي نويلي ويبر كوسترا رئيس منظمة الأسرة العالمية على أهمية السياسات الأسرية في ظل التغيرات الكبيرة، والتحديات الملحة التي تواجهها الأسرة في جميع مناطق العالم.
وأشارت كوسترا إلى أن اندثار الأنظمة التقليدية، وعدم الاستقرار الاقتصادي والتشتت الناتج عن الهجرة والنزوح واللجوء والتطور الكبير في التكنولوجيا، وتغير المناخ وما يترتب على ذلك من مشاكل وتحديات؛ تستلزم تحرك المجتمع الدولي والحكومات المحلية على دعم السياسات ووضع الاستراتيجيات التي تجعل الأسرة أكثر تماسكا وترابطا لأنها خط الدفاع الأول لأعضائها من الشباب والفتيات والأطفال.
بدورها، أوضحت الدكتورة جينيفر لانسفورد مدير مركز سياسات الطفل والأسرة في جامعة “ديوك” الأمريكية، أن تقريرا أمميا أظهر نسبة كبيرة للغاية من الأطفال في العالم يواجهون خطرا بيئيا، وأنه لم تظهر الكثير من المشاكل من مشاهدة الأطفال للأنترنت واستعمال التكنولوجيا.
وأشادت الخبيرة الدولية بوجود الكثير من الأمور الإيجابية للتكنولوجيا إذا تعاملنا معها بإيجابية، وبما يعود بالنفع على الأطفال وعلى المجتمع بشكل عام. وفيما يتعلق بالنزوح إلى المدن، أبرزت وجود الكثير من المشاكل التي تدفع الناس للهجرة إلى المدن منها توافر فرص التعليم والعمل وأشياء أخرى ناهيك عن النزوح من أماكن الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة.
وحول كيفية دعم الآباء والأمهات لمواجهة ما يمكن أن يتعرض له الأطفال على وسائل التكنولوجيا، قالت الدكتورة جينيفر لانسفورد “إنه من وجهة نظر السياسات فيما يتعلق بحماية الأطفال من الأنترنت فإنه يجب أن يقوم الآباء بتحديد الوقت الذي يمضيه أطفالهم على شاشات الانترنت، والحوار والتفاهم حول ما يتم مشاهدته”.
ولفتت لانسفورد إلى أن الآباء أيضا يقضون الكثير من الأوقات على الشاشات، لذلك يجب إجراء حوار ونقاش بينهم وأبنائهم، وتخلي أولياء الأمور عن هواتفهم ومنح الأطفال المزيد من الوقت للحديث والتواصل فيما بينهم، ما يستدعي رفع درجة وعي الأسر والعائلات بشكل دقيق بمخاطر ما يحمله الذكاء الاصطناعي والتطور السريع في العالم، وتأثير ذلك على القيم والأخلاق والثقافة المجتمعية.
وناقش المؤتمر الذي استمر يومين ونظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة بالتعاون مع عدد من الشركاء، التحديات الكبرى التي تواجه الأسرة، ومنها التغير التكنولوجي والاتجاهات الديموغرافية والهجرة والتمدن وتغير المناخ بمشاركة عدد كبير من المؤسسات الإقليمية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والخبراء، وصناع السياسات من مختلف دول العالم.
يذكر أن معهد الدوحة الدولي للأسرة عقد مؤتمرا دوليا لإحياء الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يتناول موضوع “الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة”، واجتمع على مدار يومي الأربعاء والخميس، أكثر من 2000 مشارك، من صناع السياسات والباحثين والخبراء وأولياء الأمور والمؤثرين والشباب، لاستكشاف تأثير الاتجاهات الكبرى المعاصرة على الأسرة: الاتجاهات الديموغرافية، الهجرة والتمدّن والتغيّر التكنولوجي.