لمواجهة اختلالات اللامذهبية.. إصدار دليل المنهجية الفقهية في مؤلفات المذاهب الأربعة

أعلنت الرابطة المحمدية للعلماء، أمس الثلاثاء بمقرها بالرباط، عن إصدار “دليل المنهجية الفقهية في مؤلفات المذاهب الأربعة” في عدة أجزاء.
ويقدم هذا الدليل، الصادر عن مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي التابع للرابطة، تاريخ مؤلفات المذاهب المالكية والشافعية والحنفية والحنبلية، ودلائل مصادرها المعتمدة، ومعاجم خاصة بمصطلحاتها ورموزها ومبهماتها ومتشابهاتها.
وتهدف الرابطة، من خلال هذا المشروع الذي تم تقديمه في لقاء علمي، إلى إحياء الصلة بالفقه الإسلامي على أسسه الصحيحة، ونقل موضوع الشريعة والفقه المالكي من النقاش النظري إلى المشروع العملي، وتذليل عقبات التعاطي البحثي مع المصادر الفقهية.
وشارك في اللقاء التعريفي بهذا المشروع مجموعة من الأكاديميين والباحثين الذين ساهموا في إنجازه، مع التعريف بالمحطة المقبلة من المشروع الذي تضع أجزاءه الإثنا عشر بنية أساس لتأريخ كل مذهب فقهي من خلال مؤلفاته، مع معاجم تبين المصطلحات والرموز، والمبهمات والمشتبهات في المذاهب الأربعة.
وتنتقد الورقة التقديمية لهذا المشروع كيف قدمت اللامذهبية في التاريخ الإسلامي الثقافي نفسها باعتبارها مشربا توّاقا للعهد الذهبي للإسلام، مع الرعيل الأول والسلف الصالح؛ لكن الحال انتهى بها إلى تفكيك قدر غير يسير من إجماعات الأمة، وإنتاج ما لا يستهان به من الارتباكات في مجال التدين عبر العالم الإسلامي. زادها مأساوية عدم الشعور بها وافتقاد أية مبادرة أو قابلية لتصحيحها.
كما تبرز الورقة أكبر الاختلالات الناجمة عن هذه المقاربة اللامذهبية وتكمن في القراءة المتجردة نهائيا من المعايير العلمية والمنهجية للشريعة والفقه وتاريخه ومفاهيمه الأساسية.
ويضاف إلى ذلك “اعتبار الجهود التي تنظر إلى الفقه، الذي هو الممارسة الوحيدة المعتمدة للشريعة منذ نشأتها إلى الآن، نظرة مبنية على الحقائق، وممكنة من نظم اللاحق من أضرب الكسب العلمي، بطريقة تكاملية، مع السابق منها”.
وسعت الرابطة المحمدية للعلماء من خلال هذا المشروع -حسب المصدر ذاته-، الإسهام في رد الأمور إلى نصابها، وفي توجيه الباحثين إلى أجيال جديدة من الأطاريح والأعمال العلمية عمادها “استرداد الوعي بالنسغ الأصيل في مضمار ممارسة الشريعة، حتى يمكن إعادة الاعتبار لصلة الناس بعلمائها، ومؤسساتها التي أنهكها التهميش بسبب ما سبق”.




