قراءات رمضانية 6 | “ماذا نريد من رمضان؟”

تتعدد الكتب التي ألفت عن شهر رمضان المبارك بتعدد المجالات والتخصصات وزوايا النظر. وتحاول كلها البحث في كنه هذا الشهر الذي خصه الله بمزايا تفوق خصائص الشهور الأخرى، إذ فيه نزل القرآن، وخلاله تضاعف الحسنات، وفيه ليلة خير من ألف شهر، هي ليلة القدر.

ومن تلك المؤلفات كتاب “ماذا نريد من رمضان؟” للكاتب مجدي الهلالي وهو داعية إسلامي وطبيب تحاليل طبية مصري مهتم بالتربية القرآنية للأفراد وله عشرات المؤلفات في الدعوة والتربية الإيمانية.

ويسعى الكتاب إلى تحسين الاستعداد لاستقبال رمضان الكريم ومعرفة ماذا نريد من هذا الضيف الكريم، والوسائل التي سنستخدمها، باعتباره من أهم المحطات التي تمر على المسلمين مرة واحدة كل عام.

شهر المغفرة

يشير الكاتب إلى أن دخول الجنة يحتاج بعد التعلق برحمة الله إلي كثير من المجهود نبذله في طاعة الله، داعيا إلى تخيل حجم الندم والحسرة التي تملأ قلوب الغافلين عندما يتعرضون للحساب الرهيب جزاء تقصيرهم في عبادة خالقهم، كما أن أغلى أماني أهل القبور أن يعودوا إلى الدنيا ولو للحظة: يسبحون الله فيها تسبيحة أو يسجدون له سجدة واحدة.

ودعا الكاتب إلى تشمير سواعدنا وهجر فراشنا وإيقاظ أهلنا ورفع راية الجهاد ضد أنفسنا وشهواتها ورغباتها، لإننا ما زلنا في الدنيا والفرصة سانحة أمامنا للتزود لما بعد الموت، وها هو شهر رمضان يدعونا لذلك.

أحوال الناس مع رمضان

يقول الهلالي “رمضان فرصة عظيمة لا تأتي إلا مرة واحدة في العام”، لكن هناك من الناس من يعتبر هذا الشهر عبئا ثقيلا عليه يتمنى زواله فلا يرى فيه إلا الحرمان، وهؤلاء دخل عليهم رمضان ثم خرج دون أن يترك فيهم أثر أو يحدث لهم ذكرا”، “ومنهم من استشعر قيمته فشمر سواعد الجد واجتهد غاية الاجتهاد في الإتيان بأكبر قدر من الطاعات فأكثر من ختم القرآن وأداء الصلوات والقربات دون الاهتمام بحضور القلب فيها”. ثم “صنف من الناس اعتبر رمضان فرصة نادرة لإحياء القلب وإيقاظه من رقدته وإشعال فتيل التقوى وجذوة الإيمان فيه”. 

واعتبر الكاتب أن الصنف الأخير هو الفائز الأكبر من رمضان لأنه أصلح من خلاله قلبه وانطلق به في طريق السائرين إلي الله، ويقسم وسائل الوصول إلى هذا الهدف إلى قسمين رئيسيين: قسم يصلح من خلاله العبد ما بينه وبين الله، وهو ما يمكن أن نطلق عليه الجانب الشعوري الوجداني. أما القسم الأخر فيختص بعلاقة الفرد بمجتمعه ويسمى الجانب السلوكي الاجتماعي.

مع الله

يؤكد الكاتب أن شهر رمضان يتيح للمسلم العديد من الوسائل التي من شأنها أن تحي قلبه، وتحسن صلته بربه، وهناك عشر وسائل تساهم في تحقيق الثمرة المرجوة من رمضان علينا أن نضع من خلالها برنامجاً لأنفسنا نسير عليه طيلة هذا الشهر المبارك، ولنجعل في يومنا ثوابت لا نحيد عنها.

ودعا الكاتب إلى تخصيص وقت ثابت للاعتكاف في المسجد، وتخصيص صندوق في البيت نضع فيه الصدقة اليومية، وتخصيص أوراد من الذكر المطلق، والاستفادة من أوقات استجابة الدعاء، وتحين الفرصة المناسبة للخلو بأنفسنا ومحاسبتها على ما مضى. 

مع الناس

يذهب الكاتب إلى أن مدار السعادة وقطب رحاها يدور علي أمرين: إخلاص العبادة لله، والإحسان إلي الخلق. وصور الإحسان كثيرة علينا أن نحرص على القيام بها وأن نستفيد من الأجواء التي يشيعها رمضان في التعود علي هذا السلوك.

ويذكر من ذلك: الإحسان إلي الزوجة والأولاد بالمتابعة المستمرة لهم، ووضع البرامج التي تنهض بهم، والذي يساعد على نجاح المهمة: الحرص علي الجلوس اليومي معهم في وقت يناسبهم.

 ويشير إلى أنه من صور الإحسان أيضا: صلة الرحم وإطعام الطعام ومداومة البذل والعطاء والسعي في قضاء حوائج الناس وإصلاح ذات بينهم ودعوتهم إلى الله.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى