في ذكرى ميلاده الشريف ﷺ
أولا – ميلاده الشريف ﷺ:
ولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب في مكة المكرمة وقت السحر من ليلة الإثنين 12 ربيع الأول سنة 53 قبل الهجرة (الموافق 4/21/ 571م) أي من قبل 1400 سنة.
وكان أبوه عبد الله أكثر أبناء جده عبد المطلب قربا منه، ومحبة إليه، فاختار له آمنة بنت وهب بن عبد مناف زوجة له، وكانت من أفضل بنات قريش نسبا وحسبا.
وبعد الزواج بفترة وجيزة خرج عبد الله في تجارة إلى بلاد الشام، ولكنه توفي وهو في طريق العودة عن خمس وعشرين سنة، ودفن في المدينة عند أخوال أبيه من بنى النجار، وعلى ذلك ولد محمد ﷺ يتيما. وفي هذه السنة حمى الله تعالى مكة المكرمة والكعبة المشرفة من هجمة أصحاب الفيل تكريما له وتشريفا لميلاده ﷺ.
وعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: “سئل رسول الله ﷺ عن صوم يوم الإثنين، فقال: ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت فيه أو أنزل علي فيه”.
ثانيا – من الابتلاءات التي تعرض لها ﷺ للتأكيد على أن الابتلاءات هي من سنن أصحاب الدعوات:
1- ولادته يتيما.
2- رضاعته في مضارب بني سعد، وعيشه عندهم إلى سن الخامسة.
3- عودته لأمه وصحبتها له لزيارة قبر أبيه في المدينة.
4- وفاة أمه في طريق العودة من المدينة، وعودته في صحبة خادمته إلى بيت جده عبد المطلب في مكة، والذي كفله بعد وفاة أبيه.
5- وفاة جده وهو في الثامنة من عمره وانتقال كفالته إلى عمه أبي طالب، واضطراره إلى رعي الغنم لأهل مكة على قراريط.
6- سفره مع عمه في تجارة إلى بلاد الشام وهو دون الثالثة عشر.
7- عزلته عن المشركين من قومه حتى بلغ سن الأربعين لانشغاله بعبادة فطرية.
8- عمله في تجارة السيدة خديجة، التي تزوجها وهو في الخامسة والعشرين من عمره، ثم وفاتها في عام الحزن، قبل الهجرة بعام واحد.
9- بعثته الشريفة وتكاليفها الثقيلة، بدءا بالدعوة السرية ثم الجهرية.
10- رفض مشركي قريش لدعوته ﷺ رغم وصفهم له بالصادق الأمين.
11- إضطراره ﷺ إلى الإذن لعدد من أصحابه بالهجرة إلى بلاد الحبشة على مرحلتين.
12- المبالغة في اضطهاد مشركي وكفار قريش للذين أسلموا معه ﷺ خاصة بعد إسلام عدد من الرموز البارزة فى المجتمع المكي، وأمن المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة في مهجرهم، بعد مؤامرة كفار مكة عليهم.
13- محاولة مشركي قريش قتله ﷺ، الأمر الذي دفع عمه أبا طالب إلى جمع كل من بني هاشم وبني المطلب لمناقشة إمكانية إدخال محمد ﷺ ومن آمن معه في شعب بني هاشم حماية لهم من القتل، فوافقوا على ذلك حمية. وردا على ذلك قرر مشركو قريش حصار الشعب، ومقاطعة المحاصرين فيه مقاطعة كاملة، حتى يسلموا محمدا ﷺ لهم لقتله، وكتبوا بذلك وثيقة علقوها بداخل الكعبة. إستمر هذا الحصار لثلاث سنوات، ثم فك بناءا على موقف كريم من زهير بن أبى أمية بعد أن أكلت الأرضة تلك الوثيقة، إلا ما كان قد كتب في مقدمتها وهو «باسمك اللهم».
14- وفاة عمه ابي طالب، ثم موت زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، مما شجع كفار قريش على زيادة اضطهادهم له ﷺ ولكل من آمن بدعوته الشريفة.
15- اللجوء إلى الطائف طلبا للنصرة من أهلها الذين ردوه ردا غير كريم، مما اضطره للعودة إلى مكة، والوقوف في طريق العودة عند بستان لابني ربيعة، والتوجه إلى الله تعالى في هذا الموقف الصعب بالدعاء التالي:
“اللَّهمَّ إليكَ أشكو ضَعفَ قوَّتي، وقلَّةَ حيلَتي، وَهَواني علَى النَّاسِ، يا أرحمُ الرَّاحمينَ، أنتَ ربُّ المستضعفينَ، وأنتَ ربِّي، إلى من تَكِلُني؟ إلى بعيدٍ يتجَهَّمُني أَمْ إلى عدُوٍّ ملَّكتَهُ أمري، إن لم يَكُن بِكَ غضبٌ عليَّ فلا أبالي، غيرَ أنَّ عافيتَكَ هيَ أوسعُ لي، أعوذُ بنورِ وجهِكَ الَّذي أشرَقت لهُ الظُّلماتُ، وصلُحَ علَيهِ أمرُ الدُّنيا والآخرةِ، أن يحلَّ عليَّ غضبُكَ، أو أن ينزلَ بي سخطُكَ، لَكَ العُتبى حتَّى تَرضى، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بِكَ”.
16- دخوله إلى مكة في جوار أحد مشركيها وهو المطعم بن عدي، ثم تآمرالمشركين على سجنه أو طرده أو قتله، فأمره الله تعالى بالهجرة إلى يثرب.
17- اضطراره إلى الدخول في قرابة الثلاثين غزوة والستين سرية وبعثا امتدت على مدى ثماني سنوات (من السنة الثانية للهجرة إلى السنة التاسعة منها)، ومواجهته خلال تلك السنين للعديد من الحروب النفسية والقتالية، والمؤامرات والدسائس والحصارالإقتصادي والإجتماعي، والخيانات ونقض العهود والمواثيق، حتى أكرمه الله تعالى بفتح مكة المكرمة في السنة العاشرة من الهجرة.
18- ابتلاؤه بوفاة جميع أبنائه وبناته في حياته، باستثناء السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها.
د. زغلول النجار