فدرالية إسلامية تستنكر الاعتداءات ضد مهاجرين مغاربة في أحداث مورسيا

استنكرت الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية بشدة الأحداث الخطيرة التي شهدتها مدينة توري باتشيكو (مورسيا)، والمتمثلة في اعتداءات عنصرية وعمليات حرق استهدفت مسجدا في كتالونيا، معبرة عن قلقها العميق إزاء تصاعد موجات الكراهية والتطرف.
وشهدت بلدة توري باتشيكو التابعة لإقليم مورسيا الإسباني في الأيام الأخيرة أحداث عنف خطيرة طالت مهاجرين مغاربة، في مشهد أثار جدلا واسعا حول الخلفيات الممكنة لهذه الاعتداءات العنصرية التي وإن بدت أنها ذات أسباب محلية، إلا أنها في العمق تعكس خطابا سياسيا وإعلاميا مشحونا تجاه المغرب والمغاربة بدأ يتعاظم داخل المجتمع الإسباني منذ سنوات.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين جماعات يمينية متطرفة وسكان محليين ومهاجرين من شمال أفريقيا في بلدة في جنوب شرق إسبانيا في وقت متأخر من مساء السبت الماضي في أعقاب هجوم مجهولين على مسن الأسبوع الماضي.
وأكدت الفيدرالية، في بيان لها صدر أمس الأحد 13 يوليوز 2025، أن مثل هذه الأفعال الشنيعة التي تقف وراءها مجموعات من اليمين المتطرف لا تهدد فقط السلم الاجتماعي، بل تمثل أيضا اعتداء صارخا على القيم الأساسية لمجتمع ديمقراطي يقوم على التعدد والاحترام المتبادل.
ودعت الهيئة الإسلامية إلى التهدئة، والاحترام المتبادل، وحماية دور العبادة والمعالم الدينية التي تشكل جزءًا هامًا من النسيج الروحي والاجتماعي لآلاف المواطنين، مسلمة كانت أو غير مسلمة.
كما شددت الفيدرالية على ضرورة تحرك السلطات المختصة بشكل فوري لتوضيح ملابسات هذه الحوادث، واتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بحماية المجتمعات المستهدفة ومنع أي تصعيد يهدد السلم الأهلي.
وفي ختام بيانها، جددت الفيدرالية التزامها بـالحوار المشترك، والتعايش، والاحترام بين الثقافات والأديان، ورفضها القاطع لكل أشكال الكراهية والتطرف، داعية إلى عدم السماح للخوف بأن يغذي خطابات الحقد ويزرع الفرقة.
وتحدثت وسائل الإعلام الدولية والإسبانية عن كون التيار اليميني المتطرف استغل حادث الاعتداء على الرجل المسن لربط الهجرة بالجريمة. ووفق مصادر إعلامية، فإن تهديدات موجهة لعائلات مغربية تقيم بتوري باتشيكو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام.
وأفادت المصادر نفسها أن عددا من المشتبه بانتمائهم لليمين المتطرف تجمعوا في البلدة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 40 ألفا، لمهاجمة مهاجرين يقيمون بتوري باتشيكو.
وتُشكل الجالية المهاجرة حوالي 30% من سكان توري باتشيكو، أي ضعف المعدل الوطني للمهاجرين في إسبانيا، مما يزيد من حساسية الوضع الأمني والاجتماعي في المنطقة، في ظل التوترات المتفاقمة وخطاب الكراهية المتنامي على منصات التواصل الاجتماعي.