عن الوقت أحكي ولا أفتي – عبد الحق لمهى
من نافلة القول التأكيد على مسألة الوقت بمجموعة من الإشارات ومن ذلك:
الوقت أمر ذو أهمية كبرى في الحياة حتى إنه قيل الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
في أعمال الناس اليومية المعتادة يحضر بقوة أمر الوقت، ذلك أن تجد مثلا الإشارة إلى وجوب احترام أوقات العمل في مختلف المرافق الإدارية وغيرها.
عندما ننظرفي مختلف الأنشطة الاقتصادية يعد الوقت أمرا غاية في الأهمية لما له من أثر إيجابي على الإنتاج الاقتصادي وتحقيق الربح الأكثر.
إن أبسط الأنشطة الاجتماعية التي تقام في المجتمع، يعلن فيها عن الوقت المحدد لإنجازها.
تلك بعض صور العناية بالوقت في كل مجالات الحياة المختلفة، لكن ما أود التأكيد عنه أن الإسلام أولى عناية خاصة بأمر الوقت من خلال مجموعة من الأدلة، أقف منها على مسألة واحدة مؤكدِّة على أهمية هذا الأمر.
بالرجوع إلى تشريع الحج في الإسلام، وتحديدا ما يتعلق بأركانه، فقد جعل الشرع الوقوف بعرفة أحد الأركان التي لا يتم الحج إلا بها، وليس المجال مجال تفصيل الجانب الفقهي في هذا الركن، ولكن المهم في تناوله هو معرفة مكانة الوقت في الإسلام، فيوم التاسع من ذي الحجة عنوان على الوقت واحترامه من قبل الحاج، وقد عرض أحد أهل العلم وهو الدكتور فريد الأنصاري، وتناول هذا الركن حيث اعتبر أن المقصود المعتبر في ركن عرفة هو قيمة الوقت وليس المقصود هو ذات المكان عرفة، وإن كان مقصودا من الوقوف كذلك.
إن إبطال الحج لمن ترك الوقوف يوم عرفة عنوان كبير على تقدير الإسلام الكبير لمسألة الوقت.
ولعل الناظر في حكم الإسلام في حق من ترك عرفة قد يبدو له العسر في أحكام الشريعة الإسلامية، ويمكن أن يطرح سؤالا وهو لماذا هذه القسوة الظاهرة في هذا الحكم؟ أليس في الإسلام ما يمكن للحاج فعله حتى يتفادى بطلان حجه، كما هو الحال من جبر واجبات الحج بأحكام شرعية أخرى يقوم بها الحاج، فلا يحكم على حجه عندها بالبطلان؟ وغيرها من الأسئلة التي يمكن أن ترد من هذا أو ذاك هنا وهناك. – هل الشرع قاس إلى هذه الدرجة ؟ وهل وضعَ الشرع حيلة أو حكما آخر يحمي المكلف (الحاج) من حالة بطلان الحج تلك؟
لقد بدا واضحا من خلال الوقوف على ركن عرفة في الحج وما تضمنه من مقاصد أن الإسلام دين يجعل من الوقت أحد مواضيعه الأساسية.