شعباني: منظومة القيم ضرورية لتماسك المجتمع وفاعلة في بناءه واستقراره
أكد الدكتور علي شعباني أن المجتمع المغربي لم يكن لينتظر جائحة كورونا ليفعل منظمة القيم من أجل بناء المجتمع والدفاع عن مقوماته الثقافية والحضارية والدينية والحفاظ على استقراره وكرامة مواطنيه، فهو منذ 12 قرنا متماسك ومتضامن بفضل منظومة القيم السائدة فيه وهي التي تحافظ على لحمته وعلى هذا التماسك الذي ننعم به إلى الآن.
وأضاف الباحث في علوم الاجتماع في مداخلة بعنوان ” أهمية منظومة القيم في البناء الاجتماعي المغربي”، خلال الندوة العلمية التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح، في موضوع :”أهمية القيم والثقافة في تجاوز تداعيات جائحة كورونا حاضرا ومستقبلا”، الجمعة 10 يوليوز 2020، أن منظومة القيم كانت مقتصرة على الجوانب الدينية والأخلاقية والفلسفية لكن بدأت فيما بعد مع تطورات المجتمع بما فيها المجتمع المغربي، تنفتح على أبعاد أخرى كحقول جديدة يعتمد عليها المجتمع في ربط علاقات وتمتين الصلات داخل المجتمعات، حيث تأثر المجتمع المغربي بالتغيرات المحيطة بالفرد والمجتمع مما كان لمنظومة القيم الدور الكبير في تصحيح وتقويم هذه الاتجاهات والتحولات خاصة وأننا نتحدث عن تفاعل وتلاقح بين المجتمعات دون أن نتغافل عما تلعبه التكنولوجيا الحديثة من ادوار وتأثيرات عميقة على قناعات وتوجهات وأفكار ومبادئ الأفراد والجماعات في المجتمعات الحديثة.
وأوضح المحاضر أن جائحة كورونا عملت على تحريك الشخصية المغربية المشبعة بقيم التضامن والتكافل الاجتماعي والمساعدة وتقديم الدعم لمن هم في حاجة إليه وخاصة من من كانوا في واجهة الأزمة من أطباء وممرضين وأعوان السلطة وعمال النظافة وغيرهم حيث كشفوا عن روح التضحية والشجاعة لمواجهة هذا الخطر، حيث كلما وقعت كوارث وجوائح نجد الإنسان المغربي يتسابق لتقديم المساعدة والدعم للمتضررين والمنكوبين والأمثلة كثيرة وعديدة، مشيرا إلى أن هذا الحس التضامني لا يوجد عند كل الفئات ويتفاوت من شخص لآخر بسبب عدم اقتناعهم بمجموعة من القيم، وهذه التغيرات تتغير باستعدادهم حيث تقوى عند البعض وتضعف عند الآخرين حسب قدراتهم المعرفية وتوجهاتهم الفكرية.
وختم المحاضر كلمته بالتأكيد على أن منظومة القيم هي التالي تعطي للإنسان هذه القوة وهذه الشجاعة وهذه الحكمة في مواجهة الأزمات من أجل استقرار واستمرار المجتمع السليم، وهكذا تبق منظومة القيم ضرورية لتماسك المجتمع وفاعلة في بناءه واستقراره لأن مجتمعا بلا قيم هو مجتمع بلا روح.
الإصلاح
