سلسلة قراء مغاربة 2| إلياس المهياوي فيزيائي يجذب جوائز أفريقيا وآسيا

منارات قرآنية تصدح بأصواتهم المساجد والمنتديات، ولترتيلهم تهفو القلوب، وتبتهج الأفئدة، وتشنف الأسماع، وفي كل مساراتهم تُرسم مشهديات النبوغ المغربي؛ فكأنهم أوتوا مزمارا من مزامير داود عليه السلام.
تتلألأ بهم مسابقات حفظ القرآن الكريم وتجويده في أصقاع العالم، فبحضورهم تكتمل المناسبات، وتحتدم المنافسات، وتشتد التحديات، وتلك من خصالهم المشهود لهم بها منذ القدم، وتحكي عنها المنافسات في الوقت الحاضر.
إنهم قراء المملكة المغربية؛ الذين ما تباروا في منافسة إلا سطروا فيها كبرى الأساطير، يبزون أقرانهم فيظفرونهم بقوة الحفظ، وعذب الترتيل، وحصافة العقل، بهم ترتفع الإيقاعات وتتفتق المواهب الرامية إلى الصدح بكتاب الله المجيد.
أولئك أبناء اللوح والقلم، لمثلهم تنظم الأعراس القرآنية، ويطاف بهم فوق سروج الخيول في المدن والمداشر إعلاء لمكانتهم كاهل الله وخاصته. نقدمهم لكم في سلسلة تعريف بقراء مغاربة:
هو ابن وجدة العامرة، تقلب في كتاتيبها وعمره لا يتعدى 12 عاما طلبا لتحمل أمانة وشرف حفظ كلام الله المجيد، فأظهر مواهبة في الحفظ والاستيعاب، بالموازاة مع دراسته في التعليم العمومي، ومن جميل الأقدار التي يرويها حفظ القرآن على ظهر قلب يوم حصل على شهادة الباكلوريا في سن 18 عاما.
ست سنوات من الجد والمثابرة كان كفيلة أن تحول إلياس المهياوي إلى منارة من منارات المملكة المغربية التي تتلألأ بها المساجد وتبتهج لسماعها المنتديات واللقاءات، ويتقاسم تلاوته جمع كبير من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي منصات لا مندوحة لأحد من تركها.
الوافد من تخصص العلوم الفيزيائية، تدرج في سلم المسابقات، فبدأ بالوطنية ليحصل على المركز الثاني في فرع حفظ خمسة أحزاب مع التجويد ضمن جائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره سنة 2017، فأهله ذلك في طرق باب المنافسات العالمية.
فكانت له المرتبة الثانية مسابقة القارئ العالمي بالبحرين عام 2018، ليتجه بعد شهر واحد إلى تركيا حيث حصل على المركز الثاني في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وحسن تلاوته، وفي عام 2019، ظفر بالمرتبة الثالثة في “الاحتفال الماليزي الدولي بتلاوة القرآن الكريم وحفظه” بماليزيا.
المهياوي سجل أقوى درجاته في سلم المسابقات حين احتل المركز الأول عالميا في مسابقة لحفظ القرآن الكريم وتجويده بإثيوبيا سنة 2022، بعدها بسنتين ظفر بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بتنزانيا 24 مارس 2024.
هو إذن مسار حافل بالانجازات صنع تألق موهبة من مواهب المغرب في حفظ وترتيل القرآن الكريم، في الموازاة مع الارتقاء في المسار الدراسي، حيث حصل المهياوي على ماستر في الدراسات الإسلامية.
موقع الإصلاح