رسائل ذكرى غالية – سعيدة كشاني
في كل رمضان نكون على موعد مع ذكرى غالية على قلوب المسلمين جميعا، إنها ذكرى غزوة بدر الكبرى .
ذكرى تجدد الأمل في القلوب وتقوي العزائم بما تحمله من دروس الصبر والثبات عند تأزم الموقف، وبما تحتويه من فصول الجهاد لإعلاء كلمة الله وبذل النفس والنفيس لإحقاق الحق وإبطال الباطل. قال تعالى : “ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون” سورة آل عمران 12.
نقف أمام بدر لنستلهم العظات والعبر، ولعل من أعظمها أن الإسلام كلمة الله الباقية ورسالته الخالدة باقية ما بقي الزمان وتعاقب المكان. هذا الإسلام الذي كتب الله العزة لمن والاه، وكتب الذلة والصغار على من عاداه، كلمة باقية ورسالة خالدة .
أخذنا من بدر أن الصبر مفتاح الفرج، وأن مع العسر يسرا، قال تعالى: “بلى إن تصبروا وتتقوا وياتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين” سورة آل عمران :125.
ووقفنا أمام غزوة بدر فوجدنا أن التقوى سبيل النصر للمؤمنين وطريق الفلاح للمفلحين :”بلى إن تصبروا وتتقوا”، بالصبر والتقوى تنزلت الملائكة نصرة لجند الإيمان، فمن صبر واتقى جعل له ربه من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا .
وتأملنا غزوة بدر الكبرى، فعلمنا أن من أسباب النصر العظيمة تآلف القلوب وتراحمها، لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلة من العدد والعدة، و لكن كانت بينهم المحبة والصفاء والمودة .لقد كانوا متراحمين متعاطفين متناصرين متآزرين.
استلهمنا منها مواقف المحبة والرضا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدناهم تحت رايته لا يقولون غير قوله، لا يتقدمون عليه ولا يؤخرون أمرا أمر بإمضائه صلوات الله وسلامه عليه، سمعوا وأطاعوا، سلام عليهم يوم قال قائلهم :”يا رسول الله امض لما أمرك الله، وصل حبال من أردت، واقطع حبال من شئت، فإنا سلم لمن سالمت، وحرب لمن حاربت، وخذ من أموالنا ما شئت و الله ما أخذت منها أحب إلينا مما تركت .إنهم بحق “رجال صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه” سورة الأحزاب :23.
علمتنا بدر أن الله مع أوليائه يحفظهم ويحرسهم ويحوطهم برعايته، و ينصر جنده، و ييسر أمورهم، ويذلل العقبات لهم متى ساروا على منهج الحق علما وعملا واعتقادا. قال تعالى :”يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم” سورة محمد :7.