دراسة تكشف ارتكان الصحافة المغربية لنفس السرديات بشأن الهجرة

كشفت دراسة حول “تغطية الصحافة المغربية للهجرات الأجنبية” عن ترديد وسائل الإعلام لنفس السرديات حول الهجرة، حيث يكون هناك دائما ميل لوسائل الإعلام إلى تكرار نفس الروايات دون تقديم تحليل معمق أو رؤية جديدة حول القضايا المتعلقة بالهجرة الأجنبية.
وأكدت دراسة أعدها محمد كريم بوخصاص، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، أن التغطية الإعلامية لقضايا الهجرة غالبا ما يحدث خارج أوقات الذروة وليس خلال الأحداث الفعلية.
ورأى الباحث أن ذلك يدل على أن مواضيع الهجرة لا تصنع الحدث الإعلامي بشكل مستمر، بل يتم التعامل معها وفقا للمناسبات، وهو ما يدل على أن التغطيـة تتخذ طابعا مناسباتيا وتفتقر إلى المتابعة المستمرة.
وسجلت الدراسة أن التغطية الإعلامية للهجرة تتم في الغالب بنبرة محايدة، وتتركز على النطاق الوطني بشكل أساسي، وتعتمد بشكل كبير على المصادر الرسمية، بينما يأتي المهاجرون أنفسهم في ذيل قائمة المتحدثين، ما يعكس تجاهلا لأصواتهم وتجاربهم.
لاحظت الدراسة أن حضور المرأة المهاجرة في الإعلام يكاد يكون منعدما، ونفس الأمر ينطبق على الفئات الضعيفة الأخرى مثل القاصرين غير المرفقين بوالديهم، والأشخاص ذوي الإعاقة، والاقليات العرقية والدينية، وضحايا العنف.
ورأت الدراسة أن معالجة قضايا الهجرة الأجنبية تتم غالبا على شكل مواد إخبارية قصيرة مثل التقارير أو الأخبار المختصرة والموضحة مما يبرز حرص الإعلام المغربي على التركيز على نقل الأخبار بشكل سريع ومحايد.
ونبهت الدراسة إلى أن المعالجة العميقة التي تعتمد على أنسنة الموضوع أو الاستقصاء أو الاستطلاع تبقى ضعيفة جدا، ولا تتبناها سوى مؤسسات إعلامية محددة وبنطاق ضيق جدا.