أخبار الحركةأنشطة جهة الوسطالدعوةالرئيسية-

حركة التوحيد والإصلاح بإقليم الفداء تنظم الدورة الإيمانية الأولى

نظمت حركة التوحيد والإصلاح بإقليم الفداء الحي المحمدي الدورة الإيمانية الأولى، برسم الموسم الدعوي الأخير من المرحلة 2022/2026 تحت شعار قول الله تعالى: “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”، وذلك يوم السبت 08 نونبر 2025 بمقر الحركة.

وافتتحت الدورة الإيمانية الأولى بالقرآن الكريم وكلمة ترحيبية من مسؤول الحركة الأخ محمد فكار بفرع مرس السلطان، علاوة على كلمة توجيهية ألقاها الأستاذ عبد المجيد بن ياسين تضمنت وقفات تدبرية للآية شعار الدورة “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”.

واوضح بن ياسين أن هذه الآية من أمهات قواعد القرآن الكريم ولها نظيرات كثيرة في القرآن من مثل قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، مؤكدا أن المسلم ينبغي أن يحسن في أعماله وسلوكه وفي كل شيء حتى يلقى الله، وأن مثل هذه الحملات التربوية ينبغي أن تبدأ لكي تستمر.

وذكّر المتحدث أن الإحسان يجلب محبة الله واستمرار الهداية واستجابة الدعاء ومعية الله، وأن الإحسان له ثمرات منها:

  • أن الله ينجي المحسنين من كيد الأعداء كما وقع مع سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي نجاه الله من النار وكذلك سيدنا يوسف الذي نجاه من كيد إخوته والنسوة.
  • رغد العيش وزيادة الرزق للمحسن.
  • الإحسان يزرع المودة في قلوب الخلق.

وألقى لأستاذ المكي قصدي نائب مسؤول الحركة بالإقليم درسا تربويا تحت عنوان: “الإحسان والإتقان وأثرهما في عمل الحركة”، استهله بالتأكيد على أن الإحسان له قيمة عليا في دين الله، بدليل أن كلمة إحسان بمشتقاتها تكررت في القرآن الكريم أكثر من مائة مرة.

وذكر أن معنى أن يحسن المسلم عمله أي أن يجوده ويتابعه حتى يرقى إلى أعلى درجات الإتقان استجابة لأمر الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)، ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المعروف بحديث جبريل: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

وأضاف قصدي أن الدعوة هي من أهم المجالات التي يجب على الدعاة أن يحسنوا في عرضها على الناس ويبدعوا فيها لأن هذا الجهد الذي يبذل في الإحسان يعطي مصداقية للدعاة قال تعالى: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”، “فالتاجر الشاطر يجتهد ويجهد نفسه في الإحسان في عرض سلعته حتى يكون الربح وفيرا، فما بالك بالتجارة مع الله: تجارة الآخرة التي تتعلق بإنقاذ الخلق من عذاب الله فهي أولى بالإحسان والإتقان”.

هذا وقد عرج المحاضر على قصة سيدنا يوسف عليه السلام الذي عرف بين الناس قبل توليه خزائن مصر وبعدها بالإحسان (إنا نراك من المحسنين) كيف ذلك؟ قالوا أن عليه السلام كان إذا مرض أحدهم في السجن قام عليه، وإذا ضاق عليه المكان وسع له، وإذا احتاج أحد سأل وجمع له، وكذلك لما صار عزيز مصر ما غاب عنه الإحسان فقال له إخوته وهم لم يعرفوه بعد:( إنا نراك من المحسنين).

وأشار المتحدث إلى أن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان إمام المحسنين قبل البعثة وبعدها، فقد قالت له أمنا خديجة عندما حدثها بنزول الوحي وهو يرتجف: (كلا والله ما يخزيك الله أبدًا ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ).

كما كان صلى الله عليه وسلم محسنا في عبادته وسلوكه ودعوته وتبليغه، يقول محمد قطب: “كانت شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم المحرك الأول للإسلام، وشخصيته صلى الله عليه وسلم تملك قوى الجذب والتأثير على الآخرين، فقد صنعه الله على عينه، وجعله أكمل صورة لبشر في تاريخ الأرض, والعظمة دائما تُحب، وتحاط من الناس بالإعجاب، ويلتف حولها المعجبون”.

وقد كان صلى الله عليه وسلم -يضيف المتحدث- يقول لأصحابه: (لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر).

ونبه قصدي أن الإحسان في القول مأمور به شرعا لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾، فالقول السديد هو الإحسان في الكلام وانتقاء الألفاظ واختيار أحسن القول (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)، وان اللسان ترجمان القلب وأنه يغرف مما فيه.

ولم يفوت المحاضر الفرصة ليقف على دروس طوفان الأقصى وقال “إن الإحسان كان وراء هذا الفتح الكبير الذي نرى ونحصي ثمراته ولا يزال على جميع الأصعدة وفي كل بقاع العالم”.

هذا، وتلت هذه الكلمة مداخلات وتعقيبات أغنت المحاضرة، وختمت الدورة بالصلاة مع دعاء القنوت لأهلنا في غزة والضفة وسائر فلسطين ولرفع البلاء والفتنة عن أهل السودان، وأن يحفظ بلدنا وسائر بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

أبو صفوان 

أخبار / مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى