تقرير دولي يحذر من تقهقر حرية الصحافة بالعالم لأدنى مستوى منذ 50 عاما

سجلت حرية الصحافة في العالم تراجعا محسوسا خلال السنوات الخمس الأخيرة، إذ تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ 50 عاما وفق تقرير نشره أمس الخميس مركز الدراسات “إنترناشونال أيديا”.
وتشمل هذه الظاهرة التي وصفها التقرير المرجعي حول الديمقراطية بـ”الخطرة جدا” على الخصوص 43 دولة منها 30 في أفريقيا وأوروبا. كشف فيها تقهقر حرية الصحافة بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة في العالم، مسجلة أدنى مستوى لها منذ 50 عاما.
- العمل السياسي بين المصالح والمفاسد – نورالدين قربال9 سبتمبر، 2025
وصنف التقرير أداء المغرب في مستوى متوسط في ثلاث فئات من إطار حالة الديمقراطية العالمية (المشاركة والتمثيل والحقوق)، وفي مستوى منخفض في سيادة القانون. وهو من بين أدنى 25% من دول العالم في مجال الديمقراطية المحلية وحرية الدين والمشاركة الانتخابية.
ويستحضر التقرير تميز اقتصاد المغرب بتنوعه، حيث يضم صناعات تعدينية وتصنيعية قوية، بما في ذلك قطاعات الفوسفات والنسيج والسيارات. لكن في المقابل أثرت الكوارث الطبيعية، كالجفاف والزلازل، سلبا على الزراعة والسياحة. كما أدى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب إلى هجرة أعداد كبيرة من الشباب إلى أوروبا، مما أدى إلى تحويلات مالية كبيرة من المغتربين.
ويشير التقرير أنه من منظور مستقبلي، ستكون الحقوق مجالا مهما يستحق المتابعة، لا سيما الحريات المدنية، مع استمرار الدولة في فرض الرقابة على حرية التعبير وتقييد الحق في حرية تكوين الجمعيات والتجمع.
ووصف معدو التقرير وضع الديمقراطية الراهن بالمقلق، خاصة أن 54 بالمئة من دول العالم سجلت بين العامين 2019 و2024، تراجعا في المؤشرات الخمسة الرئيسية للديمقراطية، وبالتالي وجود تراجع خطر جدا في حرية الصحافة في العالم.
وعرفت حرية الصحافة ما بين عامي 2019 و2024 أكبر تراجع خلال السنوات الخمسين الأخيرة. وتراجعت حرية الصحافة في 43 دولة موزعة على كل القارات، من بينها 15 في أفريقيا و15 في أوروبا.
وسجلت أفغانستان وبوركينا فاسو وبورما التي تحتل أساسا مراكز متدنية، أكبر تراجع على هذا الصعيد. فيما سُجل رابع أكبر تراجع في كوريا الجنوبية وفق نفس التقرير، الذي أشار أيضا إلى “كثرة المحاكمات بتهم التشهير التي ترفعها الحكومة وحلفاؤها السياسيون على صحافيين ومداهمة منازل صحافيين”.
وفيما لم يشمل التقرير التداعيات الأولى لولاية دونالد ترامب الثانية، لكن “بعض الأمور التي شهدناها خلال الانتخابات في نهاية السنة الماضية وخلال الأشهر الأولى من 2025 مقلقة”، و“ما يحصل في الولايات المتحدة يميل إلى الانتشار عادة على الصعيد العالمي وهذا لا يبشر بالخير للديمقراطية في العالم”.