بونعمان: “طوفان الأقصى” يحتاج لطوفان من الأفكار المبدعة لإكمال مساره
أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس بفاس سلمان بونعمان أن “طوفان الأقصى” يحتاج إلى طوفان من الأفكار المبدعة والاجتهاد للخروج من التخلف لإكمال مساره، قائلا “لو لا وجود جهاز علمي لما نجحت المقاومة في عملية طوفان الأقصى”.
وقال رئيس مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات في محاضرة علمية حول “مصطلحات مفاهيم أساسية في القضية الفلسطينية”، نظمتها أكاديمية باب المغاربة تحت شعار “الوعي سبيل التحرير” يوم الأحد 31 دجنبر 2023 إن “الصراع مع المشروع الصهيوني يحتاج إلى إسناد معرفي”، وذلك خلال تأطيره
واعتبر المتحدث أن عملية “طوفان الأقصى” عملا إبداعيا تفوقت به المقاومة الفلسطينية على عقل الاحتلال تمت مواجهته بسيل من التهم والتشويه والتسميم الفكري منذ بدايتها الأولى، حيث روج الاحتلال لسرديات منها حرق الأطفال واغتصاب النساء وربط المقاومة بـ”داعش” الإرهابية.
وشدد بونعمان على ضرورة بناء أمة قارئة للفوز بمعركة الرمز واللغة والمعرفة، مضيفا أن عدم الإدمان على القراءة يجعل الشخص محمولا بالقضية وليس حاملا لها، مشيرا إلى أن الوعية بالقضية يمنح للشخص القدرة على الدافع عنها والوعي بالاستراتيجيات والتوازنات الدولية، وامتلاك الحجج والقدرة على القناع.
وانتقد الأستاذ الجامعي الخلل المفاهيمي الذي يقع فيه الكثير من المثقفين، موضحا أن المشاريع الاستعمارية تختلف باختلاف الرؤية المؤطرة لها، وأن الاستعمار الإمبريالي الذي وقع في المغرب وليبيا ودول عربية يختلف عن الاستعمار الإحلالي الذي وقع في جنوب إفريقيا وأمريكا وكندا ونيوزيلندا الجزائر وفلسطين.
وأضاف أن الاستيطان جزء أساسي في المشروع الاستيطاني، منبها إلى اشتعال معركة مصطلحية في الموازاة مع المعركة ميدانية، منبها إلى أن الاحتلال الثقافي لا يقل خطورة عن الاحتلال العسكري، وإن كانت الحرب العلمية هي أقل ضجيجا من العسكرية باعتبار أنها معركة صامتة وممتدة تاريخيا.
وضرب بونعمان مثالا للحرب العلمية، التي تفطن لها المفكر المسيري عند عودته إلى الموسوعات الأجنبية ، حيث وجد أن كُتَّابها عرفوا مصطلح الصهيونية بـ”عودة اليهود إلى أرض الأجداد”، معتبرا ذلك بمثابة “صهينة” للمعرفة بحيث يلغي هذا التعريف شعبا ويحرف حقائق تاريخية منها النكبة وغيرها.
وحذر المتحدث من أن الصراع على المفهوم يحمل شكلا من أشكال الصراع على المعرفة، موضحا أن الصهاينة أحسوا بمعركة الوعي ما دفعهم إلى تهديد المفكر عبد الوهاب المسيري رحمه أكثر من مرة بالقتل في حال نشره لموسوعته الشهيرة.
ودعا الأكاديمي إلى الانتقال من الأعمال العاطفية إلى الأعمال المؤسسة، و أن جيل “زيد” حتى في الغرب تشكل عنده وعي نتيجة الحرية التي منحتها وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، وهو ما غير رأيه من السرديات التي كان يروج لها الاحتلال.
يذكر أن المبادرة المغربية للدعم والنصرة و”أكاديمية باب المغاربة” أطلقت مساء يوم السبت 30 دجنبر 2023 الفوج الأول من برنامج تكوين الأطر في القضية الفلسطينية بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط.
موقع الإصلاح