برلمانيون يطالبون بفتح مكتبات عامة جهوية تشجيعا للقراءة
يُعد توفير الكتب والمؤلفات العلمية من أهم وسائل تشجيع القراءة والمطالعة. ولأجل ذلك طالب مجموعة من البرلمانيين بضرورة فتح مكتبات عمومية كبرى بالجهات من أجل بناء مجتمع المعرفة وتوفير الكتاب للباحثين ولعموم المواطنين.
ويسجل المجلس الأعلى للحسابات في تقريره السنوي برسم سنة 2021، أن المغرب لا يتوفر سوى على 0.46 مكتبة فقط لكل 50 ألف مغربي إلى حدود سنة 2021، أي حوالي مكتبة واحدة لكل 100 ألف نسمة.
وطالب البرلماني حسن اومريبط وزير الشباب والثقافة والتواصل بضرورة إحداث مكتبة عمومية كبرى بتراب جهة سوس-ماسة، قائلا إن “يكابد عموم المهتمين بقطاع الكتاب والثقافة بالجهة صعوبات كثيرة في الحصول على المراجع والكتب الضرورية لتتبع جديد الإصدارات وإنجاز بحوثهم في أحسن الظروف.
وأوضح عضو مجلس النواب في سؤال كتابي، أن استمرار افتقار تراب جهة سوس-ماسة والعديد من الجهات الأخرى لخزانات عمومية كبرى، يحد من بناء مجتمع العلم والمعرفة ويكرس اللامساواة المجالية في الولوج إلى المعرفة وهو ما يستدعي خلق خزانات عمومية جهوية متوفرة على أمهات المصادر.
تشجيع القراءة
ودعت فاتن الغالي وزير الشباب والثقافة والتواصل إنشاء مكتبة عمومية بمدينة الناظور، مشددة على الدور التثقيفي الذي تلعبه المكتبات العمومية في صفوف مختلف شرائح المجتمع، والذي لا يقل أهمية عن دور المدرسة ودور الشباب، للمساهمة في التربية على القراءة وتشجيع البحث العلمي بالنسبة للطلبة والباحثين.
ونبهت عضوة مجلس النواب إلى أن ما يتكبده الباحثون عناء السفر إلى الرباط والدار البيضاء من أجل البحث العلمي، مشددة على ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات من أجل إنشاء مكتبة عمومية بمدينة الناظور.
شح المراجع
وسردت البرلمانية ثورية عفيف معاناة مماثلة للطلبة المجازين من مدينة خريبكة، خاصة الذين يتابعون دراستهم الجامعية في سلكي الماستر والدكتوراه من عدم وفرة المراجع الورقية التي تهم تخصصاتهم في مختلف المجالات، موضحة أن هذا الأمر يقف عائقا أمام الإعداد الجيد لدراستهم وبحوثهم.
وطالبت عفيف وزير الشباب والثقافة ببيان الإجراءات والتدابير التي سيقوم بها من أجل إحداث أجل إحداث مكتبة متخصصة تستجيب للحاجيات العلمية والتكوينية للطلبة، مقترحة عقد الوزارة شراكة مع مختلف المتدخلين من قبيل الجامعة وبعض مجالس الجماعات الترابية.
مكتبة وطنية بجديدة
وذهب البرلماني الحسن بنلفقيه بعيدا باقتراح إحداث مكتبة وطنية بمدينة الدارالبيضاء، مذكرا وزير الشباب والثقافة والتواصل بما جاء في البرنامج الحكومي من تحسين الولوج للثقافة المغربية وتعزيز الإشعاع الثقافي، من خلال تقريب الخدمات والفضاءات الثقافية من المواطن المغربي بمختلف الجهات.
وساءل عضو مجلس النواب المسؤول الحكومي عن التدابير المزمع اتخاذها قصد بناء مكتبة وطنية على غرار المتواجدة بمدينة الرباط، بمواصفات وجودة عالية، مشددا على كون الثقافة رهان استراتيجي يهم البناء المعرفي والهوياتي للمجتمع في وحدته وتنوعه في حاضره ومستقبله.
مؤشرات القراءة
ويشير تقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بعنوان “النهوض بالقراءة ضرورة ملحة”، إلى أن 38 في المائة فقط من التلاميذ المغاربة يتوفرون على بعض مصادر القراءة في بيوتهم، مقابل 61 في المائة لا يتوفرون على هذه المصادر القرائية.
ويتحدث التقرير عن وجود 609 مكتبات عمومية في المغرب، تم إنشاء أغلبها بشراكة مع الجماعات والجمعيات، مضيفا أن هذه المكتبات توفر ما مجموعه 1.55 مليون عنوان، وطاقة استيعابية تصل إلى 12.200 مقعد لـ109 آلاف منخرط.
ويخلص التقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى أن “المغاربة لا يقرؤون أو إنهم على الأقل لا يقرؤون كثيرا، كما أن عادات القراءة داخل الأسرة نادرة”، ويقترح مجموعة من التوصيات لتشجيع على القراءة وبناء مجتمع المعرفة.
موقع الإصلاح