اليونسكو تحيي اليوم الدولي لمحو الأمية بشعار “تعزيز محو الأمية في العصر الرقمي”

يحيي العالم يومه الإثنين 08 شتنبر 2025 اليوم الدولي لمحو الأمية تحت شعار “تعزيز محو الأمية في العصر الرقمي”، وتتمثل الغاية من هذا اليوم في النهوض بخطة محو الأمية، وكذا تذكير واضعي السياسات والأخصائيين للمضي قدما نحو مجتمعات مستدامة وأكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة.
وتَعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو“، أن القدرة على القراءة والكتابة حق أساسي من حقوق الإنسان للجميع، وهي تُتيح الفرصة أمام إعمال حقوق الإنسان الأخرى، والتنعم بحريات أكبر والانخراط بالمواطنة العالمية.
وترتكز الشعوب على محو الأمية لإثراء معارفها واكتساب مهارات أوسع نطاقا، وقيم أعظم أثرا ومواقف وسلوكيات أعم وأشمل من أجل ترسيخ ثقافة سلام دائم؛ يسودها احترام المساواة وعدم التمييز وسيادة القانون والتضامن والعدالة والتنوع والتسامح، فضلاً عن تكوين علاقات قوامها الوئام مع النفس ومع الآخرين ومع الكوكب.
وتشير أحدث بيانات اليونسكو في تقرير GEM 2025 إلى أن التقاعس عن الاستثمار في التعليم الأساسي؛ يكلف العالم نحو عشرة تريليونات دولار سنوياً، وأن تحسين مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة يمكن أن يزيد الناتج العالمي تراكمياً بنحو 6.5 تريليونات دولار سنوياً بحلول عام 2030.
وفي سياق مماثل، يحذر تقرير ASDR 2024 من أن ضعف التعلّم الأساسي يولّد خسائر دخل تراكمية قد تصل إلى 800 مليار دولار مدى حياة الأفراد، بينما تتحمل الأسر أعباء تعليمية متزايدة في البلدان المخفوضة والمتوسطة الدخل، ما يعرقل العدالة الاجتماعية ويبطئ النمو الاقتصادي.
ولا يزال هناك نحو 739 مليون شاب وبالغ حول العالم يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية، وفي بعض المناطق، مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، لا تزال المعدلات أعلى من 30%.
دراسة أخرى أجرتها الأمم المتحدة أظهرت أن:
- ما يقرب من 83% من النساء والفتيات قادرات على القراءة والكتابة. ومع ذلك، فإن ثلثي الأميين في العالم من الإناث، وتعود هذه المشكلة إلى عوامل مثل نقص فرص التعليم للفتيات أو تقاليد بعض الدول التي تسمح بزواج الفتيات في سن مبكرة، وتعمل العديد من المنظمات على تمكين النساء والفتيات من خلال تعليمهن مهارات القراءة والكتابة.
- أظهرت الدراسة كذلك أن 90% من الرجال والفتيان، على الصعيد العالمي، قادرون على القراءة والكتابة، ومع ذلك، في العديد من الدول الغربية، تُظهر الفتيات عموماً مستوى أفضل في معرفة القراءة والكتابة من الفتيان، ويشير الخبراء إلى أن هذا يعود إلى أساليب تعليمية لا تناسب الفتيان دائماً.
نسبة الأمية في المغرب
وكشف تقرير للمجلس الأعلى للحسابات برسم 2023-2024، قد كشف عن “معطيات صادمة” حول انتشار الأمية بالمغرب والتي لازالت نسبتها مرتفعة على مستوى الفئات العمرية التي تفوق 15 سنة، مسجلا أن الأمية تطوق ما يزيد عن 7 ملايين و478 ألف شخص خلال سنة 2024، أي ما يعادل نسبة أمية تناهز 27,9% مقابل 47,7% قبل عشرين سنة.
وأوضح التقرير أن الاستراتيجية الوطنية في مجال محاربة الأمية مكنت من تسجيل تزايد مستمر في أعداد المستفيدين من برامج محو الأمية، مبرزا أن العدد الإجمالي للمسجلين انتقل من 674.551 خلال الموسم الدراسي 2014-2015 إلى 852.535 خلال الموسم الدراسي 2022-2023، أي بمعدل نمو متوسط سنوي يقدر بـ 4,1%. كما أن الموارد المعبأة لفائدة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية انتقلت من 183 مليون درهم إلى 371 مليون درهم خلال نفس الفترة.